أنهى المنتخب الوطني لكرة القدم الدور الأول من نهائيات أمم إفريقيا التي تجري وقائعها بمصر إلى غاية 19 جويلية الجاري في المركز الأول ضمن المجموعة الثالثة، بعد تحقيق ثلاث إنتصارات متتالية ضد كل من كينيا، السنغال، تنزانيا على التوالي مؤكدا بذلك جاهزيته لهذا الموعد الكبير من أجل مواصلة المشوار في قادم الأدوار. النّتائج المُحقّقة في الدور الأول من أكبر محفل كروي في القارة الأفريقية لم يكن صدفة بل كان نتيجة عمل كبير قام به الرجل الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، منذ توليه المهام في فترة جد حساسة ومهمة ما جعله في صراع مع الوقت من أجل تدارك التأخر وإعادة بناء فريق بالنظر للوضع المُزري الذي كان يتواجد عليه بسبب غياب الإستقرار والمشاكل التي طالت المحيط. لم يتوقّف الأمر عند هذا الحد بل وُجّهت لبلماضي إنتقادات كثيرة حول التشكيلة التي إختارها لخوض غمار «الكان» رغم أنه كان في صراع مع الزمن لتصحيح الأمور، إلاّ أنه واصل العمل في صمت بعيدا عن الضغط وإستفادة كثيرا من المعسكر الذي برمجه في قطر والذي تخللته مبارتين وديتين ضد كل بوراندي ومالي، تمكن من خلالهما هذا الرجل الفذ من تصحيح عدة أمور في المجموعة والدليل واضح من خلال التألق في الدور الأول من المنافسة القارية. بلماضي كسب الرّهان وأسكت المُنتقدين زملاء الحارس مبولحي كانوا في الموعد من خلال الحفاظ على الشباك نظيفة ما أهله ليكون أفضل دفاع في الدور الأول، ما يعني أن المشكل الذي كان موجود على مستوى الخط الخلفي في الفترة الماضية بدأ بنتهي بناءا على الإستراتجية التي إنتهجها المدرب الوطني، في المُقابل تمكن الخط الهجومي من توقيع 6 أهداف كاملة جعلتنا نتصدر المجموعة ب 9 نقاط أي من دون خطأ ما سيعطي دافع معنوي كبير للاعبين من أجل مواصلة المهمة في قادم الأدوار. للإشارة، فإن المواجهة الودية التي جمعت بين الفريق الوطني ونظيره المالي كانت جد مهمة، وتعكس بُعد النظر بالنسبة للدولي الجزائري السابق والمدرب الداهية في الفترة الحالية الذي نجح أينما حط الرحال، يأتي ذلك لأنّ مُجريات المنافسة القارية قد تُسفر عن لقاء يجمع بين الجزائر ومالي في الدور ربع النهائي من الطبعة ال 32 لكأس أمم أفريقيا ما سيسهل المهمة أكثر أمام الطاقم الفني لأنه يملك نظرة حول إمكانيات هذا المنافسة لتحضير الوصفة المناسبة من أجل بلوغ المربع الذهبي. السينغال في الرّواق الصّحيح من جهته، منتخب السينغال الذي كان من بين المرشّحين من أجل بلوغ الدور ثمن النهائي حقق الهدف المباشر من خلال الفوز في أول لقاء ضد تنزانيا، وبالرغم من الهزيمة التي تلقاها على يد الخضر في الجولة الثانية، إلاّ أن ذلك لم يُثني من عزيمة اللاعبين في إعادة ترتيب الأوراق من جديد من أجل العمل على كسب ثاني ورقة لتحقيق التأهل ضمن المجموعة، وجاء الإثبات من خلال سحقه لكينيا في آخر مواجهة بثلاثية نظيفة بعدما قادم المدرب بتصحيح الأخطاء التي كانت ضد الجزائر. أما المنتخب الكيني الذي تمكن من تدارك الخسارة التي تلقاها في الجولة الأولى على يد زملاء محرز من خلال الإطاحة بنظيره التنزاني في ثاني مواجهة من الدور الأول بنتيجة 3 مقابل 2، لم يتمكّن من مواصلة الصمود في وجه السينغال خلال القاء الأخير من الدور الأول بسبب نقص الخبرة التجربة بالمقارنة مع قوة المنافس، الذي حضّر كما يجب للموعد للعودة للواجهة القارية من جديد. فيما فشل التّنزانيّون في الصمود في وجه كل المنافسين من خلال تلقي ثلاث هزائم متتالية بداية من السنغال ثم كينيا وأخيرا الجزائر، وذلك لم يكن مفاجأة بما أنه الحلقة الأضعف قبل بداية المنافسة، بالنظر للمعطيات الموجودة في هذه المجموعة التي سيطرة عليها أشبال بلماضي منذ البداية، وترك الصراع بين البقية لكسب ثاني ورقة للتأهل للدور الثاني. بالتالي لم تكن هناك مفاجآت بما أن الجزائر كانت أبرز المرشّحين لبلوغ الدور ثمن النهائي بالنظر للتعداد البشري الذي تنقلت به نحو مصر، وتأكد ذلك على الميدان من طرف زملاء بونجاح، نفس الأمر بالنسبة للسنغال الذي جاء هذه المرة من أجل الذهاب بعيدا من خلال الإعتماد على تكشيلة تمزج بين الخبرة والطموح.