لا تزال بعض المؤسسات التعليمية تعاني من نقص في التأطير البيداغوجي لها، من حيث توفير كل الأساتذة وتغطية الإحتياجات الملحة في جميع المواد التعليمية على الرغم من النداءات المتكررة لأولياء التلاميذ في اتجاه كل الهيئات التعليمية المسؤولة، وفي مقدمتها وزارة التربية الوطنية. بعد أكثر من شهر عن الدخول المدرسي، لا تزال أقسام عديدة في المؤسسة التعليمية «دابوسي» بالسحاولة، غرب العاصمة، دون أساتذة، مثلما إشتكى مرة أخرى أولياء التلاميذ لجريدة «الشعب»، بعد أن استنفدوا كل طرق إبلاغ الجهات المعنية، بما فيها مسؤولي المؤسسة التعليمية ذاتها، التي كانت في كل مرة، ترمي المسؤولية على الغير، مقدمة وعود لا أساس لها من الصحة من قبيل أن المشكل سيحل في الأيام القادمة، وقد مرت على هذه الأيام أسابيع. ومع مرور أيام الدراسة تزداد هواجس ومخاوف أولياء التلاميذ من التأخر الكبير في تمدرس أطفالهم، مقارنة مع نظرائهم في نفس المؤسسة التعليمية، حيث أن قسمين فقط من بين الستة أقسام، تم توفير أساتذة، بينما ظلت البقية دون ذلك، هذا بالنسبة للسنة الثانية متوسط، بينما تعرف الأقسام الأخرى نسبا متفاوتة في توفير الأساتذة لها. مديرية التربية لغرب العاصمة، لم تحرك ساكنا من أجل إيجاد حل لهذه المعضلة، مما يضعها في قفص الاتهام لإخلالها بالتزاماتها الأساسية وهي إعطاء جميع المؤسسات التعليمية وبأقسامها المختلفة نفس الحقوق والفرص، كما أنها لم تكلف نفسها عناء المعاينة الميدانية، والسهر على توفير كل متطلبات دخول مدرسي عادي وعادل لجميع المؤسسات التربوية التابعة لها، فلا يعقل أن تظل مدارس أو إكماليات أو حتى ثانويات بدون أساتذة منذ الدخول المدرسي. والمثال الحي الذي سبق للجريدة وأن تحدثت عنه في أعداد سابقة، أملا في أن يجد أذانا صاغية، لكن آذان المسؤولين ظلت صماء، هذا المثال الحي موجود في العاصمة وليس في مناطق داخلية أو نائية أو حتى في الجنوب. هذا الأخير يظل نقطة سوداء في جبين الوزارة ككل، ولا تتذكره بصفة عملية وناجعة، إلا بعد أن يقع الفأس على الرأس، أي عندما تظهر النتائج الدراسية في آخر السنة وعادة ما تكون في معظمها كارثية في هذه المناطق النائية. وإذا كانت الجهات المسؤولة مباشرة عن تسيير القطاع التربوي وفي عدة مستويات، أبانت عن قصور في التكفل بمسؤولياتها، لاسيما في ما يتعلق بتوفير الأساتذة منذ بداية السنة الدراسية، خاصة على مستوى العاصمة، فكيف هو عليه الحال في الجزائر العميقة بمدنها الصغيرة ومداشيرها المترامية الأطراف، سؤال يوجه لكل ما له علاقة بهذا الملف الحساس وينتظر أن تكون الإجابة عليه بصفة عملية تجنب التلاميذ بداية غير موفقة في المشوار الدراسي وتزيل هواجس أولياء التلاميذ منذ إنطلاق السنة الدراسية الجارية. ومن جهة أخرى، تواجه الوزارة تحدي آخر لا يقل خطورة عما سبق ذكره ويتعلق الأمر باستمرار حالة الإكتظاظ في الأغلبية الساحقة للمؤسسات التربوية، الذي يتعدى عدد التلاميذ فيها الخمسين، وتزداد الخطورة عندما يتعلق الأمر بأقسام مقبلة على إمتحانات شهادات نهاية السنة، بسبب نقص المرافق التعليمية رغم الجهود التي تبذل والتي تبقى دون المستوى المطلوب.