أعلن رئيس شركة مساهمات الدولة عبد الحق سعيداني عن تخصيص 70 مليار دج لمحو ديون المؤسسات العمومية الناشطة في مجال النسيج والجلود والخشب، بالإضافة إلى تخصيص 40 مليار أخرى لإعادة تأهيلها وتجديد وتحديث وسائل الإنتاج. أوضح عبد الحق سعيداني أن هذه الأظرفة المالية الهامة التي خصصتها الدولة، تأتي ضمن المساعدات هدفها بعث قطاع الإنتاج الوطني في مجال صناعة النسيج والجلود بصفة خاصة هي صناعة كانت في وقت من الأوقات منتوجاتها تغطي كامل السوق من ناحية الطلب، وقد احتفظت بنوعيتها وجودتها، وما تحتاجه حاليا في ظل الانفتاح ومنافسة كبيرة من قبل المنتوجات المستوردة إسترجاع مكانتها في السوق الوطنية التي لا تمثل حصتها فيه حاليا سوى 10٪. ويعد الصالون الوطني ال 11 للصناعات المصنعة الذي ستفتح فعالياته يوم 19 أكتوبر الجاري ويمتد لغاية ال 25 من نفس الشهر، فرصة أمام المؤسسات الوطنية لصناعة النسيج، والجلود والخشب، للتعريف بقدراتها الانتاجية والتعريف بمنتوجاتها، التي بالرغم من نوعيتها إلا أنها تواجه مشكل التسويق والترويج لها، خاصة بعد أن نافستها منتوجات مستوردة غالبا ما لا تستجيب إلى مقاييس معايير النوعية، لكنها تحظى بإقبال المواطنين على إستهلاكها نظرا لأسعارها البخسة، وذلك بسبب المستوى المعيشي الذي يبقى منخفضا بالرغم من الزيادات في الأجور. وينتظر أن يشارك في هذا الصالون حسب ما أعلن عنه أمس سعيداني 70 مؤسسة عمومية تنشط في مجال الصناعات المصنعة في الفروع السالفة الذكر، والتي تريد أن تضاعف رقم أعمالها إلى 48 مليار دج بدل 25 مليار دج حاليا وتحقيق قيمة مضافة التي يمكن أن تصل إلى 17 مليار دج. ولن يتسنى لها بلوغ هذه الأهداف إلا إذا تم بعث الإنتاج على سكة ثابتة يقول المتحدث ل «الشعب»، وهو ما تسعى السلطات العمومية لتحقيقه من خلال ضخها لمبالغ مالية ضخمة في إطار مساعدات موجهة لمحو الديون وتحديث وسائل الإنتاج وإعادة تأهيل التجهيزات وتكوين الموارد البشرية الذي خصصت له وحده ظرف مالي لا يقل عن 2 مليار دج، وهو مبلغ موجه لتكوين 1200 عامل حسب المصدر مشيرا إلى أن 750 منهم سيخرجون للتقاعد خلال السنوات القليلة المقبلة وبالتالي لا بد من تعويضهم بعمال ذوي كفاءة قادرين على إعطاء القطاع النقلة النوعية. وتراهن السلطات على المؤسسات العمومية الناشطة والتي لم تنقطع عن النشاط بالرغم من الصعوبات المالية والإقتصادية، وقد خصصت 65 مليار دج لبعث الإستثمارات ولإعادة فتح المؤسسات والمصانع المغلقة وكذا الفضاءات الكبرى خاصة تلك التي كانت تعرف سابقا إقبالا كبيرا لاقتناء منتوجاتها من قبل المواطنين وهي مؤسسة «باطا». وكشف في هذا السياق بأن مشروع إعادة فتح مؤسسة صناعة الجلود «الشراڤة» غرب العاصمة جار، وستدخل مجال الإنتاج في 2014، كما سيتم فتح وحدتين مماثلتين في كل من مسكانة والبيض. ويعول من خلال إعادة فتح المصانع والمؤسسات المغلقة على الرفع من حصة الإنتاج الوطني في السوق الجزائرية إلى 28٪، وإلى فتح مناصب شغل جديدة خاصة بعد إعادة فتح الأروقة وقد خصص لهذه العملية 2400 مليار دج. وتجدر الإشارة إلى ان الصالون الوطني للصناعات المصنعة سيتخلله ندوات ومداخلات من مختصين في المجال.