يبقى وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون المرشّح الأوفر حظا لخلافة تيريزا ماي في رئاسة الحكومة، مستفيدا في هذا السباق على السلطة من سلاح هو الأبرز، ألا وهو بريكست. فقد أدّى الرئيس السابق لبلدية لندن دورا أساسيا في الحملة المؤيدة لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي في الاستفتاء الذي أجري في جوان 2016، وهذا ما يمنحه اليوم مصداقية لدى نشطاء حزب المحافظين بأنه سينفّذ وعده بتحقيق بريكست بعد فشل ماي في هذا الملف. في المقابل، لا يزال منافسه وزير الخارجية جيريمي هانت يعاني من تبعات تغيير موقفه من معارض لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى مؤيد له. فقد أيّد بادئ الأمر بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي في الحملة التي سبقت الاستفتاء، لكنه عاد وغيّر رأيه أواخر العام 2017 بعد ما اعتبره «غطرسة» بروكسل في المفاوضات. ويقول كاتب السيرة الذاتية لجونسون آندرو غيمسون إن لدى وزير الخارجية السابق «مناصرين في مناطق بعيدة جدا عن لندن حيث الناس مستاؤون لعدم تحقق بريكست الذي صوّتوا لمصلحته»، والذي كان من المقرر أن يدخل حيّز التنفيذ في 29 مارس الماضي. وسيختار أعضاء حزب المحافظين البالغ عددهم 160 ألفا نهاية جويلية أحدهما خلفا لماي، وقد بدأوا بتسلّم بطاقات الاقتراع. ويعتبر بريكست الملف الأبرز الذي يشغلهم، فقد أظهر استطلاع أجراه مركز يوغوف أن 54 بالمئة من أعضاء حزب المحافظين مستعدون للتضحية بحزبهم من أجل تحقيق بريكست، كما لا يمانع 61 بالمئة تكبد الاقتصاد البريطاني أضرارا بالغة في سبيل خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي. وكان بوريس جونسون البالغ 55 عاما قد طرح نفسه مرشّحا لرئاسة الحكومة قبل أن تعلن تيريزا ماي استقالتها في 24 ماي. ترامب ساخط على ماي وسفيرها بواشنطن من ناحية ثانية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأول، أن إدارته لن تتعامل مع السفير البريطاني في واشنطن كيم داروش، بعد تسريبات دبلوماسية أشارت إلى أنه وجّه اتّهامات لترامب وصفه فيها بأنه «عديم الكفاءة، غير مؤهل»، وتوقّع نهاية «مخزية» لولايته، مرجحا إعادة انتخابه رغم ذلك، في حين أكّدت حكومة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي «دعمها الكامل» لسفيرها. وانتقد ترامب السفير البريطاني قائلا إنه لا يعرفه، ووصفه بأنه «شخص غبي جدًا»، مكرّرًا هجماته على رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، حيث اعتبر أنّ المفاوضات بشأن بريكست هي «كارثة». وتشهد العلاقات بين الولاياتالمتحدةوبريطانيا توتّرًا منذ نشر مذكرات دبلوماسية مسرّبة، انتقد فيها السفير كيم داروش بشدة إدارة ترامب. وكان ترامب أعلن الاثنين أنّ الولاياتالمتحدة «لن تجري بعد الآن» اتصالات مع السفير، لكن تيريزا ماي سارعت إلى التعبير عن دعمها لداروش.