يرى الكاتب السوري يحيى عقاب، أن الشعب السوري لا يمكن له أن يرهن مصير بلاده أو مستقبله لأي جهة خارجية في إطار سعيه إلى تغيير النظام. وقال الكاتب السوري، وأحد الوجوه المعارضة خلال ندوة فكرية بعنوان: في ظل الصمت العربي والدولي الثورة السورية إلى أين؟ نظمها مركز الأمة للبحوث والدراسات الإستراتيجية بمركز الشعب للدراسات الإستراتجية، «نعم قد نتعاون، قد نتساعد، ولكن لا يمكن لنا أن نرهن مصيرنا، أو مصير سوريا لأي دولة في العالم». وفند عقاب، في هذا السياق أن يكون الشعب السوري يبحث عن تدخل أجنبي شبيه بالتدخل الأمريكي في العراق، أو بالحلف الأطلسي في ليبيا، موضحا أنه يريد حماية الأرواح البشرية أمام تساقط المزيد من الضحايا يوميا. وفي معرض تحليله لمواقف الدول العربية والأجنبية اتجاه ما يحدث في سوريا، ربط المحاضر الصمت العربي بخوف العديد من الدول العربية من انتقال الثورة إلى أراضيها في حال نجحت الثورة بسوريا، منتقدا دور الجامعة العربية التي وصفها بالمرآة الفاضحة للواقع العربي. وأضاف الكاتب السوري، أن الكثير من تلك الدول، تركز على تصوير الثورات بأنها غير صحية، وهو ما يفسر أماني البعض بالرجوع إلى ما قبل الثورات مثلما ما حدث في مصر يقول المحاضر. وبالنسبة لموقف الولاياتالمتحدة، قال عقاب أن الكثير يبرر تباطؤها في الفصل في قضية سوريا، بغرقها في مستنقع العراق، وأفغانستان وليبيا مؤخرا، وبالتالي لم تدرج سوريا في أجندتها وهو ما يفسر عدم تدخلها لحد الآن. أما بالنسبة للموقف الروسي، والصيني، فقد أوضح الكاتب السوري أنه تحركه مصالح في المنطقة، فروسيا التي فشلت في الاستفادة من ثورة ليبيا تحاول أن تجد ضمانات بالاستثمار في سوريا، وهو ما ينطبق على الصين كذلك حيث تسير هي الأخرى وفق مصالحها. وإذا كان الموقف الأمريكي والروسي والصيني وحتى موقف الدول العربية قد يبدو محسوما في نظر الكاتب السوري، فإن الموقف التركي والغربي مازال متذبذبا، ويتغير بتطورات الأوضاع، فتركيا التي فصلت في القضية بأنها داخلية، لديها خيارات كثيرة يقول المحاضر أنها ستكشف عنها في الأيام القادمة . وتوقع، الكاتب السوري، أن تشهد الأحداث في سوريا تطورا كبيرا وتصعيدا في مواقف الدول الأجنبية باتجاه نزع الشرعية من النظام في الأيام المقبلة.