تزخر الساحة الجزائرية بكاتبات ومبدعات سجلن أسمائهن بأحرف من ذهب في سجل الأدب الجزائري، التي أنجبت على أرضها أقلاما جعلت من المداد بحرا من الكلمات الموزونة والمعبرة، يبحر فيه المتعطشين والمتذوقين لعالم الأدب والقوافي.. ما أكثر هاته الاقلام النسوية في الجزائر التي جعلت القلم يسطر لها اسما خالدا وتاريخا أدبيا حافلا، فكتبن عن الجزائر وعن أبناء الجزائر، وغصن في هموم وأفراح شعبها وأوصلن صوت الجزائر إلى ما وراء البحار، دون أن يكلن أو يملن ليكون لهذا الوطن صيتا أدبيا ذائعا. ومن هؤلاء اللواتي سطعن في عالم الأدب زهور الونيسي التي أطلقت العنان لقلمها ليكون شاهدا على إبداعاتها الأدبية التي لم تثنها مناصبها المتعددة التي تقلدتها عن الكتابة، حيث تقلدت مناصب عليا ثقافية وإعلامية واجتماعية وسياسية، فشغلت منصب عضو الهيئة المديرة لاتحاد الكتاب الجزائريين ما بين 1995 1998م، كما كانت أول امرأة في الجزائر تتقلد منصبا وزاريا وترأس وتدير مجلة نسوية بعنوان “الجزائرية”. وشغلت أيضا منصب عضو بالمجلس الشعبي الوطني من 1977 إلى 1982م، وشاركت في تأسيس الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات. وفي الجانب الأدبي أصدرت عددا من الروايات والقصص من بينها “الرصيف النائم”، “على الشاطئ الآخر”، “من يوميات مدرسة حرة “، “لونجا والغول”، “عجائز القمر”، “روسيكادا “، وعملت مؤخرا على كتابة سيناريو حول حياة العلامة ابن باديس. كما عرفت الساحة الأدبية الشاعرة زينب الأعوج أستاذة الأدب العربي في جامعة باريس الثامنة والجامعة المركزية بالعاصمة. دخلت عالم الأدب وهي في سن المراهقة لتطلق العنان لقلمها في الإبداع والغوص في عالم القافية، أول مجموعة شعرية لها أصدرتها عام 1975 بعنوان “يا أنت من منا يسرق الشمس”، وكتبت “أرفض أن يدجن الأطفال”، و”راقصة المعبد”، كما كانت لها تجربة في الموروث الثقافي الشعبي باللغة المحكية الجزائرية، حيث أصدرت ديوان “نوارة لهبيلة”، وتقلدت زينب الأعوج مناصب سياسية حيث انتخبت عضوة في البرلمان الجزائري، وأيضا في المجلس الوطني للثقافة. وفقدت الجزائر اسما لامعا في عالم الأدب الراحلة زوليخة سعودي التي رحلت في عز شبابها تاركة ورائها إرثا أدبيا زاخرا إذ تنوعت مجالات الكتابة لديها فجمعت بين كتابة القصة القصيرة والطويلة والمقالة النقدية والرواية والمسرحية والخاطرة والرسالة، وكانت أغلب موضوعاتها مستمدة من التراث الشعبي، فأصدرت “اليتيمان” المستوحاة عن قصة “بقرة اليتامى”، وكتبت “أحلام الربيع”، “الشريدان”، “ شهامة”، “غدر” و”التافهون”، وغيرها من الكتابات الثرية.. وأنجبت الجزائر الشاعرة ربيعة جلطي التي لم تكتف فقط بكتابة الشعر، وإنما اختارت أيضا أن تخترق عالم الرواية فأصدرت مؤخرا “الذروة” التي لاقت رواجا كبيرا، ومن المنتظر أن تحول إلى فيلم سينمائي سوري. ربيعة جلطي شاعرة حاصلة على شهادة الدكتوراه في الأدب المغربي الحديث، أستاذة في جامعة وهران، كاتبة ومترجمة، لها خمس مجموعات شعرية. أول ما أصدرته “تضاريس لوجه غير باريسي” وآخر ما صدر لها “من التي في المرآة” ترجم شعرها إلي الفرنسية الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي في ديوان “وحديث في السر”، وترجم لها الروائي رشيد بوجدرة مجموعتها الأخيرة. وتعتبر هذه الإطلالة نبذة قصيرة عن الأديبات والجزائريات اللواتي خدمن عالم الأدب في الجزائر، وسطرن لهن اسما بأحرف من ذهب وتركن وسيتركن إرثا خالدا يقتدي به أجيال المستقبل ممن يرغبن حمل مشعل من سبقوهن..