قام أمس مئات المتقاعدين بدار الشعب بوقفة احتجاجية حول تدهور أوضاعهم الاجتماعية جراء المعاشات الضعيفة التي يتلقونها بعد أكثر من 32 سنة عمل، مطالبين برفع المعاشات إلى حدود 25 ألف دينار كحد أدنى بالاضافة إلى مطالب أخرى. وتحصلت »الشعب« على عريضة المطالب التي سترسل لاحقا الى رئاسة الجمهورية حسب المتقاعدين وتحمل اعادة النظر في تقييم المعاشات بزيادة تصل إلى 80 بالمائة مع رفع منحة المرأة الماكثة بالبيت إلى 6 آلآف دينار، ومن المطالب كذلك تثبيت الزيادة الخاصة بالمتقاعدين الذين خرجوا مابين 1984 و2005 والمقدرة ب 30 بالمائة. ويطالب المتقاعدون بالاعفاء النهائي من الرقابة الطبية لفائدة المتقاعدين وأزاوجهم البالغين من العمر 65 سنة مع تقليص السن القانوني للتقاعد بالنسبة للمرضى المصابين بأمراض مزمنة، وأشار البيان إلى ضرورة الغاء القرار المتعلق بتسقيف تعويض الأداءات الطبية 2000 دج للوصفة الواحدة مع إلغاء السعر العمومي واستبداله بالتسعيرة المرجعية نظرا لغلاء الأدوية. ولتحسين التكفل الطبي بالمتقاعدين وذويهم يأمل أصحاب المطالب الذين يهددون بالعودة للاحتجاج في 25 ديسمبر المقبل إذا لم تلبى مطالبهم الى توسيع نظام الدفع لفائدة الغير إلى أطباء الأسنان ومخابر التحاليل الطبية والأشعة، وأشار المطلب السابع الى تمكين المتقاعدين الذين بلغوا السن القانوني من الاستفادة من المرافق السياحية والحمامات الحموية مرة كل سنة. رئيس مصلحة في قطاع البناء بتقاعد لا يتجاوز 14 ألف دينار كشف المتقاعد ياحي محمد متقاعد كان يشغل رئيس مصلحة في مؤسسة للبناء بان معاشه في 1995 كان لا يتجاوز 7 آلآف دينار وبعد الزيادات أصبح اليوم 14 ألف دينار جزائري وهو مبلغ لا يكفي لسد حاجيات أسرتي المكونة من 5 أفراد لمدة أسبوع موضحا بأنه قدم حياته كلها لصالح المؤسسة واليوم أصبح عاجزا عن مجابهة متاعب الحياة التي تكثر كل يوم. وقال المتحدث بنبرة حزينة على السلطات أن تتكفل بملفنا ونطالب بزيادات آلية عند انعقاد كل ثلاثية لأن الاجتماعات التي نتطلع عليها في التلفزيون ومختلف وسائل الاعلام لم نلمس منها الا الكلام والوعود، مشيرا بأن مجلس الوزراء القادم ينتظرونه بشغف بعد أن تحدث وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي عند تنصيب اللجان لمتابعة تطبيق نتائج الثلاثية في 6 أكتوبر الجاري عن زيادات معتبرة سيفرج عنها في القريب العاجل وهو ما جعل المتقاعدين يتحركون لتكون الزيادات في المستوى. وقال "رمضان العيد" متقاعد من المؤسسة الوطنية لتركيب آلات الأشغال العمومية بالمحمدية بالحراش بأنه استفاد من تقاعد ب 8500 دينار جزائري في 2002 واليوم ينال 14 ألف دج وهو ما يمثل مصاريف 10 أيام على الأكثر، داعيا إلى إعادة النظر في معاشات التقاعد التي باتت اهانة أكثر منها حفظا لكرامة المتقاعد الذي أرهقته التحولات الاجتماعية والاقتصادية ولم يستطع التأقلم مع الواقع الجديد الذي ينهض كل يوم على زيادات في جميع المواد الأساسية. وتحدث متقاعد من قطاع البريد والمواصلات منذ 2004 عن ضعف التكفل والالتفات لفئة المتقاعدين التي قدمت تضحيات كبيرة في ميدان العمل واليوم تعامل وكأنها عالة على المجتمع فالجميع مطالب بتحمل مسؤولياته ومنحنا حقنا من الثروة لا أكثر ولا أقل. ويذكر أن »دار الشعب« مقر المركزية النقابية قد عرفت أجواء مشحونة خاصة مع ارتفاع حدة التوتر عند الأسلاك المشتركة لقطاع التربية التي جاءت بقوة لتبليغ انشغالاتها وهذا تحت حضور أمني مكثف بقي خارج دار الشعب يراقب الاحتجاجات عن قرب دون ان يتدخل، وهذا وقد وقفت الشعب على تكسير زجاج أبواب دار الشعب اثر تدافع المحتجين.