لقد طغى موضوع الصيانة والمتابعة المتواصلة لشبكات الإنارة العمومية على مستوى الطرق الولائية والبلدية وحتى الوطنية وكذا الأحياء والقرى النائية ببلديات ولاية بومرداس على الاشكالية التي نبحث عنها وموضوع ملفنا المتعلق بنسبة التغطية ودرجة اختلافها من منطقة الى أخرى، بناءً على تصريحات المواطنين ورؤيتهم للقضية، حيث تم الاجماع على أن أكبر هاجس يؤرقهم هو حجم الإهمال وعدم المتابعة والاستجابة الفورية لشكاوي المواطنين من طرف المصالح التقنية المتعلقة بطلبات اصلاح الأعطاب المتكررة، خاصة في هذه الفترة من الشتاء وليس غياب هذا المصدر الحيوي بالأساس. وفي هذا الخصوص، يقول السيد ر، مولود من قرية ذراع القهوة ببلدية برج منايل، إن منطقتنا وكغيرها من مناطق وقرى البلدية كانت محظوظة، حيث استفادت ومنذ مدة وتقريبا مع نهاية التسعينيات من مشروع التغطية بالإنارة العمومية خاصة ببعض المسالك التي كان يصعب المرور، منها وهي العملية التي لاقت، كما قال، استحسانا من قبل سكان هذه المناطق والقرية المذكورة إلا أن غياب الصيانة من قبل المصالح المختصة بالمتابعة قد أدى مع الوقت الى إتلاف الكثير من الخطوط والأعمدة نتيجة للعوامل الطبيعية، وبالتالي فقد المشروع أهميته بالرغم من التكاليف المادية الكبيرة المخصصة لعملية التجسيد، يؤكد محدثنا، ونفس الاتجاه ذهب إليه السيد ش. -مصطفى، متحدثا عن الموضوع وحجم التغطية بالإنارة العمومية على مستوى بلدية أولاد عيسى، شرق الولاية، حيث اعتبرها شبه كاملة بما فيها قرى البلدية ما عدا القليل منها أو بعض المنازل المعزولة التي يصعب ربطها، نظرا لموقعها، لكن ما يطرح من قبل المواطنين حاليا هو ضرورة الحفاظ على أعمال الصيانة لحماية هذا المكسب الهام، على حد قوله، وتقريبا هي نفس النظرة التي تقاسمها العديد من المواطنين الذين تحدثنا إليهم في الموضوع، كما تبقى عدة مناطق أخرى وأحياء غارقة الى اليوم في الظلام الدامس بما فيها التجمعات السكانية، حديثة النشأة التي تنعدم فيها أساسيات الحياة من مياه الشرب، الصرف الصحي بالإضافة الى الإنارة العمومية. يذكر أن ملف التغطية بالإنارة العمومية والظلام الكبير الذي تغرق فيه عدة محاور وطرق كان قد طرح من قبل والي الولاية قبل انطلاق موسم الاصطياف بسبب انعدام الانارة بأحياء عاصمة الولاية خاصة على مستوى الشارع الرئيسي لواجهة البحر وكذا مداخل الشواطئ وحظائر السيارات وكلها هواجس تنغص حياة المواطنين والمصطافين الباحثين عن الاستجمام، مما دفع بالسلطات الولائية الى الاسراع في اتمام مشروع انارة الواجهة البحرية التي واكبت افتتاح موسم الاصطياف لسنة 2011 في انتظار مشاريع مستقبلية يتطلع إليها المواطنون ومستعملي الطرق التي لا تزال الكثير منها بدون انارة وبالخصوص منها الطريق الوطني رقم 24 الرابط بين عاصمة الولاية ودلس، مرورا ببلدية رأس جنات، حيث لا يزال يشكل خطرا على حياة المسافرين المتخوفين من استعمال هذا الطريق بعد غروب الشمس، نظرا لإنعدام الانارة العمومية في أجزاء كبيرة منه المليئة بالأحراش ومناطق شبه غابية ما عدا مراكز المدن وأيضا الطريق الرابط بين بغلية تادمايت بولاية تيزي وزو وبلدية الناصرية. ليبقى في الأخير ملف التغطية بالإنارة العمومية بولاية بومرداس من أهم المطالب الاجتماعية التي ينشدها المواطن، كما كانت في كل مرة حاضرة في مجمل المطالب والانشغالات اليومية المرفوعة من قبل ممثلي جمعيات القرى والأحياء التي لا تزال محرومة من هذا الحق الاجتماعي وهي كثيرة وأخرى ضحية للمشاريع المغشوشة والتحايل من قبل المؤسسات المكلفة بالإنجاز التي خالفت العديد منها لدفتر الشروط ولم تحترم المعايير، مما أدى الى تعطل عدة شبكات للإنارة العمومية في وقت قصير..