رغم تواجدها بديار الغربة إلا أنها مازالت وفية لفنها وتسهر على تطوير إبداعها بشكل يجعل من نغمتها الموسيقية آسرة لكل من يستمع إليها وصوتها يحافظ على قوته وعذوبته، حيث مازالت الفنانة الجزائرية دليلة مقدر حريصة على إعادة بعث النغمة الجزائريةالأصيلة على غرار الأندلسي والطابع الحوزي ومختلف المواويل والنوبات للمحافظة عليها من الاندثار بل وللترويج لتميزها وخصوصيتها خارج الوطن، فعكفت بذلك على طرح ألبومين وتستعد لتحضير ألبوم جديد، وعندما تقترب منها تجدها تنبض بالعطاء يحركها السقف العالي من الإبداع الذي تتمتع به، لدى عودتها من ديار الغربة «الشعب» إلتقتها ورصدت لكم آخر ما تحضر له الفنانة المطربة والعازفة على الآلات الموسيقية، ووقفت على هوسها بالتراث الجزائري الذي يسكنها وتعرف كيف تغازله . @ الشعب: هل العودة إلى أحضان أرض الوطن يزيد من عطاءك الفني ويثري إبداعك أكثر؟ @@ المطربة الجزائرية دليلة مقدر: كلما عدت إلى بلدي الجزائر تسجل عودتي إلى البيت الموسيقي مع جوق قرطبة بالعاصمة، وأستأنف بذلك تدريباتي، وبالفعل أصير في وطني أكثر عطاء مقارنة بالإمارات أو الولاياتالمتحدةالأمريكية الدولتين اللتين تنقلت بينهما، وعلى اعتبار أنه خارج الوطن ليس لدي جوق ومهمتي لا تقتصر على تطوير إبداعاتي وترقية أدائي بقدر ما ينحصر بشكل أكبر على التعريف بالفن الجزائري والترويج لخصوصيته، خاصة كل ما تعلق بالتراث الأصيل من طابع حوزي وأندلسي وجميع النوبات والمواويل التي أحفظ أغلبها عن ظهر قلب . @ كيف وجدت التجاوب الأجنبي مع النغمة الجزائرية لدى العرب والأمريكيين على وجه الخصوص؟ @@ كل من يستمع للنغمة الجزائرية ينجذب نحوها لأنها أصيلة وأبدعت بأنامل موهوبة، لكن الفن الغنائي الجزائري معروف لدى العرب أكثر من الأمريكيين، لأنهم يعشقون العديد من الأصوات الجزائرية المخضرمة على غرار العملاق رابح درياسة وأحمد وهبي، لكن للأسف من فناني اليوم لا يعرفون للأسف سوى اسما واحدا وهو خالد حاج إبراهيم . @ نعود إلى فن المطربة دليلة مقدر، هل مغازلتك للفن الأندلسي قديم وما هي أهم إبداعاتك؟ @@ بما أنني أنحدر من أصول تلمسانية، انتميت بشكل تلقائي إلى الموسيقى الأندلسية، وتحصلت على الجائزة الأولى، وبعد ذلك انخرطت مع الجمعية الفخارجية لأنتقل إلى الجمعية السندسية، لأقفز بعد ذلك إلى الجمعية القرطبية بالعاصمة، ولدى سفري إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية انفصلت لسنوات طويلة، لكن بعد أن انتقلت إلى الإمارات العربية أصدرت ألبومين في أقراص مضغوطة وأحضر لطرح ألبوم ثالث خلال الأيام القليلة المقبلة، وللتوضيح ألبومي الأول يتضمن «نوبة عروبي» وطابع موال، أما الألبوم الثاني ذا طابع حوزي وأجريته كتكريم للفنانة الكبيرة فضيلة الجزائرية، في حين ألبومي الثالث سيصدر قريبا ويتضمن بدوره نوبة «مايا» . @ كيف استقبل المتذوق ألبوميك؟ @@ الألبوم الثاني كان له رواج أكثر من الأول واعترف أن التوزيع في الجزائر ضعيف، لذا أفكر في توزيع ألبومي الثالث في فرنسا . @ وماذا عن نشاطك الفني في الجزائر؟.. هل اغتنمت الفرصة لتنشيط حفلات والبروز في حصص فنية تلفزيونية؟ @@ من المقرر أن أشارك يومي 16 و17 نوفمبر الجاري في حفل تكريم الفنان عبد الكريم دالي في مدينة تلمسان العريقة . @ بما أنك مطربة وعازفة على الآلات الموسيقية بما تشعرين عندما تقتحمين عالمك الجميل؟ @@ بالفعل أنا مطربة وأعزف على آلة البيانو و«كويتيدرة» آلة عاصمية جزائرية، وعندما أندمج في فني أشعر أنني تماما مثل المسافر أحلق عاليا وأشعر بمتعة لا مثيل لها لأنني أتذوق عذوبة اللحن والكلمات التي نستقيها من تراثنا الثري والأصيل . @ ما هي الرسائل التي يتضمنها فنك؟ @@ في الموسيقى الأندلسية نبعث الكثير من الرسائل التي ترفع معنويات المتلقي وتعيده إلى أصالته بشوق خاص . @ قبل أن نفترق هل أثرت دليلة بفنها على أفراد أسرتها، ولما تخططين؟ @@ لقد نقلت إلى أطفالي الحس الموسيقي وحب الفن، ولا أخفي عليك أنني فنانة لا تخطط، وهدفي ترك بصمات إيجابية على الموسيقى الأندلسية خارج وداخل الوطن.