تعرف حوادث المرور منحى تصاعديا خطيرا بعد أن بلغ عدد ضحايا إرهاب الطرقات حسب آخر حصيلة للدرك الوطني 3600 حالة وفاة، حيث تسجل حالة وفاة في كل ساعة، هذه الأرقام المخيفة جعلت الجزائر تحتل حاليا المرتبة الثالثة عالميا من حيث عدد الحوادث المميتة. ويعود ارتفاع عدد الحوادث إلى عدة عوامل، لكن المصالح المعنية لا تركز إلا على العامل البشري كأهم سبب في حين أن هناك عوامل أخرى تؤدي إلى نفس النتيجة، كانعدام الإنارة العمومية، النقص الكبير في إشارات المرور على المستوى الوطني، بالإضافة إلى نقص التكوين في مجال السياقة. أكد العقيد محمد الطاهر بن نعمان رئيس أركان القيادة الجهوية الخامسة للدرك الوطني، أن الليونة في تطبيق قوانين المرور، أهم أسباب تنامي حوادث الطرقات التي جعلت الجزائر تتدحرج إلى المرتبة الثالثة عالميا بعدما كانت الرابعة في عدد الحوادث المميتة. أفاد العقيد بن نعمان أمس خلال حصة »ضيف التحرير« أن 95 بالمائة من حوادث المرور تعود إلى العامل البشري أي الأخطاء التي يرتكبها السائق، أهمها عامل السرعة المفرطة، التجاوز الخطير، وعدم احترام إشارات المرور. ويعتبر أن العوامل الأخرى المتمثلة في حالة الطرقات، نقص الإنارة العمومية وانعدامها في بعض الأحيان في بعض الطرق، بالإضافة إلى غياب إشارات المرور، وعدم وضعها في بعض الأحيان في أماكن مخفية لا ينتبه إليها السائق، لا تمثل سوى 15 بالمائة من الأسباب المؤدية إلى حوادث المرور، التي حصدت السنة الجارية ما لا يقل عن 3600 وفاة. وبالنسبة للمتحدث فان المنحنى التصاعدي لحوادث المرور يبعث على القلق ويتطلب تحيين القوانين المتعلقة بالمرور، مشيرا إلى أن وزارة النقل معنية بصفة خاصة بضرورة المساهمة بفعالية في التقليل من الحوادث، من خلال إعادة النظر في رخصة السياقة، بوضع سلم التنقيط الذي سيكون له أثر إيجابي ويساهم في التقليل من الحوادث، وكذا وضع إشارات المرور في جميع الطرقات، وفي الأماكن الملائمة ليراها السائقون. بالرغم من أن تطبيق قوانين المرور بصرامة سيؤدي لا محالة إلى التقليل وبصفة ملحوظة في عدد الحوادث والقتلى التي يحصدهم يوميا إرهاب الطرقات، حيث تسجل مصالح الدرك الوطني قتيل في كل ساعة، إلا أن تطبيق القانون ليس بالصرامة المطلوبة كما ذكر المتحدث الذي يعتبر بأنه لا بد من تفهم الشباب الذين يستعملون السرعة للتعبير عن الحرية والترفيه عن أنفسهم. وأكد في هذا السياق، على عامل التحسيس كمرحلة استباقية قبل استعمال الردع، وأعلن في هذا الإطار عن انطلاق حملة تحسيسية تشمل 15 ولاية من الشرق الجزائري، من اجل إرساء ثقافة مرورية. وقد ابرز المتحدث أهمية اختيار الجهة الشرقية من القطر الوطني لان الطرقات بها تمثل 28 بالمائة من الشبكة الوطنية من الطرقات، وتمتد على طول 32 ألف كيلومتر. وإلى جانب التحسيس أعلن المتحدث بأنه سيتم مضاعفة عدد أجهزة (الرادارات) في الطرقات، مشيرا إلى أن الولاياتالشرقية التي تشملها الحملة التحسيسية قد زودت ب180 جهاز (رادار)، مبرزا بان هذا الأخير يعد وسيلة تقنية فعالة يمكن أن تستعمل كدليل على ارتكاب الأخطاء في حالة وصول القضية إلى العدالة.