عاد الهدوء الحذر، امس الأحد، إلى محاور القتال جنوب العاصمة الليبية طرابلس، بعد معارك طاحنة بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وقوات حكومة الوفاق. وأفادت الأنباء بأن الهدوء عاد إلى محوري الخلاطات واليرموك جنوبيطرابلس وتمكنت خلاله قوات الوفاق من استعادة السيطرة على معسكر اليرموك بعدما سيطرت عليه قوات حفتر لساعات. واستهدف الطيران الحربي التابع لحفتر، ليلة السبت، تمركزات في عين زارة وجنزور والخلاطات جنوبيطرابلس. مواجهات أمس الأول كانت الأعنف منذ حوالي شهر، وذلك بعد أيام من الهدوء الحذر. وفي السياق ذاته، أشاد المجلس الأعلى للدولة بالبطولات التي حققتها قوات الوفاق في صدّ محاولة التقدم الفاشلة لقوات حفتر السبت من محوري اليرموك والخلاطات. ودعا المجلس، رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج إلى «اتخاد موقف قوي ورادع، يتناسب مع حجم التضحيات ومستوى البطولات، تجاه التدخلات السافرة للدول المتورطة في إراقة دماء الليبيين والانقلاب على العملية السياسية في البلاد»، خلال مشاركته في جلسات الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة غدا الثلاثاء. إدانة التدخلات الخارجية وجدد المجلس الأعلى للدولة في ليبيا اتهامه لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بالاستعانة بالمرتزقة والطيران الأجنبي ، وأعلن أن لديه معلومات «مؤكدة» عن أن الهجوم الذي شنته قوات حفتر السبت، كان مدعوما بالمرتزقة ومسنودا بالطيران الأجنبي. هذا و أعلنت عملية «بركان الغضب» التابعة لحكومة الوفاق الوطني إصابة أفراد عائلة بجروح خطيرة جراء قصف طيران أجنبي داعم لهجوم حفتر لمبانٍ سكنية بمنطقة «مشروع الهضبة» في العاصمة. وأقرت «غرفة عمليات المنطقة الغربية» التابعة لقوات حفتر بالهجوم، لكنها قالت في بيان إن سلاح الجو شن غارات مكثفة على «تمركزات المجموعات المسلحة في مشروع الهضبة وطريق المطار والخلّة». وسبق أن اعترف العقيد فوزي بوحرارة القائد بقوات حفتر في أواخر أوت بأن طائرات مسيرة لدولة عربية شاركت في هجمات استهدفت مدينة غريان جنوبطرابلس. وفي السياق قالت عملية «بركان الغضب» «رصدت استطلاعاتنا في الأيام الأخيرة محاولات لإنشاء مهبط طيران وحظيرة طائرات في ترهونة، لاستخدامها من قبل طيران الدول الداعمة لقوات حفتر في الهجوم على طرابلس».