عززت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية سيطرتها بجنوب العاصمة طرابلس التي تشهد معارك طاحنة إثر إطلاق اللواء المتقاعد خليفة حفتر هجوم عسكري للسيطرة عليها، فيما نفت الحكومة تقديم أي مقترح لوقف إطلاق النار في إطار المقاومة لوقف العدوان على طرابلس، مؤكدة أن ذلك لن يتم قبل دحر المعتدين. وكشف مصدر عسكري ليبي أمس أن القوات التابعة لحكومة الوفاق تمكنت في إطار عملية "بركان الغضب"، من استعادة السيطرة بشكل كامل على منطقة "السبيعة"، جنوبطرابلس، مشيرا إلى أن السيطرة على السبيعة تعني قطع أحد أهم خطوط إمداد قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وأشار إلى أن قوات الوفاق باشرت في تحصين تمركزاتها بالمنطقة. بدوره، أعلن المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" السيطرة على تجهيزات لوجستية لقوات حفتر في السبيعة، من بينها مستشفى ميداني عسكري. وذكرت مصادر عسكرية أن "قوات الوفاق أسرت أكثر من عشرين مقاتلا من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، من بينهم قائد ميداني"، في حين قالت وسائل إعلام إن من بين الأسرى "جاب الله الورفلي ابن عم محمود الورفلي المشهور بالإعدامات الميدانية". وكانت حكومة الوفاق قد استعادت أول أمس السيطرة على معسكر اليرموك جنوب العاصمة الليبية بعد معارك عنيفة مع قوات حفتر، فيما أكدت أطراف دولية دعمها لحكومة الوفاق, محذرة الدول الداعمة لحفتر من مواصلة تأييد هجومه على طرابلس. وأوضحت تقارير إخبارية أن المواجهات لإستعادة معسكر اليرموك كانت الأعنف حيث سمع دوي الأسلحة الثقيلة والمدافع بوضوح في مختلف أحياء العاصمة. وقد حاولت قوات حفتر -حسب تلك المصادر- التقدم باستخدام الكثافة النارية والمدفعية الثقيلة في محور اليرموك، إلا أن قوات حكومة الوفاق سرعان ما استعادت سيطرتها متقدمة إلى ما بعد معسكر اليرموك. وفي خضكم تسارع الاحداث في ليبيا جددت حكومة الوفاق اتهاماتها لطيران أجنبي بالقيام بقصف جوي لطرابلس دعما لحفتر، محملة مسؤولية الغارات للدول "الداعمة لقوات المجرم حفتر المعتدية، سواء بالدعم المباشر أو غير المباشر" معتبرا إياها "شريكا في جرائم الحرب المرتكبة". وفي هذا السياق حذر مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا, غسان سلامة, الدول الداعمة لحفتر من مواصلة تأييد هجومه على طرابلس، قائلا إنه "ليس ديمقراطيا كما أن معظم الليبيين لا يؤيدون برنامجه السياسي"، وقال في حديث لإذاعة فرنسا الدولية، "... يساورنا القلق من الأساليب التي يستخدمها لأنه لا يحكم بأسلوب لين وإنما بقبضة حديدية في المناطق التي يحكمها". ويقوم المبعوث الأممي بجولة في العواصم الأوروبية في محاولة لضمان الحصول على إجماع على وقف إطلاق النار والعودة إلى محادثات السلام في ليبيا.