الوتيرة الماراطونية لإيداع شخصيات وطنية وقادة أحزاب سياسية، بغض النظر عن شعبيتها، التي بلغت الذروة، نهاية الأسبوع الجاري، تنذر بمنافسة شرسة لافتكاك ثقة الناخب الجزائري كتأشيرة للحصول على منصب رئيس الجمهورية في اقتراع 12 ديسمبر المقبل. إذا كانت بعض الشخصيات، على غرار رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، ووزيري الاتصال الأسبقين عبد العزيز رحابي ومحمد السعيد هذا الأخير يرأس حزب الحرية والعدالة، قد حسموا أمرهم وأعلنوا عدم المشاركة في الاستحقاقات الرئاسية لشهر ديسمبر، فإنه بالمقابل ارتفع عدد المشاركين بشكل كبير، بينهم وجهان بارزان أشرفا على تسيير الجهاز التنفيذي. الوجه الأول الذي لم تحدث مشاركته مفاجأة، رغم أن حزبه قاطع الانتخابات الأولى التي دعا لها رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، بمجرد شغله المنصب وذلك مطلع جويلية الماضي، هو علي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات، الذي رسمت مشاركته اللجنة المركزية المجتمعة، الخميس. وفي الوقت الذي كان يلقي فيه بن فليس خطابا افتتاحيا لاجتماع أعلى هيئة في الحزب ممثلة في اللجنة المركزية لترسيم مشاركته، تنقل الوزير الأول الأسبق عبد المجيد تبون إلى مقر السلطة الوطنية للانتخابات لسحب استمارات الترشح، تأكيدا لما تم تداوله في 48 ساعة التي سبقت قيامه بالسحب. وانضم بذلك بن فليس وتبون، إلى قائمة المشاركين التي تضم رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، ورئيس حزب حركة البناء عبد القادر بن قرينة إلى جانب مترشحين آخرين. وتكون الأنظار اليوم مشدودة إلى أبرز الأحزاب المنتمية إلى التيار الإسلامي، يتعلق الأمر بجبهة العدالة والتنمية بقيادة رئيسها عبد الله جاب الله الذي لطالما شارك في الرئاسيات باستثناء بعض منها، وكذا حركة مجتمع السلم بقيادة عبد الرزاق مقري، حيث سيفصل مجلس الشورى على مستوى كل منهما في المشاركة من عدمها. إلى ذلك، يعقد، اليوم، الأمين العام للتحالف الوطني الجمهوري بلقاسم ساحلي ندوة صحفية ليست لإعلان الموقف، لأنه واضح بتأييد التشكيلة للاقتراع، بقدر ما يحسم في شكل المشاركة. وبالنسبة للحزب العتيد، الذي كان قاطرة الطبقة السياسية إلى غاية الحراك الشعبي، فإن الأمر مختلف؛ ذلك أنه عاش على وقع هزات وتم تغيير أمينه العام قبل أن يفوض تسييره إلى عضو من المكتب السياسي، إلا أن أعضاء قياديين شددوا على ضرورة انعقاد اللجنة المركزية التي تعود لها صلاحية تعيين من سيستخلف الأمين العام في أقرب الآجال للحسم في شكل المشاركة في الانتخابات، بتقديم مرشح أو بتزكية برنامج مرشح وفق ما أكد عضو مجلس الأمة عبد الوهاب بن زعيم ل «الشعب». وبالموازاة مع ذلك، تواصل السلطة الوطنية للانتخابات التحضير لمختلف محطات العملية الانتحابية، لعل أهمها مراجعة القوائم الانتخابية التي تستمر إلى غاية 6 أكتوبر المقبل.