دق خبراء ومختصون ناقوس الخطر بعد تسجيل الجزائر 6500 حالة بين المصابين بالسيدا والحاملين للفيروس، حسب آخر إحصائيات وزارة الصحة. وكشفت البروفيسور بمعهد باستور ومختصة في الأمراض البيولوجية بورغوب سليمة خلال الندوة المنعقدة أمس بمركز الصحافة «المجاهد» والتي عرفت نقص في الحضور على الرغم من أهمية الحدث ان الرقم المعلن عنه من الوزارة الوصية بالنسبة للمصابين بهذا الداء الخطير لا يعبر عن الواقع الحقيقي في ظل تعمد بعض المخابر إخفاء الحالات المسجلة وعدم الإقرار بها خلال إجراء التحاليل الطبية اللازمة. وذكرت البروفيسور عشية إحياء اليوم العالمي لمكافحة هذا الداء، أنه في سنة 2010 قد تم تسجيل 16 طفل رضيع حمل الفيروس عن طريق والدته عند فترة حملها أو ولادتها في حين انه في سنة 2009 لم يتجاوز عدد الاطفال الذين انتقل إليهم الفيروس 6 رضيع مؤكدة ان ثلثي حالات الانتقال تحدث أثناء الولادة والحمل . وأكدت بورغوب ان الجزائر تعد على رأس القائمة بالنسبة لعدد المصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة رغم أنه لا يعبر عن الحقيقة التي تثبث ان في كل سنة تزداد حالات الإصابة بالداء وحمل الفيروس مشددة على ضرورة التحسيس بخطورة هذا المرض، وكذا القيام بالتشخيص المبكر والذي حسبها ان العديد من الاشخاص بسبب الخجل والخوف من عدم تقبل المجتمع الجزائري حالتهم سيما وان هذا المرض يبقى لحد الآن طابوها. وبالنسبة لأهمية التحاليل العادية لمعرفة حالة المريض قالت البروفيسور أنه لا يمكن إجبار الأشخاص على القيام على الرغم من ضروريتها قبل وصول المرض الى مرحلة متطورة فيصبح الموت سريعا لهؤلاء سيما وان المصاب بالسيدا يمكنه عموما العيش حتى 30 سنة بفضل الالتزام بالعلاج غير أن الأرقام في الجزائر تثبث العكس في ظل نقص الإمكانيات للتكفل بالمرضى في مقدمتها انقطاع الأدوية الضرورية ونقص المراقبة البيولوجية، عزوف بعض الاشخاص عن التصريح بإصابتهم. وفيما يخص الإجراءات اللازمة والواجب اتخاذها للوقاية من الداء شددت على ضرورة تنظيم حملات تحسيسية للشباب من اجل الابتعاد عن العلاقات الجنسية غير الشرعية التي تعد على حد قولها العامل الأول في انتقال الفيروس لدى الجزائريين مسجلة نسبة 80 بالمائة، أما 20 بالمائة فتكون لأسباب أخرى كحمل الفيروس عبر الدم أو ابر غير معقمة ومطهرة مشيرة الى أن مسألة عدم احترام أطباء الأسنان والجراحين للنظافة واستعمالهم لوسائل غير مطهرة يبقى سؤالا مطروحا. من جهته قال الأمين العام لجمعية تضامن الايدز لرباس سليم خلال تدخله في الندوة ان جمعيته تحاول جاهدة مساعدة مرضى السيدا بالإمكانيات والوسائل المتاحة لها بمساندة الهيئات المعنية من وزارات وغيرها من اجل ضمان العناية اللازمة لهم من خلال توفير الأدوية والعلاج النفسي لهم مؤكدا على ضرورة القيام بحملات للتوعية والتحسيس بخطورة المرض. وعلى هذا الأساس قامت وزارة الصحة في إطار مساعيها لمكافحة انتشار هذا المرض بإنشاء مراكز كشف مجانية تضمن سرية المعلومات المتعلقة بالمصابين بالداء لتسهيل تحديد هذه الحالات.