لم يغلق رئيس جبهة العدالة والتنمية الشيخ عبد الله جاب الله، باب الانتخابات الرئاسية المرتقبة، فرغم قرار مجلس الشورى القاضي بعدم تقديم مرشح عن الحزب، إلا أنه لا يعرض مرشحا توافقيا، في سياق مغاير أكد رفض كل صور وأشكال التدخل الأجنبي ولوبكلمة في الشأن الداخلي، في إشارة الى ما صدر عن الاتحاد الأوروبي. قال جاب الله في ندوة صحفية نشطها أمس بالمقر المركزي، بأن جبهة العدالة والتنمية ليست ضد مبدأ مرشح توافقي، طرح تداولته وسائل الإعلام رغم أنه لم يرد في محتوى البيان الختامي لمجلس الشورى المجتمع السبت، غير أن الموقف العملي فيه-أضاف يقول - «معلق على ما يستج من معطيات، وفي الأسماء التي أعلنت عن نيتها في الترشح لا نجد من يستحق هذه الثقة». وقال في معرض رده على سؤال يخص المرشحين للرئاسيات المقررة في الشهر الثاني عشر من السنة الجارية، «ليس عندنا حاليا مرشح يستحق التوافق عليه»، دون استثناء «زميله» في فعاليات قوى التغيير من أجل نصرة الشعب، رئيس الحكومة الأسبق الأمين العام لحزب طلائع الحريات علي بن فليس. وذكر في السياق، بأن جبهة العدالة والتنمية طرحت فكرة «مرشح توافق قبل الحراك الشعبي»، وتم تناولها خلال اجتماع عقد يوم 20 فيفري الماضي، لافتا إلى أنه طرح على الحضور 3 خيارات أولها مرشح توافقي، والثاني يخص المشاركة أما الثالث فكان «التخندق مع الشعب، وتم تبني الأخير، تاركين أمر الانتخابات، لا مرشح توافقي ولا مقاطعة جماعية». ورغم أن جاب الله أشار إلى إمكانية مراجعة موقف حزبه، وأقر بأن الانتخابات مفتاح تجسيد الإرادة الشعبية، إلا أنه برر قرار مجلس الشورى بعدم تقديم مرشح بقوله « نحن لانريد الذهاب إلى انتخابات بهذا الانقسام». ولم يخف امتعاضه من ترشح مسؤولين في النظام السابق والسماح لهم بذلك، كما انتقد ضمنيا بقاء الحكومة لدى تطرقه إلى المؤسسات، مفيدا في السياق «هذا لا يعني عدم وجود جوانب إيجابية، لا يوجد منها محاربة الفساد، وعدم مواجهة الحراك بالقوة». كما دافع بشدة عن نضاله وما حققه مع الأحزاب التي أسسها، وهو يرد على من أرجعوا رفض ترشحه إلى التخوف من النتائج، ومن جهة أخرى جدد تأكيد تحفظاته على السلطة الوطنية للانتخابات وكذا البعض من أعضائها». وحرص المسؤول الأول على جبهة العدالة والتنمية، على التوضيح في رده على سؤال يخص ما صدر على لسان ممثلة الاتحاد الأوروبي، بأن موقف حزبه لا علاقة له بما صدر عنه، مجددا التأكيد على موقفهم «المعروف الرافض كل صور وأشكال التدخل الأجنبي ولو بكلمة في شؤوننا الداخلية». وانتقد جاب الله في سياق موصول بشدة المتحدثين باسم حقوق الانسان، معيبا عليهم «استعمال لغة تمييز عنصري وليس اللغة التي تمليها المهنة الشريفة في الدفاع عن حقوق الانسان، «والسبب حسبه «أنهم ورثة منطق الاستعلاء»، جازما بأنه «كلما تعلق الأمر بغيرهم اعتمدوا منطق التمييز العنصري»، وخلص إلى القول «نحن من ضحايا ظلمهم ولا نلتقي معهم في السر أوالعلن».