رفع عبد الله جاب الله، من سقف انتقاده للرئيس وللمحيط الذي يدعم ترشيحه لعهدة أخرى، قائلا بأنه لا يعقل لرئيس مريض منذ أشهر ولا يقوى على خدمة نفسه، أن يدافع عنه أتباعه وأولياؤه، ويجتهدوا في إيجاد التخريجات الواهية، بأن استقرار ومصلحة البلاد مربوطان ببقاء الرئيس. وانتقد جاب الله، بشدة تفاعل الطبقة السياسية والإعلامية وكذا النخبة مع تصريحات الأمين العام للآفلان، عمار سعداني، التي انتقد فيها جهاز الاستخبارات، بدعوى أن الأمين العام للأفلان وصل إلى نفس الخلاصة التي وصل إليها هو قبل سنوات، لكنه أوضح بأن موقفه لا يعني بأنه يدافع عن سعداني، بل لأنه أثار ما كان هو شخصيا يندد به منذ سنوات، أي حينما كان يقود حركة النهضة ثم حركة الإصلاح الوطني، قائلا بأن من حطّم النهضة هو بتشين، حينما كان في الرئاسة، ثم تولت هذه المؤسسة أي الرئاسة تحطيم حركة الإصلاح وأعانها على ذلك جهاز المخابرات وفق ما أضاف وقال المتحدث بأن وزير الداخلية الأسبق، اعترف بذلك في لقاء جمعهما في مكتب الوزير، لكنه برر له كسر الحركتين بدواع أمنية، وأوضح جاب الله بأنه سبق سعداني في فضح ممارسات أجهزة الأمن. ويعتقد رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، الذي تشير مداخلته التي افتتح بها أشغال الندوة الوطنية للشباب، بأنه أكثر ميلا لمقاطعة الانتخابات الرئاسية، وهو الموقف المتوقع أن يعلن عنه الأسبوع المقبل، خلال اجتماع مجلس الشورى للحزب، بأن عمار سعداني، هو من أولياء الرئيس بوتفليقة، لذا فإن تصريحاته المثيرة للجدل لن يكون لها أثر، معلنا صراحة بأنه ضد ترشح الرئيس لعهدة رابعة، بحجّة أنه لا تتوفر فيه شروط التقدم للسباق، ويقصد الظروف الصحية، ودعا جاب الله إلى ضرورة التحرر من الاستبداد والظلم، مبررا عدم التفاف الأحزاب الإسلامية حول مرشح توافقي يمثلها في الانتخابات الرئاسية بغرض عدم تشتيت أصواتها، بأن الإشكالية لا تكمن في جمع الأصوات وإنما في احترامها، بدعوى أن الانتخابات ليست حرّة ولا نزيهة، ووصف قرار الداخلية بمنع الأحزاب المقاطعة للاستحقاقات المقبلة من الترويج لموقفها خلال الحملة الانتخابية، بأنه نوع من الاستبداد وهو غير قانوني ويتعارض مع الحريات. ورسم المتحدث صورة قاتمة عن الوضع في البلاد، التي قال بأنها تعيش حالة تيهان، وأن هذه الحالة مصدرها الرئيس، وكذا النخبة المسيطرة على القرار، معتقدا بأن التذبذب والغموض قد ألقيا بظلالهما على الساحة السياسية والإعلامية، وأن المصلحة هي من أضحت تحرك الجميع، في تلميح إلى كيفية تعاطي وسائل الإعلام والأحزاب السياسية مع الخرجة الأخيرة لسعداني، وقال إذا سألت أي أحد: هل بوتفليقة يستحق الترشح، يرد بأن ذلك مستحيل لأنه مريض، "لكنهم لا يعترفون بذلك علنا في كتاباتهم وأقوالهم".