دعت أمس معمري مليكة رئيسة الفيدرالية الجزائرية للأشخاص المعوقين الى تغيير نظرة المجتمع للمعوق من خلال تغيير الذهنيات التي تعتبره عالة على المجتمع وقالت بان توفير البيئة والظروف السليمة للمعاقين هو أحسن تكفل بهم. وأضافت المتحدثة أمس في كلمة ألقتها بمناسبة اليوم الدراسي حول تمكين الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة الذي احتضنه فندق الجزائر بالتعاون مع اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، أن مهمة الفيدرالية التي تضم 60 جمعية عبر الوطن هو انتزاع حق المواطنة لهذه الفئة من خلال ضمان حقها في التعليم خاصة أن الكثير من المعوقين لا يمارسون هذا الحق، وتعمل نفس الهيئة حاليا بالاتصال مع مختلف مؤسسات الدولة للتوصل الى تجارب ريادية بالتعاون مع الجمعيات لتهيئة الأرضية لتطبيق الاتفاقية الدولية المتعلقة بحقوق المعوقين التي تمت المصادقة عليها في ماي 2009 والتي تفرض ادماج هذه الفئة في جميع التشريعات الوطنية. وشجعت السيدة معمري الشروع في تحقيق وطني حول المعوقين لمعرفة وضعية هذه الفئة للوقوف على الأسباب والصعوبات التي تواجهها واحتياجاتها ونجاعة اجراءات التكفل مع الأخذ بعين الاعتبار اشراكها في جميع الخطوات والمبادرات وحتى التشريعات التي تضمن التكفل وادماجها في لجان المتابعة. وفي هذا الاطار قامت الفيدرالية باعداد أرضية عمل مشتركة لجمعيات المعوقين بغرض تهيئة الأرضية لتطبيق الاتفاقية الدولية لحقوق المعوقين وتعتمد هذه الأرضية على عدة محاور أهمها مشروع المعوق ويهدف الى دراسة إشكالية ادماج المعوقين في حركات المواطنة لجمعيات المجتمع المدني والسلطات بالشراكة مع حركات التضامن العالمية على مراحل تمتد كل واحدة منها على 5 سنوات. وتشمل هذه الأرضية اعادة تكوين ورسكلة ومرافقة الجمعيات الخاصة بالمعوقين في مختلف ربوع الوطن للانتقال بها من العزلة الى الاندماج الاجتماعي وهذا من خلال مساعدتها على التخلص من العراقيل والصعوبات وجعلها أكثر استقلالية لتفعيل نشاطها من خلال عمليات التحسيس والتفتح على المراكز المتخصصة التي تملك الجزائر 256 منها. من خلال التخلص من انغلاق كل طرف على نفسه لأن ذلك سيجعل العزلة تتوسع، وعليه لا يجب تعويد المعوق على الألم فقط بل يجب تشجيعه على استغلال ما هو متاح له من وسائل في مجال النقل والادارات ومختلف الفضاءات لزرع الايجابية في هذه الفئة من المجتمع. ومن أسس الأرضية، تشجيع المعوقين على الذهاب للمدارس وإشراكهم في اتخاذ القرارات العائلية في اطار ما يسمى المرافقة الشخصية التي ترتكز على العامل البسيكولوجي وتهدف الأرضية كذلك الى التأكد من واقع المعوق ومدى مساهمته ومشاركته في النشاط والحركة والمشاريع والتعرف على العراقيل التي تحول دون ذلك. وعلى المستوى الجواري أدمجت الأرضية ضرورة فتح خلايا جوارية تحسيسية للاصغاء لهذه الفئة وربطها بهيئات التنمية المحلية وتقوم تلك الخلايا بتبليغ انشغالات المعوقين الى السلطات وجمعيات المجتمع المدني للتكفل بانشغالاتها.
منحة المعوقين تحولت إلى نقمة عرف اليوم الدراسي حضورا مكثفا للمعوقين الذي عبروا عن تأسفهم من الواقع الذي يعيشونه، الذي يحسهم بأنهم واجهة فقط لخطاب انساني يخفي الكثير من الاهمال والنظرة الناقصة لهذه الفئة. وكشف نورالدين بوشكير معوق منخرط في الفدرالية الجزائرية للأشخاص ذوي الاعاقة ل»الشعب« عن الكثير من الصعوبات التي تحول دون ممارسة المعوق لحقوقه »من خلال اقصائنا من مختلف المشاريع التي لا تضمن أي امتياز للمعوقين، وهو ما نود التركيز عليه فالمشاريع السكنية يجب أن تراعي الفئات المعوقة التي لا تستطيع استعمال المدارج وحتى تسليم الشقق مازال بعيدا عن المعايير الخاصة بنا وأحسن مثال أنني استفدت من شقة في الطابق الثالث ولكم أن تتخليوا حجم المعاناة في ظل انعدام المصاعد الكهربائية«!. وأشار نفس الشخص، في حديث ل»الشعب« على هامش اليوم الدراسي، أن منحة المعوق فيها الكثير من الغموض واللبس والكثير يحرم منها بمجرد اكتشاف مصدر رزق آخر للمعوق حتى ولو كان ب1000 دج فالمنحة التي تقدر ب4000 دج هي أموال التضامن مع هذه الفئة وبالتالي لا يجب اقصاء أي معوق منها، وكشف المتحدث أن »مصاريف المعوق أكبر بكثير من المنحة فهو يحتاج للأدوية والحفاظات وغيرها من الاحتياجات وأمام غلاء المعيشة لا أدري لماذا يحرم المعوق من المنحة حتى ولو افترضنا أن له دخل آخر«. وأكد المتحدث أن الانخراط في الجمعيات أمر ايجابي جدا فهو يضمن للمعوق فضاء للتعبير والتكوين والانفتاح على المجتمع موضحا بان العزلة لن تنفع وعلى كل معوق التفكير في التأقلم.