مدارس ترفض ذوي الاحتياجات الخاصة من التمدرس/ صورة: ح.م التهيئة متغيّر حاضر في كل مجالات حياة الشخص المعوق وتحد كثيرا من مسألة إدماجه في المجتمع. وحسب دراسة أجراها مكتب دراسات جزائري، فإن تكلفة التهيئة إذا ما تمت قبل الإنجاز فلا تكلّف سوى 0.01 بالمئة من القيمة الإجمالية لأي مشروع كان، أما إن تمت التهيئة بعد الإنجاز فهنا تتضاعف القيمة إلى مرتين أو ثلاث مرات. * وحسب ما استقته الشروق من أحد أعضاء المكتب التنفيذي وصاحب مشروع بفيدرالية جمعيات المعوقين حركيا السيد ديواني أبي بكر، التي ترأسها السيدة المعمري عتيقة وتضم حوالي 80 جمعية عبر القطر الوطني، فإن كل الأماكن والمؤسسات العمومية بالجزائر غير مهيأة والمكان الوحيد المهيأ في الجزائر هو المدرسة الدولية »ألكسندر هوما« ببن عكنون، مؤكدا أن الدول الأخرى لا تقبل استلام أي مشروع إذا لم يكن مطابقا للمواصفات والمقاييس العالمية في مجال العمران، غير أن الجزائر تشذّ عن هذه القاعدة وهو ما جعل معوقينا يعيشون على الهامش. * وحسب ما استقته الشروق من العضو ذاته، فإن الجزائر، التي أمضت على الاتفاقية الدولية للدفاع عن الأشخاص المعوقين في 31 مارس 2007 ، للأسف الشديد لم تصادق عليها إلى غاية الآن. وتسعى الفيدرالية من خلال عملها إلى حث الدولة للمصادقة عليها على اعتبار أنها تضمن للشخص المعوق تساوي الفرص مع بقية أفراد المجتمع وإدماجهم في الحياة الاجتماعية بما لا يحرمهم من أساسيات التكيف في المجتمع، مؤكدا أنها بالمصادقة تصبح ملزمة على عكس ما هي عليه الآن. * التمدرس والنقل والصحة ومجالات أخرى غيرها كثيرة هي كلها سلسلة معاناة لا تنتهي، وإذا ما أخذنا كمثال بسيط الحق في التمدرس، حسب ما شرحه السيد ديواني، فإن العراقيل أحيانا تكون لدى الوالدين اللذين لا يتفهمان ضرورة تمدرس أبنائهم خوفا عليهم مما ينتظرهم خارج البيت، إضافة إلى الأعباء التي قد لا يقوون عليها وإذا ما تم تخطي هذه العقبة الأولى، فإن العقبة الثانية التي تترصد للطفل ذي الإعاقة هي رفض إدارة المؤسسة تسجيله لعدم تفهمها نوع الإعاقة، وفي حال القبول فإن عدم تهيئة المدرسة بحماماتها ومراحيضها مشكل آخر يحد نوعا ما من استمرارية التمدرس. * كما أن الأساتذة لا يقبلون التعامل مع التلاميذ المعوقين، لأنهم أصلا غير مكوّنين في هذا المجال، والتكوين أيضا هو أحد المطالب الأساسية لهذه الفئات التي تحتاج إلى تكفل أكبر على اعتبار أن الخلل الجسماني يؤثر عليها وعلى سرعة استيعابها، كما أن العزلة التي أحاطهم بها المجتمع تتطلب منهم وقتا أطول ومرافقة أخصائيين نفسانيين لهم وعند انتهاء المرحلة الابتدائية والانتقال إلى المرحلة المتوسطة، فإن العراقيل ذاتها تعاود الظهور من جديد. * وحسب الدراسة التي قامت بها الفيدرالية خلال الفترة الممتدة من 1 جانفي 2008 إلى غاية 1جوان 2008 ، فإن حوالي 250 طفل بالعاصمة بلغوا سن التمدرس ولم تقبلهم المؤسسات التربوية على مستواها، تحججا بأسباب إعاقتهم وعدم قدرتهم على مسايرة البرنامج الدراسي. وبالموازاة مع مشكل التمدرس، يطفو إلى السطح أيضا مشكل النقل الذي تدّعي الدولة مجانيته، غير أن الواقع لا يعكس هذه المجانية على اعتبار أن جل النقل المتوفر حاليا تابع للقطاع الخاص وإذا ما أراد المعوق الاعتماد على النقل العمومي الحضري فإنه ينتظر لساعات طوال عله يظفر بمساعدة من قبل المواطنين لإعانته على الوصول إلى الحافلة. * وفي هذا المجال، طالبت الفيدرالية بضرورة الأخذ بعين الاعتبار شريحة المعوقين في المشاريع الجديدة الكبرى التي بادرت إليها الدولة الجزائرية وعلى رأسها الميترو والترامواي اللذين يبدو، حسب ما أكده محدثنا، أنهما لم يأخذا بعين الاعتبار هذه المسألة إلى حد الآن، بالإضافة إلى مشكل التكوين الذي يطرح عبر مراكزه الأربعة المفتوحة أمام المعوقين حركيا والمكفوفين تخصصات لا تساعد هذه الفئة.