عبّر عدد من الفلاحين بورقلة عن تذمّرهم من انتشار آفة البوفروة بسبب تسجيل معدلات مرتفعة في درجة الحرارة خلال هذه الصائفة، حيث ألحقت البوفروة أضرارا بالنخيل وخلّفت خسائر في إنتاج التمور، وناشد بعضهم في حديث ل «الشعب» الجهات المعنية التدخل ووضع استراتيجيات بمشاركة مختلف الفاعلين من أجل التخفيف من هذا المشكل الذي يتكرر كل سنة بنسب متفاوتة. يرتبط ارتفاع نسبة نشاط آفة البوفروة والتي تتمثل في عنكبوت بحجم صغير لا يرى بالعين المجرّدة بارتفاع درجة الحرارة لما يفوق 38 درجة، حيث يتغذى هذا العنكبوت على عصارة التمور، وتفقد الثمار شكلها ونعومتها حتى تتسبب في توقف نموّها، وتعد المعالجة البيولوجية والكيماوية أحد أبرز الوسائل المستخدمة لمكافحتها. ومن جانبه العضو بالمجلس المهني الولائي للتمور والتعاونية الفلاحية بورقلة زواويد جلول، كشف خلال لقائه مع «الشعب» على هامش فعاليات انطلاق الموسم الفلاحي بورقلة، أنّ تفشي آفة البوفروة أدى إلى تسجيل أضرار كبيرة على النخيل، كما تسبّب في خسائر للفلاحين الناشطين في زراعة النخيل بالمنطقة وأثر على كمية التمور المنتجة، وعلى هذا الأساس أكّد على أن مطلب الفلاحين المتضرّرين هو تشكيل لجنة لمعاينة الأضرار من أجل تعويض الفلاحين على غرار الفلاحين المتضررين من مثل هكذا ظواهر في مناطق أخرى. وذكر المتحدث أنّه من المهم الالتفات إلى ضرورة تدعيم شعبة التمور التي تعد من بين الشعب الإستراتيجية في المناطق الصحراوية، إلا أن الفلاحين الناشطين فيها لا يستفيدون من الدعم رغم أن زراعة النخيل من الشعب المنتجة التي تتنوع ثمارها، حيث نجد من بين الأنواع النّاضجة خلال هذه الفترة من السنة حسبما ذكر، «تكرموص»، «علي وراشد»، «المنقر»، «الدقلة»، «تامصريت»، «الغرس»، «تافزوين»، «صبع وطويل»، «بيض الحمام»، فضلا عن توفر الأرضية والمرجعية والخبرة التراكمية التي تجعل من المنطقة قطبا هاما لزراعة النخيل، وفي نفس الوقت يعاني الفلاح كثيرا في نشاطه هذا نظرا لندرة اليد العاملة المتكونة، والعزوف المسجل في المهن المرتبطة بخدمة غابات النخيل. وفي نفس السياق، أكّد جلول زواويد أن من بين المطالب التي يحرص المهنيين على نقلها في هذا المجال، ضرورة رفع التجميد عن مشاريع تجديد النخيل ودعمها من أجل ترقية نشاط إنتاج التمور، وذلك بالبحث عن الحلول الممكنة للقضاء على المشاكل المطروحة وتعزيز فرص التصدير، هذا بالإضافة إلى المطالبة بدعم الدولة في اقتناء الآلات الحديثة المساعدة في عملية الجني والتلقيح والتقليم. تجدر الإشارة إلى أن مديرية المصالح الفلاحية لولاية ورقلة سبق وكشفت أنه وبهدف حماية محصول التمور، تمّ وبالتنسيق مع المعهد الوطني لحماية النباتات إجراء حملة وقائية لمكافحة آفتي «البوفروة» و»دودة التمر» عبر عدة مناطق بالولاية انطلقت خلال شهر جوان الفارط، حيث استفادت الولاية من كمية الدواء لمعالجة 635.000 نخلة.