كشف الخبير الاقتصادي مسدور فارس أن الجزائر معنية بأزمة منطقة الأورو ويخطأ من يؤكد أننا في وضعية جيدة داعيا الى اتخاذ العديد من الاجراءات لتأمين الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل وفرض شروطنا لاستقطاب الاستثمارات وهي المحاور التي سنتناولها في هذا الحديث. ❊ »الشعب«: كيف تعلق على التصريحات التي تؤكد أن الجزائر لن تتأثر بتبعات أزمة منطقة الأورو؟ ❊ ❊ الخبير مسدور فارس: ان هذه التوجهات خاطئة وفي معظمها تصريحات سياسية بعيدة عن الاقتصاد فكيف يعقل أن لا نتأثر ونحن نستور أكثر من 50 بالمائة من احتياجاتنا من أوروبا كما أن جزء من احتياطي الصرف بالأورو وعليه أتساءل كيف لا يمكن أن نتأثر بالأزمة. وعليه، فالجزائر مطالبة بتنويع العملات التي تشكل احتياطي الصرف من خلال تحويل جزء منها الى الجنيه الاسترليني والين الياباني التي أبانت عن أداء اقتصادي جيد وقدرة على الصمود أمام الأزمات، وأعتقد أن الاتحاد الأوروبي زائل لا محالة وعملة الأورو ستندثر في ظل ما نعيشه. ويمكن للجزائر حاليا استغلال الوضع الأوروبي للضغط من أجل الحصول على استثمارات منتجة في مختلف المجالات لأن المجال الصناعي في أوروبا يعرف ركودا كبيرا بسبب الركود ونقص عجلة الانتاج وانخفاض معدلات النمو، وبالتالي فالجزائر أصبحت جنة استثمارية هامة على السياسيين التحرك لاستغلال الفرصة. كما أن السلطات مطالبة بمراجعة برنامج الاستثمارات العمومية واعطاء الأولوية للمشاريع الهامة حتى نحافظ على الأموال ونؤمن بها المستقبل في ظل الارتدادات الخطيرة للاقتصاد الأوروبي. وبالتالي فالتقشف أمر ايجابي ولا يجب أن نخجل به وعلى كل طرف العمل على حماية اقتصاد البلاد. وعلى الدولة التفكير في اعادة النظر في النظام الجبائي على الشركات الأجنبية التي تحقق أرباحا كبيرة في سياق تعزيز العائدات المالية العمومية. ❊ »الشعب«: أخذ ملف النفط أبعادا أخرى بعد التفكير في فرض عقوبات عل إيران وهو ما جعل الكثيرين يتنبأون بارتفاع أسعار النفط لأكثر من 200 دولار؟ كيف سينعكس هذا الأمر على الجزائر؟ ❊ ❊ الخبير الاقتصادي فارس مسدور: يعرف الملف الايراني الكثير من الجوانب التي لا نستطيع التحكم فيها فمثلا أوروبا التي تستورد الكثير من ايران يمكن أن ينعكس عليها سلبا هذا القرار خاصة وأنها تعاني من أزمة مالية واقتصادية عكس الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تستورد معظم ما تحتاجه من الطاقة من شمال افريقيا والشرق الأوسط بعيدا عن ايران وبالتالي فما يتحدث عنه البعض لا يتعدى أن يكون حرب تصريحات. وأما الجزائر فعليها التخلص من عقدة المحروقات وتنويع اقتصادها لأن الارتباط بالمحروقات يسبب لنا الكثير من الاختلالات.