أكد فارس مسدور أستاذ العلوم الإقتصادية، أن اقتصادنا ريعي يعتمد على تصدير البترول والمشاريع التي باشرتها الجزائر تصب في ثمار التنمية ، والواجب ضرورة استخدام تلك الريوع من اجل إحداث نقلة في مجال التنمية الإقتصادية والاجتماعية وتطوير القطاعات خارج المحروقات. وأضاف الأستاذ مسدور الذي نزل اليوم ضيفا على القناة الإذاعية الأولى أن الأرقام تنبئ بضعف في الاقتصاد خارج قطاع المحروقات وشدد على تنويع الاقتصاد وعدم الاعتماد على الثروات الباطنية حتى لا يكون اقتصادا وحدويا. وأشار ضيف الأولى إلى أن مجموعة من القطاعات لها أهمية كبيرة كالسياحة والخدمات والصناعات الصغيرة و المتوسطة، وأهمها القطاع الفلاحي الذي يجب أن يحظى باهتمام بالغ، إضافة إلى الطاقات المتجددة والتي ستدعم الثروة البترولية. وفي هذا الصدد، أكد فارس مسدور الواجب التوجه إلى دعم الإستثمار و ترقيته بالقروض المصرفية والتي اعتبرها عناصر إيجابية، حيث ستعطي نفسا قويا لبلادنا بمختلف أشكاله،وركز على الإستثمار في الإنسان، بحيث تكوّن الجزائر طاقة بشرية لمواجهة رهانات المستقبل خاصة في المجال الإقتصادي. من جهته، يرى أستاذ العلوم الإقتصادية فارس مسدور أن تأهيل المؤسسات التي تحدث عنها رئيس الجمهورية في خطابه وإعطاءها كل الأتوات اللازمة القادرة على أن تكُون أكثر تنافسية، وخصوصا اتجاه المنافسة الخارجية التي تغرق سوقنا بسلعها. وكشف ضيف الأولى على أنه هناك الكثير من المواد الأولية والتي تدخل في الصناعات الجزائرية يمكن أن تستغل محليا ويقول إنه لا بأس أن تكون هناك شراكة مع الأجانب الذين يتحكمون في التكنولوجيا لاستغلال الموارد. وفي ذات السياق، أبرز فارس مسدور إلى أننا نشجع المنتوج الأجنبي على المحلي و قد حان الأوان لحفظ أموالنا و التوجه إلى منتوجنا المحلي والأزمات السابقة لا نريد العودة إلى حقبتها. كما أشار ذات المتحدث إلى أن التكوين المتخصص في شتى الفروع واجب مراعاته لأن السوق تتطلب ذلك، وتكون الاستعانة بحضور الأجنبي إلى داخل الوطن لتكوين أبنائنا بغرض تكوين هادف يتوافق مع حاجات اقتصادنا، ومنها يقول يمكن أن تحدث تلك النقلة النوعية في تأهيل مؤسساتنا الإقتصادية من خلال تأهيل مواردها البشرية. وفيما يخص معوقات التنمية قال الأستاذ مسدور بأن رئيس الجمهورية وضع أصبعه على الداء إذ أن الفساد والرشوة والتبذير والمحاباة وكل هذه الأمراض الاجتماعية جعلها الرئيس عدوا يجب محاربته، ورئيس الجمهورية في خطابه يشرك الشعب في مكافحة هذه الأمراض الاجتماعية، بعد أن أنشأت الدولة عدة مؤسسات لمكافحتها، ويضيف مسدور أنه من الواجب أن تكون هناك صرامة كما قال رئيس الجمهورية في مكافحة معوقات البرامج الإقتصادية. وفي شق آخر، وعن محاربة البيروقراطية أكد ضيف الأولى على أهمية الإستثمار في العقل الجزائري مع التركيز على ثقافة المرونة الإدارية لكي نتخلص من المثبطات الإدارية، ويقول أنه إذا أردنا مكافحة البيروقراطية فيجب أن نتبنى منطق الحكومة الإلكترونية حتى لا يكون احتكاك مباشر بين رجل الأعمال والموظف و يكون الإتصال عن طريق الانترانت والأنترنت لحل المشاكل التي تعترض رجل الأعمال أمام إدارة الضرائب والجمارك و مختلف الإدارات فتكون الحكومة الإلكترونية سبيلا لذلك.