الفجر: كشفتم ل"الفجر" سابقا عن عراقيل مصرفية تواجهم في المبادلات التجارية لدفع عجلة الشراكة الثنائية، فهل من حلول لهذه الوضعية؟ - فراز: الإشكاليات المصرفية أعاقت صادراتنا نحو الجزائر منذ سنتين، في انتظار إجازة إنشاء مصرف للصادرات الإيرانيةبالجزائر، والتي بلغت 26 مليون أورو مقابل 24 مليون لصادرات الجزائر نحو إيران، في مجموع بلغ 40 مليون أورو من المبادلات التجارية، ولا تزال فترة المراقبة سارية المفعول بين البلدين لدراسة إمكانية تجسيد مشروع المصرف الإسلامي قريبا، قصد تعزيز أواصر التبادل الثنائي ولاسيما القطاعات خارج المحروقات• الفجر: نفهم من ذلك أن إيران تسعى لنقل التكنولوجيا خارج الحروقات، بعد أن استثمرت في سوق السيارات بالجزائر، على الرغم من عدم بروزها وطنيا؟ - فراز: للاستثمار يجب أن يكون هناك توافق وترتيب في الأنظمة البنكية، ذلك ما يسير ببطء في الإدارة الجزائرية، وهي الأخطاء الواجب تجاوزها في علاقتنا الثنائية، حيث أعتبر أن سيارات سومان التي سوقت منها حوالي 2000 سيارة بالجزائر، وهو رقم مقارنة بالشركات الأوروبية قليل جدا، رغم أن تصنيعها إيراني مائة بالمائة، ناهيك عن تطوير طراز "برايد" الجديد لتسويقه قريبا في الجزائر عن طريق "فامورال الجزائر"• كما سيمكن ذلك الجزائر من إعادة تسويق منتوجات إيران نحو بلدان أخرى، خصوصا بعد انضمامها إلى مناطق التبادل الحر تجاريا، كما هو معمول في مادة "البيستاش" الذي ينتج في إيران وتستورده الجزائر من تركيا عن طريق علامة أخرى؛ فلا بد من نقل التكنولوجيا أولا، ثم الاستثمار حتى لاتتلاعب الشركات باقتصاد الجزائر مستقبلا• الفجر: وماذا عن الإعداد لندوة فيفري المنتظر عقدها بالجزائر لبحث سبل الشراكة بين البلدين؟ فراز: سنحضر بقوة بالجزائر وبمختلف الهيئات التجارية وكذا المقاولين والمؤسسات، بحوالي 20 مسؤول شركة لغرض تحويل التقنيات الإيرانية على غرار صناعة السيارات والجرارات وبعض المواد الغذائية• ينتظر أن نبدأ العمل في الميدان السياحي، فعوض توجه 6 آلاف إيراني خلال بداية السنة الفارسية في شهر مارس نحو تونس، لابد على الجزائر تهيئة هياكلها السياحية لجلب هؤلاء إليها، مع المتعامل الأمني الإيجابي دونما حواجز كثيرة في الطرقات لتسهيل عملية التنقل، خصوصا وأن للجزائر طاقات سياحية لا يمكلها العالم، فنحن الآن في اتصال مع مسؤولي السياحة لتطوير القطاع، في انتظار تجسيد مشروع صناعة البواخر بالعلامات الإيرانيةبالجزائر مستقبلا• الفجر: إذن أنتم في طريق الاستثمار في القطاع الصناعي للنقل البحري، خصوصا وأن كلا البلدين يعتمدان على البترول ويبحثان سبل الاستثمار خارج المحروقات لتوطيد علاقات التبادل الاقتصادي؟ - فراز: نقترح على الجزائر وكل البلدان الإسلامية إنشاء منطقة للتبادل الحر إسلاميا لتوسيع منطقة التبادل العربية حاليا، ومن ثم ستصبح الجزائر شريكا هاما في الاقتصاد الإيراني، لاسيما بعد دراسة أسعار السياحة لتوفير الظروف لكلا الطرفين• هذا ونظم لتجسد مشروع صناعة البواخر بالجزائر للمساهمة في النقل البحري من جهة، وتوسيعا للنشاط التجاري بين البلدين، فالمهم في التكنولوجيا للتحكم فيها ثم الاستمثار اتخاذا للاحتياطات في مثل الأزمات المالية• الفجر: كيف ترون السوق الجزائرية والاستثمار خارج المحروقات، وماذا عن مجال التبادل مستقبلا بين البلدين؟ - فراز: السوق الجزائرية بدأت تنفتح من خلال التكتلات التي انضمت إليها، لكن لا يجب أن تبقى مجرد معبر للسلع وترويج للعلامات، فالوقت قد حان ليكون الإنتاج 100 بالمائة جزائري، وإيران مستعدة للتجاوب مع ذلك في إطار البيئة الإسلامية بين البلدين، ومسعى رجال الأعمال لتبادل المعلومات والاستمثار الثنائي، خصوصا مع إنذار نفاذ احتياطي المحروقات في أفق 2020 وتغيرات العالم خارج المحروقات، فمستقبلا مبادلاتنا ترتكز على القطاعات الواعدة لتحقيق التنمية المستدامة•