يواصل الطّلبة رفقة المواطنين للثلاثاء 36 على التوالي، مظاهراتهم الأسبوعية السلمية، مجدّدين تمسّكهم بمطالب الحراك الشّعبي الذي انطلق في 22 فيفري الماضي يتصدّرها إطلاق سراح كل المعتقلين. سار المتظاهرون، أمس، في هدوء عبر المسار المعتاد حيث جابوا الشوارع الرئيسية للعاصمة انطلاقا من ساحة الشهداء حيث كانت الساعة تشير إلى تمام 11 صباحا، مرورا بساحة الأمير عبد القادر، شارع العربي بن مهيدي، العقيد عميروش، ساحة موريس أودان، ليتجمّعوا كما جرت العادة بساحة البريد المركزي، وذلك وسط حضور أمني مكثّف، غير أنّه لم يتم تسجيل اعتقالات أو مشادة تذكر. وردّد الطّلبة والمواطنون الذين يحسبون على فئة النخبة، والذين اعتادوا على المشاركة كل يوم ثلاثاء كأحرار لهم نفس المبادئ ووجهات النّظر، عدة شعارات مطالبة بتجسيد جزائر العزّة والكرامة، كما رفع المتظاهرون شعارات تطالب بإطلاق سراح معتقلي الحراك، خاصة الطلبة منهم حيث قاموا بحمل صور ضخمة لهم. ورفع المتظاهرون الأعلام الوطنية وصورا لشهداء الثورة التحريرية وردّدوا الأناشيد الوطنية، حاملين لافتات تدعو إلى احترام سيادة الشعب وأخرى تندّد بمشروع قانون المحروقات «لا لقانون رهن البلاد والعباد الأحرار»، «الجزائر ماشي للبيع»، «الشّعب رافض لقانون المحروقات الجديد»، «السلطة للشّعب». وتأتي مسيرة الطلبة 36 في وقت ينتظر الراغبون في دخول قصر المرادية، وخوض مضمار الرئاسيات في 12 ديسمبر المقبل إعلان السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات عن قائمة النهائية للمرشحين من اجل الانطلاق في الحملة الإنتخابية. وإن ردّد العديد الهتاف بشعار «لن نتوقّف - كل يوم مسيرة»، إلاّ أنّ الكثيرون وفي حديثهم مع «الشعب» يرونه بالأمر غير المنطقي، حيث لا يمكن أن يستمر الوضع في البلاد حسبهم على ما هو عليه، فعلينا يقول الكثيرون الانتقال الى مرحلة جديدة تضمن استقرار البلاد من خلال الذهاب لاختيار الرجل الأنسب لقيادة الوطن وفق طموحات الشعب الجزائري، غير أنّ ذلك يتوجّب أن يكون وفق ضمانات تحرص على شفافية الانتخابات.