يتراوح عدد المصابين بالأمراض العضلية في الجزائر ما بين 35 و40 ألف ويعيش أغلبيتهم معاناة كبيرة في ظل نقص التكفل الجيد بهم على مستوى المراكز الاستشفائية سيما ما تعلق منه بالتكييف الحركي والعلاج الطبيعي. هذا ما أكده رئيس جمعية ضد الأمراض العضلية السيد اكنين اكلي مفيدا بان هذا الرقم مرشح للارتفاع في انتظار ما يفرز عنه التحقيق الوطني الذي شرعت فيه وزارة التضامن لإحصاء عدد المعوقين على مستوى كل الولايات بعد تحديد والاتفاق على مفهوم الإعاقة وتحديد أصل كل نوع منها. وأوضح اكنين خلال اليوم العلمي لأمراض العضلات في طبعته 12 الذي نظم أمس بمركز الصحافة »المجاهد« تحت رعاية وزير البريد والإعلام والاتصال موسى بن حمادي بان مرض العضلات هو مرض وراثي يأتي خاصة بسبب زواج الأقارب مبرزا ضرورة الوقاية من اجل تفادي الإصابة بالداء. وطالب رئيس الجمعية في ذات الوقت بوجوب توفير الكراسي المتنقلة للمصابين بالمرض بالنظر إلى مساهمتها في تسهيل عملية تنقلهم إضافة إلى إنشاء مراكز للتكييف الحركي وإعطاء الأولوية في استعمالها للمعاق خاصة مرضى العضلات الذين هم بأمس الحاجة إلى مثل هذا العلاج. واشتكى ممثلو الجمعيات والمختصون والمصابون من تهميش مرضى العضلات والمعاقين بصفة عامة وتجرعهم لوحدهم مرارة الألم في ظل نظرة المجتمع الاقصائية لهذه الشريحة بالرغم من امتلاكها لقدرات تستدعي الاهتمام والعناية. وفي ذات الإطار أوضحت البروفيسور عجالي قائلة: ان التمييز الذي يحصل في حق الشباب المعاق غير منصف سيما وأننا نجد بان هذه الفئة قد تحدت مختلف الصعوبات التي تعترضها في حياتها اليومية بعد تحقيقها نجاحات باهرة على غرار الأشخاص العاديين بل وتجاوزتهم أحيانا في مختلف المجالات. ودعت البروفيسور إلى محاربة هذه النظرة الاقصائية اتجاه فئة المعاقين عن طريق تنظيم حملات تحسيسية ليس في المناسبات فقط وإنما بتذكرهم بصفة دائمة وذلك من اجل تحقيق هدف واحد وهو الإدماج في المجتمع كبقية الأشخاص العاديين. وشددت على ضرورة تكثيف الجهود والتعاون بين القطاعات وأصحاب الأموال من اجل توفير التكفل الجيد لذوي الاحتياجات الخاصة باعتبار ان قضية المعاقين هي قضية الجميع داعية إلى تخصيص لهم سكنات في الطابق السفلي نظرا لحالتهم الصحية والعمل على تغيير الدهنيات التي تحط من شأن هذه الفئة رغم أنها تستطيع المساهمة في بناء المجتمع. أما رئيسة جمعية البركة السيدة فلورا التي تعتبر من فئة المعاقين بحيث أكدت بان نظرة المجتمع لهم وعدم تقبله لمرضهم جعلهم لا يستطيعون التغلب على معاناتهم ونسيان مآسيهم، مضيفة انه في كل مرة تذكرها هذه النظرة القاسية اتجاههم بأنهم مختلفون عن الأشخاص الآخرين. وأوضحت فلورا قائلة: »نملك قدرات عالية وإرادة قوية في النجاح والتفوق وكذا المساهمة في بناء المجتمع إلا ان عدم تقبل الأشخاص العاديين لنا يحول دون التمكن من التغلب على المشاكل العديدة التي تواجهنا يوميا، ولذلك ادعوا السلطات المهنية مساعدتنا من اجل ان يتغير هذا الوضع القاسي«. من جهتها عرضت عائشة شلبي وهي رئيسة جمعية ترقية الشباب بعض الصعوبات التي يعيشها المعاق على مستوى المراكز الاستشفائية، من بينها مشكل تعطل أجهزة الأشعة والانتظار لساعات طويلة من اجل ان يحين دوره للفحص ما يصعب عملية العلاج مشيرة بان الإعاقة تكمن في الدهنيات والعقليات وليست في الجسم. وبالنسبة للإجراءات الضرورية التي تتخذها الدولة من اجل توفير العناية لهذه الشريحة أكدت المكلفة بقضايا المعاقين على مستوى وزارة الصحة والسكن وإصلاح المستشفيات نصيرة ماجي بأنه سيتم الشروع في برنامج مخطط لتحسين العلاج المبكر والوقاية الخاصة بالأشخاص دوي الاحتياجات الخاصة بعد القيام بدراسة ميدانية لتطوير عملية التكفل بكل المعاقين بحيث سيتم علاج كل مريض من طرف مختصين وفي البلدية التابع لها مع المصالح الصحية القريبة لمنزله.