التبرك بزيارة الأضرحة هل هولجلب الحظ المقبور؟ أم لصيد الأصوات من القبور، كلاهما يدخل في الأجندة الانتخابية للمرشحين ، وإلا لماذا يفاجئنا المترشحون في الاستحقاق الرئاسيات السابقة واللاحقة، منذ فترة الرئيس المخلوع إلى غاية اليوم، بزيارة مقرات الزوايا والتضرع إلى سلاطين الأماكن في جعل أيام حملاتهم بردا وسلاما ،وتوسما في منحهم البطانة الصالحة من الوعاء الانتخابي للتصويت على برامجهم . نفس الأمر يتكرر في كل ولاية ، تتواجد بها هذه الأضرحة أومقامات شيوخ الطرق الصوفية والزوايا ، ومن الجانب الآخر تحتضن كل منطقة من الجزائر شخصيات ثقافية تاريخية رياضية علمية ، قدمت من خلال مسيرتها الإبداعية أوبحوثها العلمية ،الفكرية والمعرفية، الإضافة الحقيقية للمشهد الثقافي والسياسي ؛ ولوبحثنا في طيات مدننا لوجدنا المئات إن لم أقل الآلاف منها مطمورة، لكنها تحيا بألم مرير جراء التجاهل واللامبالاة، لأن آخر اهتمام لمسؤولينا رعاية هذه الطاقات والمواهب أما رعايتها فتلك قسمة ضيزى، مع أن الأحياء أحق بالزيارة لوكانوا يعلمون. ماذا لوتفضل أي مرشح من الفرسان الخمسة إدراج مثل هذه المبادرة ، وحرص جميعهم على جعلها من أولى الأولويات ؛ من باب «لا نضيع أجر من أحسن عملا «، فهل يعجز بلد بحجم قارة ، من حماية عقوله ، أدمغته ، مبدعيه ومفكريه من التجاهل تارة ومن الغرق في بحور النسيان تارة أخرى ؟ في المقابل تمنح لهم دول أخرى كل الإمكانيات والمؤهلات للإبداع أكثر وأكثر بشرط البقاء والحياة على ترابها وتحت رايتها . أليس الأحياء هنا أحق بالزيارة والتبجيل من غيرهم ؟ اللهم إلا إذا كانت هناك خفايا أخرى لا يصرح بها المرشحون لحاجة في نفس يعقوب، فلوسمع الأحياء ردود الأموات ، لما تجرأ أحدهم ، شرح برنامجه في مقامات الأضرحة وترك الأحياء في أسواق المزايدات يلهثون. هل مات الأحياء أم انقرضوا ؟ سؤال قد تختلف الإجابات حوله من وجهة نظر كل مرشح للانتخابات الرئاسية يدرك جيدا ان البرامج الانتخابية هدفها إقناع الشعب للتصويت ، والذهاب الى مراكز الاقتراع ، وأما زيارة الأضرحة والزوايا أريد لها أن تحتل واجهة الحملة الانتخابية تبركا وتيمننا بأوليائها ،نزولا عند أعراف وطقوس المدينة .