قسنطينة: دخول عدة هياكل صحية عمومية جديدة ستعزز منظومة القطاع بالولاية    رئيس الجمهورية يستقبل وزير الداخلية للمملكة العربية السعودية    رئيس الجمهورية يعين واليين جديدين لولايتي وهران وسيدي بلعباس    الوكالة الوطنية لدعم و تنمية المقاولاتية تطلق برنامجا وطنيا للنهوض بقطاع المؤسسات المصغرة    مالية: 2025 ستكون سنة تعزيز مسار الرقمنة بامتياز    قوجيل: التضامن الثابت والفعلي مع الشعب الفلسطيني هو رهان العالم اليوم ومبدأ وطني للجزائر    سهرة الفنون القتالية المختلطة: عشاق الاختصاص على موعد مع 10 منازلات احترافية الجمعة بقاعة حرشة حسان    افتتاح السنة القضائية الجديدة بولايات جنوب البلاد    ملبنات خاصة ستشرع في انتاج أكياس حليب البقر المدعم في 2025    المشروع سيكون جاهزا في 2025..خلية يقظة لحماية الأطفال من مخاطر الفضاء الافتراضي    متحف "أحمد زبانة" لوهران: معرض لتخليد روح الفنان التشكيلي الراحل مكي عبد الرحمان    مفوضية الاتحاد الأوروبي: جميع الدول الأعضاء ملزمة بتنفيذ أمر الاعتقال الصادر بحق مسؤولين صهيونيين    حوادث الطرقات: وفاة 41 شخصا وإصابة 193 آخرين خلال أسبوع    السيد بلمهدي يشرف على انطلاق الدورة الثانية لتأهيل محكمي المسابقات القرآنية    أشغال عمومية: صيانة الطرقات ستحظى بأولوية الوزارة الوصية خلال المرحلة القادمة    الألعاب الإفريقية العسكرية: الجزائر تتوج بثلاث ذهبيات جديدة في الجيدو وأخرى في الكرة الطائرة    العدوان الصهيوني: 2500 طفل في غزة بحاجة إلى إجلاء طبي    مولوجي تستقبل رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني    تدشين "دار الصنعة" بالجزائر العاصمة, فضاء ثقافي جديد مخصص للفنون والصناعات التقليدية    لبنان: إصابتان في قصف للكيان الصهيوني جنوب البلاد في ثاني أيام الهدنة    شركات مصرية ترغب في المشاركة    الحسني: فلسطين قضيتنا الأولى    إرهابي يسلم نفسه ببرج باجي مختار    الحكومة تدرس آليات تنفيذ توجيهات الرئيس    سوناطراك تشارك في صالون كوت ديفوار    البرتغال تستضيف الندوة ال48 ل أوكوكو    عطّاف يدعو إلى مبادرات فعلية وجريئة    الرئيس يُجدّد دعم الجزائر لشعب فلسطين    معسكر تحيي ذكرى مبايعة الأمير عبد القادر    ركاش يروّج لوجهة الجزائر    كأس افريقيا 2024 سيدات/ تحضيرات : فوز الجزائر على اوغندا وديا (2-1)    إمضاء اتفاقية شراكة وتعاون بين جامعة صالح بوبنيدر ومؤسسة خاصة مختصة في الصناعة الصيدلانية    ميناءا عنابة وجيجل بمواصفات عالمية قريبا    الإطار المعيشي اللائق للمواطن التزام يتجسّد    الارتقاء بالتعاون العسكري بما يتوافق والتقارب السياسي المتميّز    198 مترشح في مسابقة أداء صلاة التراويح بالمهجر    أوامر لإعادة الاعتبار لميناء الجزائر    انتقادات قوية لمدرب الترجي بسبب إصابة بلايلي    عطال يتعرض لإصابة جديدة ويرهن مستقبله مع "الخضر"    مدرب فينورد ونجوم هولندا ينبهرون بحاج موسى    فحص انتقائي ل60900 تلميذ    8 عروض وندوتان و3 ورشات في الدورة 13    بللو يدعو المبدعين لتحقيق نهضة ثقافية    "فوبيا" دعوة للتشبث برحيق الحياة وشمس الأمل    حرفية تلج عالم الإبداع عن طريق ابنتها المعاقة    إرث متوغِّل في عمق الصحراء    المسؤولية..تكليف أم تشريف ؟!    نال جائزة أفضل لاعب في المباراة..أنيس حاج موسى يثير إعجاب الجزائريين ويصدم غوارديولا    جانت.. أكثر من 1900 مشارك في التصفيات المؤهلة للبطولة الولائية للرياضات الجماعية    مستغانم : قوافل الذاكرة في مستغانم تتواصل    خنشلة : أمن دائرة بابار توقيف 3 أشخاص وحجز 4100 كبسولة مهلوسات    أيام توعوية حول مضادات الميكروبات    الفترة المكية.. دروس وعبر    معرض الحرمين الدولي للحج والعمرة والسياحة بوهران: استقطاب أكثر من 15 ألف زائر    تسيير الأرشيف في قطاع الصحة محور ملتقى    الابتلاء المفاجئ اختبار للصبر        هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدينة سيدي عُقبة التّاريخيّة ... شيوخٌ و أعلام
لأهل الجلفة علاقة وطيدة بها
نشر في الجلفة إنفو يوم 16 - 01 - 2017


مسجد سيدي عقبة
الحمد لله الّذي أنزل على عبده الكتاب، و تكفّل بحفظه، و وصّله لنا غضّا طريّا، رغم تطاول القُرون. و لقد وصّلنا لهم القول لعلّهم يتذكّرون. (القصص/51)، و أوضح وُجوه معالم دينه و شريعته، بالبُرهان و اليقين، و خصّ أمّة الإسلام بمنن كثيرة، و أتحفها بفضائل جمّة. و الصّلاة و السّلام على الرّحمة المُهداة، مُحمّدٍ، المُستأثر بالخصال الحميدة، و المُجتبى المُختصّ بالخلال السّعيدة، و على آله و صحبه الكرام، مُؤيّدي الدّين و مُظهري الإسلام، و على التّابعين و تابعي التّابعين، بالخير و الإحسان، و على عُلماء الأمّة الإسلاميّة في كُلّ زمان و مكان. و بعد،
فلقد كانت و لا تزال علاقة أهل منطقة الجلفة الواسعة، المُترامية الأطراف، في عُمومهم، أقيالهم و أغفالهم، بمدينة سيدي عُقبة الأثريّة التّاريخيّة، علاقة وطيدة ومُتجذّرة و مُتواصلة، مُنذ أمد، و إلى يوم النّاس هذا، يتغلّفها شيءٌ من الرُّوحيّة و التّعظيم، و يُضفيها بعضٌ من التّقديس المشروع؛ لما يحملونه لذلك الفاتح العظيم، الّذي جاء إليها و إلى غيرها من كُور الشّمال الأفريقي، ضمن الفُتوحات الإسلاميّة العظيمة، في عهد بني أميّة (عصر الانطلاق و التّوسّع)، خلال القرن السّابع الميلادي، و المدفون فيها؛ عُقبة بن نافع بن عبد القيس الأُمويّ القُرشي الفهريّ (رضي الله عنه)[1]، من تبجيلٍ وتقديرٍ، الّذي سُمّيت به تيمّنا و تبرّكا.
و منهم وُفودٌ و حجيجٌ، من أهل العلم و الفضل، و من عامّة النّاس، يزورونها في كُلّ عام مرّة أو مرّتين، خلال أيّام عاشوراء و الميلود (المولد النّبويّ) و رمضان من السّنة، و هُم مُحمّلون بالهدايا و العطايا و مُجمل الصّدقات، و ذلك ضمن زياراتهم المكرورة، إلى زوايا الهامل و أولاد جلّال و طولقة، و كذلك مدينة سيدي خالد الزّاخرة، و الّتي بها مسجد الرّجل الصّالح خالد بن سنان العبسي؛ بدوافع عديدة، مشروعة و غير مشروعة[2].
و مدينة سيدي عُقبة من أقدم مُدن الزّاب، بالجنوب الشّرقيّ الجزائري، بها ضريحُ الفاتح المذكور، في المسجد الكبير للمدينة[3]، و الّذي يحمل إسمه، و مساجد أُخرى، و مقارئ و كتاتيب، و معهدٌ لتكوين و تأطير أئمّة المساجد، مشهورٌ و معروفٌ. و تبعد عن مقر ولاية بسكرة الولّادة، نحوا من 18 كلم، من الجهة الجنوبيّة الشّرقيّة لها، يحدّها من الشّمال شتمة، و بسكرة، و من الغرب أوماش، و من الجنوب الحوش، و من الشّرق عين ناقة، و بها واحات للنّخيل، و يبلغ عدد ساكنيها 41000 نسمة، أو يزيدون، و هُم مزيجٌ بين الفهريين و بني سُليم و بني هلال (رحمان) و أولاد السّائح (السّايح) الأشراف، و بينهم انتشارٌ كبيرٌ للإصلاحيين السّلفيين، و للطُّرقيين العلاويين (العليويين) الشاذليين و العُثمانيين الرّحمانيين.
و قد تخرّج بها نفرٌ لا بأس به من العُلماء و طلبة العلم و الأُدباء و الكُتّاب، خلال القرن الميلادي العشرين، نذكر أسماء بعضهم، على سبيل المثال، لا الحصر (التّرتيب بينهم حسب تاريخ الوفاة) :
01) مُحمّد البُخاري بن الصّادق بن المُبارك (لمبارك) زراري الشّريف (1844 م[4] 1916 م). أديبٌ عالمٌ مُشاركٌ. تولّى القضاء ثمّ عُزل. له مُساجلات مع الشّيخ مُحمّد بن يُوسف أطفيّش (الطفيّش) الإباضي الخارجي المُتوفّى 1914 م. و من مُؤلّفاته : كشف اللّثام في ما شغل قُلوب الخواصّ و العوامّ، و رسالة الياقوت و المرجان في من لا اعتناء لهم برُؤية رمضان، و مواهب الباري في مناقب مُسلم و البُخاري، و منح الوهّاب في مسائل الإسطرلاب، و حواشٍ عديدة. كانت وفاته بمدينة قالمة، بالشّرق الجزائري.
02) الدّرّاجي بن عبد الله الصّوليّ (1833 م 1920 م). عالمٌ فقيهٌ مُطّلعٌ واسع المعرفة.
03) عليّ بن إبراهيم بن مُحمّد الصّغير الشّريف (.... م 1921 م). فاضلٌ مُدرّسٌ. قرأ بزاوية الهامل المشهورة.
04) عبد الباقي بن مُحمّد بن سالم بن العربي (1851 م 1926 م). فاضل مُشاركٌ جيّد في الفُنون. له اشتغال بالتّدريس العتيق.
05) البشير بن الصّادق بن إبراهيم العبد الرّحماني (1844 م 1928 م). نحويٌّ مُشارك في الفُنون و العُلوم. درس بزاوية الشّيخ مُصطفى بن عزّوز البُرجي بنفطة، بتونس، و قد تناسلت معارفه في تلاميذه الّذين تلقّوا منه و أخذوا عنه.
06) مُحمّد الأخضر (لخضر) بن عمّار (1870 م 1938 م). له مُشاركة طيّبة في عُلوم الشّريعة. تولّى التّدريس و الإمامة، و عُرف بالصّدق و التّقوى و الصّلاح.
07) مُحمّد الصّادق بن مُحمّد الهادي بن الهادي (بلهادي) الشّريف (1875 م[5] 1939 م). عالمٌ مُلمٌّ، له ميلٌ للتّصوّف و الطُّرقيّة[6]، و كان على ورعٍ و تقوى، و يقرض الشّعر. اُختير باش عدل بمحكمة مدينة وادي سُوف، ثمّ بمحكمة مدينة تكوت، بولاية باتنة، ثمّ بمحكمة مدينة سيدي عُقبة. و قد قام برحلة قادته إلى الحجاز و بيت المقدس و الشّام و تُركيا و فرنسا و إيطاليا. من آثاره : ديوان شعر. و من العُلماء الّذين أجازوه كتابة؛ الشّيخ يُوسف بن إسماعيل النّبهاني المُتوفّى 1932 م، صاحب التّآليف الكثيرة.
08) مُحمّد العزّوزي بن الصّادق حُوحُو (1904 م 1944 م). أديبٌ كاتبٌ ناقدٌ مُصلحٌ. قرأ بجامع الزّيتونة، بتونس. مات بمدينة قسنطينة، بالشّرق الجزائري، و دُفن في إحدى مقابرها. له مقالات، جُلّها مُتعلّقٌ بالإصلاح، و بجمعيّة العُلماء.
09) الشّاذلي (الشّادلي) عبد الغني (1905 م 1947 م). أديبٌ لٌغويٌّ كاتبٌ شاعرٌ. كان على خطّ جمعيّة العُلماء المُسلمين، و قد تولّى التّعليم و التّدريس لديها.
10) أحمد بن العابد القرطي (1897 م 1950 م). أديبٌ كاتبٌ شاعرٌ. مارس الصّحافة ردحا من الزّمن. انضمّ إلى حركة الإصلاح، ثمّ تلوّى. له قصائد شعريّة، و مقالات صُحفيّة.
11) مُحمّد بن صالح منصوري، المعروف بابن دايخة (1882 م[7] 1951 م[8]). أديبٌ مُشاركٌ مُدرّسٌ. له شعر. واصل دراسته العربيّة و الشّرعيّة بالمدينة المُنوّرة. كان على منهج جمعيّة العُلماء الإصلاحيّة السّلفيّة. له خطبٌ منبريّة، و قصائد شعريّة.
12) عليّ مُوسى بن عمّار (1875 م 1955 م). صُوفيٌّ أديبٌ مُدرّس. اشتغل بالصّحافة وقتا. مات و دُفن في مقابر مدينة بسكرة.
13) أحمد رضا حُوحُو (1910 م[9] 1956 م). أديبٌ كاتبٌ قاصٌّ. اشتغل بالصّحافة لوقت، و ساند جمعيّة العُلماء. زار الشّرق الإسلامي، و بُلدانا أخرى. له غادة أمّ القُرى، و مع الحمار الحكيم، و صاحبة الوحيّ، و نماذج بشريّة، و في الأدب و الاجتماع، و عشر سنوات في الحجاز، و مجموعة مقالات، منها الطُّرقيّة في خدمة الاستعمار، و خواطر حائر. مات مقتولا، و دُفن رُفاته في مقبرة الشُّهداء بالخروب، بقسنطينة، بالشّرق الجزائري.
14) الطّيّب بن مُحمّد بن إبراهيم بن الحاجّ صالح العبد الرّحماني، المعروف بالطّيّب العُقبي (1890 م[10] 1960 م). أحد أساطين جمعيّة العُلماء، و أحد جلاوذة العلم و المعرفة الشّرعيّة بالقُطر الجزائري في وقته. أديبٌ لُغويٌّ فقيهٌ مُفسّرٌ كاتبٌ مُجيدٌ شاعرٌ فحلٌ. سلفيّ العقيدة و المنهج و السُّلوك. له أعمالٌ و فضائل كثيرات، و آثارٌ بين نثرٍ و قريضٍ. و يعود تكوينه العلميّ إلى المسجد النّبويّ الحافل بحلق العلم و العُلماء. كانت وفاته بالجزائر العاصمة. و إليه ينسب بعضُهم العُقبيّة، على غرار العبداويّة (نسبة إلى الإمام مُحمّد عبده الأزهريّ المُتوفّى 1905 م)، و الوهّابيّة (نسبة إلى الإمام مُحمّد بن عبد الوهّاب النّجديّ المُتوفّى 1792 م)، و في ذلك حيفٌ و حيدٌ.
15) الهاشمي بن المُبارك (لمبارك) بن مُحمّد الشّريف (1882 م 1967 م). مُقرئ نحويٌّ فرضيٌّ. تولّى إمامة النّاس بمسجد عُقبة بن نافع، أربعين عاما.
16) عمر بن مُحمّد بن ناجي بن بسكري (1898 م 1968 م). أديبٌ كاتبٌ شاعرٌ. له علاقة وطيدة بالإصلاح و جمعيّة العُلماء. كانت وفاته بوهران، بالغرب الجزائري. من آثاره مقالات و أشعارٌ.
17) عليّ بن عثمان بن خلف الله الشّريف (1889 م 1971 م). فاضلٌ له تحصيلٌ علميٌّ طيّبٌ. تولى التّدريس لزمن طويل بمسجد عُقبة. مات بمدينة عنّابة، بالشّرق الجزائري، و دُفن فيها.
18) عبد الحفيظ زبدي الدّريدي (1890 م 1975 م). صُوفيٌّ طرقيٌّ رحمانيٌّ عُثمانيٌّ. له اهتمام بطلب العُلوم الشّرعيّة، و اعتنى بالتّدريس في النّاس، و الإمامة لهم.
19) صالح بن عبد الهادي بن الحاجّ الصّادق مسعودي (1902 م 1978 م). فاضلٌ مُشاركٌ. درس بجامع الزّيتونة، و بالمدينة المُنوّرة، و عُني بالتّعليم و التّدريس.
20) عبد المجيد بن مُحمّد بن عليّ حبّة، المعروف بابن حبّة (1911 م 1992 م). أديبٌ عالمٌ فقيهٌّ أُصوليٌّ مُؤرّخٌ إخباريٌّ نسّابة شاعرٌ. له تصانيف، منها : إسعاف السّائل برؤوس المسائل، و سيرة عُقبة بن نافع القائد المُظفّر، و تذكرة أُولي الألباب بمُلخّص تاريخ بسكرة و الزّاب، و أخبار خالد بن سنان العبسي (قيد الأوابد من حياة خالد)، و الهمّة في ما ورد في العمّة، و أعلام بسكرة، و الإعلام بما اتّفق عليه السّتّة الأعلام من الأحاديث و الأحكام، و القُصاصة في جمع أشتات صحابة الخُلاصة، و قصّة الاشتراكيّة، و ديوان شعر، و غيرها. كان دائم التّردّد إلى مدينتي الجلفة و مسعد، و له بهما أصدقاء أودادٌ.
21) عليّ بن إبراهيم بن مُحمّد الشّريف (1869 م ؟). عالمٌ فاضلٌ. قرأ بزاوية الهامل، ثمّ بالزّيتونة بتونس. أقرأ و درّس و أفاد، و أخذ عنه خلقٌ كثيرون. لم أقف على تاريخ ميلاده بالتّحديد.
و في الختام أقول لقد شاهدت و لمست، من عامّة أهل الجلفة الطّيّبين، من أهل الفضل منهم، و من غيرهم ، تقديرا واضحا، و تبجيلا كبيرا، لمدينة سيدي عُقبة، الضّاربة بطرف لا يُستهان، في التّاريخ الإسلامي الجزائري الحافل، و لأهلها و سُكّانها، عواما كانوا أو خواصا.
و صلّى الله و سلّم على سيّد المُرسلين، نبيّنا مُحمّدٍ، و على آله و صحبه، و من تبع محجّتهم البيضاء، و اهتدى بهديهم، إلى يوم الدّين. و سلامٌ على المُرسلين، و الحمد لله ربّ العالمين.
هوامش
1 ولد قبل الهجرة النّبويّة، بنحو سنة، ما يُقابله بالتّأريخ النّصراني، سنة 621 م، و قُتل شهيدا ( إن شاء الله )، سنة 63 ه / 683 م. قال بعضهم هو من الصّحابة، و قال أهل التّحقيق : لا صُحبة له، و هو القول الرّاجح. و الله أعلم. و هو ابن خالة الصّحابيّ الجليل عمرو بن العاصّ ( رضي الله عنه )، الّذي أرسله واليّا على أفريقيّة، سنة 42 ه ، و افتتح كثيرا من البُلدان، و منها كُور السُّودان، و ولّاه الخليفة مُعاوية بن أبي سُفيان ( رضي الله عنهما ) على ما افتتحه من بلاد أفريقيّة، سنة 50 ه. و قد أسّس مسجدا بوادي القيروان، لا يزال إلى يوم النّاس هذا، معروفا بإسمه، و بُنيت بجواره أبنية و حذاءات. عزله مُعاوية ( رضي الله عنه )، سنة 55 ه، ثمّ ولّاه مرّة أُخرى يزيد، سنة 62 ه، و استقرّ بالقيروان، و خرج منها بجيوش عظيمة، و افتتح أجزاء أُخرى، و بلغ المغرب الأقصى ( العُدوة )، و رأى مياه المُحيط، و حين عودته، و قد سبقته جيوش عساكره إلى القيروان، أطبق عليه جُيوش الفرنجة في تهودة، ببلاد الزّاب، و قُتل و من معه، و كانوا قلّة، و دُفنوا بتلك الجهة. و قال بعض أهل التّاريخ و التّراجم : ( و قُتل عُقبة بن نافع سنة ثلاث و ستّين، بعد أن غزا السُّوس الأقصى، قتله كسيلة بن لمرم، و قتل معه أبا المُهاجر دينارا، و كان كسيلة نصرانيّا، ثمّ قُتل كسيلة في ذلك العامّ، أو في العامّ الّذي يليه، قتله زُهير بن قيس البلوي. ) اه. و الله أعلى و أعلم.
2 هل المُراد بقولهم، إنّما نزور هذه الأماكن تبرّكا ؛ التّبرّك المُرادف للدُّعاء و الطّلب و الانتفاع و نحوها ؟ أم هو الفضل و الحكمة و الاعتبار و الاتّعاظ و التّدبر ؟ و هل التّبرك يكون بالأحياء أم بالأموات ؟
فإن كان ( التّبرك ) بالأحياء يجوز فيه المُراد الأوّل و الثّاني، و قد جرى ذلك في عهد السّلف. و إن كان ( التّبرك ) بالأموات فلا يجوز فيه المُراد الأوّل باتّفاق أهل السُّنّة جميعًا ؛ لأنّ ذلك نوعٌ من أنواع الشّرك، و العياذ بالله، أمّا المُراد الثّاني فيجوز فيه على الرّاجح من قول المُحقِّقين. و الله أعلى و أعلم.
3 بناء القباب و المساجد على أضرحة الصّالحين و الأولياء، و دعوى ثُبوت الأجر و المنفعة لمن زارها و توسّل بساكنيها و العياذ بالله، أمران مُنكران. قال الله تعالى : ( إن تدعوهم لا يسمعوا دُعاءكم و لو سمعوا ما استجابوا لكم و يوم القيامة يكفرون بشرككم و لا يُنبّئك مثل خبير ). فاطر / 14، و عن عائشة ( رضي الله عنها ) أنّ نساء النّبيّ ( صلّى الله عليه و سلّم ) تذاكرن عنده في مرضه كنيسة رأينها بأرض الحبشة، فقال رسول الله ( صلّى الله عليه و سلّم ) : ( أُولائك قوم إذا مات الرّجل الصّالح عندهم، بنوا على قبره مسجدا، ثمّ صوّروا فيه تلك الصُّور، فأُولائك شرار الخلق عند الله ). رواه البُخاري و مُسلم. وعن جابر بن عبد الله ( رضي الله عنهما ) نهى رسول الله ( صلّى الله عليه و سلّم ) أن يُجصّص القبر و أن يقعد عليه و أن يُبنى عليه. رواه مسلم. و قد قرّر عُلماء أهل السُّنّة أنّ زيارة القُبور سُنّة مشروعة بالكيفيّة المأثورة، و لكنّ الاستعانة بالمقبورين أيّا كانوا، و طلب قضاء الحاجات منهم، عن قُرب أو بعد، و النّذر لهم، و تشييد القُبور و سترها و إضاءتها و التّمسّح بها و الحلف بغير الله، و ما يلحق بذلك من المُبتدعات، كبائر تجب مُحاربتها، و لا نتأوّل لهذه الأعمال سدّا للذّريعة.
4 و قيل سنة 1850 م. و الله أعلى و أعلم.
5 و قيل سنة 1869 م. و الله أعلى و أعلم. و إسمه الكامل مُحمّد الصّادق بن مُحمّد الهادي بن الهادي عبد الحيّ بن أحمد دفين بلدة عمر، الواقعة غربي مدينة تقرت، بنحو 15 ميلا. و هو من عرش أولاد السّائح ( السّايح )، من الأدارسة الحسنيين الأشراف. و الله أعلى و أعلم.
6 لقد ذكر حفيده الأُستاذ عبّاس بلهادي، أنّ جدّه درس بنفطة، بتونس، و أخذ عن عُلمائها، ثمّ توجّه إلى جامع الزّيتونة المعمور، أين صار رفيق الدّراسة لرائد الإصلاح بلا مُنازع في وقته بالقُطر الجزائري، العالم الكبير عبد الحميد بن باديس المُتوفّى 1940 م، و كانا يسكنان في شقّة واحدة بالعاصمة تُونس، و توطّدت العلاقة بينهما ؛ صداقة و أخوة، و ظلّا يتبادلان الاحترام و التّقدير، إلى أن فرّقت بينهما المنيّة. أمّا الأُستاذ الباحث عبد الحليم صيد، فقد ذكر أن الشّيخ الصّادق بن الهادي تلقّى تعليمه الشّرعي الثّاني، بزاوية الشّيخ مُصطفى بن عزّوز، بنفطة، و قال و ما ذكرته عنه بأنّه كان زميلا للعلّامة عبد الحميد بن باديس، فهو خطأ، و قد نبّهني إلى ذلك الشّيخ التّواتي بن مبارك، من خلال فارق السّنّ بينهما، المُقدّر بحوالي بحوالي 20 سنة ( ميلاد الصّادق سنة 1869 م و ميلاد ابن باديس سنة 1889 م ). و ذكر أيضا أنّ ما قاله عبّاس بلهادي عن جدّه الشّيخ الصّادق، أنّه كان على اتّصال وثيق بجمعيّة العُلماء المُسلمين الجزائريين، هو قولٌ مُخالفٌ للواقع ؛ لأنّ الصّادق بن الهادي كان صُوفيّا على الطّريقة العلاويّة، و خلاف الجمعيّة مع هذه الطّريقة معروفٌ و مشهورٌ. و الّذي يترجّح عندي كلام الأُستاذ عبّاس بلهادي ؛ لقُرب العلاقة، هذا من جهة، و من جهات أُخرى، تحسّن علاقة جمعيّة العُلماء بالزّاوية العلاويّة، من طريق الزّيارة التّاريخيّة الّتي قام بها الإمام المُصلح ابن باديس إلى الزّاوية المذكورة بمستغانم، سنة 1347ه / 1929 م، والتقى فيها الشّيخ المُؤسّس لها أحمد بن مُصطفى بن عليوة المُتوفّى 1934 م، و تصالح معه، بعد سجال بينهما، بدأ من سنة 1343ه / 1925 م، و انتهى بعد أربع سنوات، و كذلك ما ذكره العلّامة السّلفيّ أبو يعلى الزّواوي المُتوفّى 1952 م، عن الشّيخ ابن عليوة نفسه ؛ إذ يقول : (... و مثله الشّيخ أبو العبّاس السّيّد أحمد بن عليوة المُستغانمي ذو المحامد و المكارم مُحبّ السُّنّة و الجماعة المُتفاني في خدمة الإنسانيّة و الإرشاد إلى النّظافة و الفطرة السّليمة، و ترى مريديه على نظافة و طهارة تامّتين، و قد امتاز أتباعه بإعفاء اللّحى و قصّ الشّوارب، مُتحلّين بتلك السّنّة و الفطرة الإسلاميّة العربيّة، أنقذهم من تشويه الوُجوه عند أهل العصر من حلق اللّحى المذموم طبعاً و شرعاً، و إنّ حلق الرّجل لحيته يُعادل بطريق المُشاكلة حلق المرأة رأسها حذو النّعل بالنّعل، و من أعماله المبرورة إنقاذ الفُقراء و المُعوزين و السّكارى و الشّبّان المُستهترين ممّا هم فيه، و جلبهم إلى طريقته المُثلى من الطّهارة و النّظافة و هذا ممّا نشكرهم عليه، و يحبّ طلبة العلم و يُعظّمهم و يُقرّبهم و يُدنيهم منه و يأخذ بآرائهم . ) اه. الإسلام الصّحيح، ص ( 102 / 103 ). منشورات الحبر. 2008 م. و بالإضافة أيضا إلى ما أخبرني به الشّيخ الصُّوفيّ المُلتزم الحاجّ عامر بن مُحمّد الرّحماوي النّايلي، من طريق شيخه العالم عبد المجيد بن حبّة، الّذي أخبره و زوّده بشيء، من سيرة الشّيخ الصّادق بلهادي، و أنّه كان على أدبٍ و علمٍ جمٍّ، و أنّه كان على الطّريقة العلاويّة، غير مُغالٍ فيها، و أنّ علاقته مع جماعة الإصلاح، كان يشوبها الاحترام و التّقدير و المُناصحة، و ذكر له أنّه كان يُحبّ الشّعر، و قد حصّل عليه مرويات خاصّة بحياة الشّيخ المذكور ؛ في سُلوكه و أدبه و علمه. و أقول أنّ من خلال ما أخبرني به الحاجّ عامر، بدا لي واضحا، أنّ الشّيخ ابن حبّة كان يُجلّ كثيرا شيخه الصّادق بلهادي، و يُثني على سعة علمه و اطّلاعه. و أمّا فارق السّنّ فليس حُجّة مُطلقا، لاسيما في موضع المُجايلة و التّزامن في الدّراسة و التّعلّم و طلب العلم، و فارق السّنّ هُنا ؛ بين الشّيخين ( ابن باديس و بلهادي ) مُضطربٌ كما هو مُلاحظ فلا يصلح للاستدلال. و من ضروري القول في هذا السّياق، أنّ جمعيّة العُلماء المُسلمين الجزائريين العظيمة، كانت إصلاحيّة، على الطّريقة السّلفيّة ؛ اعتقادا و منهجا و سُلوكا، و لم تكن أبدا صداميّة مُتهوّرة، بل كانت هيّنة ليّنة في دعوتها. أمّا الشّيخ أبو العبّاس أحمد بن مُصطفى بن مُحمّد بن أحمد بن عليوة المُستغانمي ( 1874 م 1934 م )، فكان فقيها صُوفيّا طُرقيّا، و إليه تنتسب الطّريقة العلاويّة، له أعمالٌ و أفضالٌ، و قد ذكرت له ترجمة وافية، في كتابي الموسوم " طبقات المالكيّة الجزائريين خلال المئة الهجريّة الأخيرة "، الّذي قدّم له الأستاذ الدّكتور المُحدّث المُحقّق بشّار بن عوّاد بن معروف العُبيدي الأعظمي البغدادي، ثمّ العمّاني الأردني. و الله أعلى و أعلم.
7 و قيل سنة 1889 م. و الله أعلى و أعلم.
8 و قيل سنة 1952 م. و الله أعلى و أعلم.
9 و قيل سنة 1889 م. و الله أعلى و أعلم.
10 و قيل سنة 1912 م. و الله أعلى و أعلم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.