لم تكن فترة الراحة التي استفادت منها أندية الرابطة المحترفة الأولى، راحة في حد ذاتها وإنما كانت عكس ذلك تماما، بالنظر للحركة الكبيرة التي عاشتها في الأيام القليلة الماضية قبل عودتها الى النشاط وإجراء التربصات القصيرة، تحسبا للاستئناف. فالعديد من الأندية ستدخل المنافسة في مرحلة العودة بوجه جديد، كون التغييرات كانت عديدة على مستوى التشكيلة والطاقم الفني وحتى في رئاسة النادي، وهذا بعد التجربة في مرحلة الذهاب التي لم تكن مثل التي كان ينتظرها المعنيون بشؤون الفرق المشكلة لقسم النخبة. وأصبح الشارع الرياضي الجزائري يتابع كل يوم الاستقدامات المكثفة للاعبين والتغييرات المستمرة للمدربين، وكل فريق حسب ظروفه. ويمكن القول أن الأندية التي لم تسجل نتائج كبيرة في المرحلة الأولى تسعى لاستدراك الموقف، على غرار مولودية وهران، التي تحاول جلب أكبر عدد ممكن من اللاعبين ذوي الخبرة، للعودة في البطولة، أين يعرف أن هذه العناصر بإمكانها رفع التحدي بخصوصياتها، وبالتالي، فإن رئيس النادي جباري كان من بين الأشخاص النشطين في سوق التحويلات بعروضه العديدة، وقد يفلح في مخططه الى غاية 17 جانفي، إن توفرت لديه الامكانيات اللازمة، رغم أن بعض الصفقات التي عرضها لم تكن مجدية وقوبلت بالرفض، لاسيما تلك المتعلقة باستقدام ثلاثي من إتحاد العاصمة؟! أولي نيكول، فلسفة جديدة وعلى ذكر فريق الأحمر والأسود، فإن فلسفة المدرب أولي نيكول يجب التنويه بها، عندما قرر عدم »التشويش« على تشكيلته، التي يراها قادرة على مواصلة البطولة بنفس التعداد تقريبا، كون العمل المنجز في الأشهر الماضية بدأ يعطي ثماره من ناحية الانسجام، ولابد من تفادي استقدام لاعبين آخرين من أجل الاستقدام فقط، وإنما يتم تدعيم الفريق بمهاجم واحد فقط، لكي تكون لديه حلول في القاطرة الأمامية، ويكون هذا التفكير منطقيا للغاية، إذا علمنا أن إتحاد العاصمة قام بالعمل الكبير وجلب فريق كامل في الصائفة الماضية، ومن غير المنطقي أن يفسر ما أنجز من قبل ولعل هذا التفكير سيكون على أغلب الأندية التي تقوم بتغييرات بنسبة كبيرة في كل مناسبة!!؟ في حين أن بطل مرحلة الذهاب، أي وفاق سطيف، مازال نشيطا في سوق التحويلات، رغم المشوار الجيد الذي أنجزه مع المدرب غيغر في المرحلة الأولى، أين نجد العديد من اللاعبين جربوا حظوظهم في هذا الفريق وقد يستفيد الوفاق من كل الاجازات التي تمنحها “الفاف” وعددها (5) في الميركاتو الشتوي. ولعل مشاركة النسر الأسود في العديد من المنافسات الوطنية والقارية بدفعه لأخذ احتياطاته والحصول على تشكيلة تسمح للمدرب وضع خيارات مختلفة أثناء المنافسات المعنية. زوبعة إيغيل.. ثم عودة الأمل بينما يبقى وضع شبيبة القبائل محيّرا واحتكر واجهة الأحداث بصفة كبيرة في الأيام الماضية، بسبب ما عرف بقضية المدرب مزيان إيغيل، الذي قرر في أول الأمر- حسب بعض المصادر- مغادرة الفريق، ليتراجع في آخر المطاف ويعود الى منصبه، لأسباب لا يعرفها أحد، خاصة وأنه لم يصرح أنه استقال وابتعد فقط عن الأنظار، والشيء الغريب أن “المناجير العام” للشبيبة لعجاج، صرح للصحافة أن إيغيل كلفه بتقديم استقالته لرئيس النادي حناشي، الأمر الذي أحدث طوارئ لدى أنصار الشبيبة الذين طالبوا المسؤولين بضرورة إعادة إيغيل، ليأتي تصريح حناشي يوم الخميس، أين أكد أن إيغيل مازال مع الفريق !! ويبدو أن هذه الحلقة “الغامضة” في مسيرة الفريق قد تعصف بالسيد لعجاج، بعد تصريحاته عن استقالة إيغيل. كما أن إيغيل كان قد أثر في تصريحات سابقة على اللاعبين عندما أكد أنه لا يملك لاعبين بإمكانهم تقديم الكثير للفريق حاليا، هذه الخرجة التي كانت بمثابة بداية “الأزمة” في الفريق القبائلي، وبالتالي في الوقت الذي كان من الضروري أن يستفيد اللاعبون من راحة في هذا الفريق والمسيرون يعملون في وضعية مناسبة، فإن هذه المرحلة كانت ك “العاصفة”على الشبيبة، وحتى الميركاتو لم يكن نشطا لحد الآن لدى هذا الفريق ومن غير العادة، وذلك لظروف طارئة!!؟ النصرية ومجيء لحلو! في حين أن المولودية العاصمية المموّن الرئيسي لأخبار الكرة عندنا، تبقى وضعيته مبهمة في سوق التحويلات، وكل الأمور موقوفة لأسباب مختلفة، خاصة تلك المتعلقة بعدم توفر الامكانيات المالية الضرورية، فبعد أن تم انتظار “أموال بيليكانو”، تبيّن أن ذلك لن يحدث ولو في الفترة القريبة، وبالتالي فإن نظرة المسيرين تختلف حاليا بجلب لاعبين حسب القدرات المتوفرة، غير أن قضية جلب أمير سعيود أخرت كل العملية، بسبب الملف المعقد للاعب، في نفس الوقت، فإن قائمة المسرحين لم تكتمل في انتظار حل مشكل اللاعبين المستقدمين وإذا سارت الأمور على هذه الكيفية قد تفشل المولودية في “معركة التحويلات”!!؟. أما الفريق الذي قد تغيّر العديد من الأمور لديه هو نصر حسين داي، الذي يتذيل الترتيب وجاء رئيس جديد للفريق وهو لحلو العائد وقد يعود معه مدرب الفريق، إما بوزيدي أو قندوز.. وفي نفس الوقت فإن الإدارة الجديدة تسعى لأن تكون نشطة على مستوى التحويلات بتدعيم الفريق بلاعبين أكفاء لمحاولة العودة في المنافسة، ولو أن من جهة أخرى، فإن أطماع عديدة سجلت “للفوز” بلاعبي النصرية، على غرار بنلعمري الذي وبعدما قدمه في كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة، اقترب فعلا من الاحتراف وقد ينضم الى سبورتينغ لشبونة في الأيام القليلة، مما يعني أنه قد يفيد فريقه بالأموال التي قد تسمح بتدعيم الفريق في المرحلة الحالية، أو القادمة، بالرغم من أنه من الناحية الرياضية نصر حسين داي سيخسر كثيرا بذهاب هذا العنصر.