أعادت الإجراءات الأخيرة المتعلقة بعقود ما قبل التشغيل الروح لدى الشاب الجزائري خاصة الجامعيين منهم والحائزين على شهادات مهنية، حيث سهلت عليهم الحصول على مهنة تمكنهم من الاستفادة من الخبرة المهنية التي باتت اليوم مطلب أساسي للعمل بأي مؤسسة كانت سواء خاصة منها أو عمومية، وهو ما لمسناه خلال جولة قادتنا الى مختلف الفروع التابعة لمديرية النشاط الاجتماعي. طوابير بشرية من الشباب الجامعيين وأصحاب الشهادات المهنية صادفنها بمختلف فروع مديرية النشاط الاجتماعي الواقعة بالعاصمة، منهم من قدموا لتسليم ملفاتهم للحصول على منصب عمل ومنهم من جاء للاستفسار عن الملفات المطلوبة والمؤهلات التي تمكنهم من الحصول على وظيفة معينة بإحدى المؤسسات الوطنية. وقد أعرب لنا في هذا الإطار، الشاب محمد، البالغ من العمر 26 سنة، والمتحصل على شهادة جامعية سنة 2010، عن امتنانه للخطوة التي بادرت بها الدولة والرامية الى إنقاذ الشباب من الضياع، بتبنيها مشروع عقود ما قبل التشغيل والتي ستعود بالفائدة عليه بصفة خاصة والمجتمع والوطن بصفة عامة. بدوره أكد محمد، البالغ من العمر 28 سنة أن الدولة تمكنت من التقرب من الشباب أكثر بعد الإجراءات الأخيرة المتعلقة بتبني مشروع عقود ما قبل التشغيل وامتصاص غضبهم الذي بات واضحا خاصة في الفترة الأخيرة، مؤكدا في السياق ذاته أنه في حالة الموافقة على ملفه سيكون بمثابة بداية لعهد جديد في حياته والتي كانت تعرف العديد من المشاكل بسبب حالة البطالة التي كان يعيشها منذ تخرجه من الجامعة 2009، حيث كان في كل مرة يتقدم فيها بطلب عمل يفاجأ بطلب شهادة الخبرة وهو الأمر الذي لم يجد له حل في ظل غياب فرص عمل لخريجي الجامعات الجدد. أما الشابة سليمة، البالغة من العمر 25 سنة والمتحصلة على شهادة ليسانس في شعبة الأدب العربي عبرت عن امتنانها للخطوة التي اتخذتها الدولة في إطار محاربة البطالة وترشيد شبابها بدلا من الضياع في دوامة المشاكل الاجتماعية واللجوء الى الانحراف. وكشفت ذات الشابة أنها أودعت ملفها الخاص بطلب الحصول على منصب شغل بإحدى المؤسسات الوطنية، حيث ستنتظر قرار الإدارة التي ستقوم باستدعائها على العنوان المسجل بملفها في حال اختيارها للعمل بإحدى المؤسسات الوطنية. وأوضح بدوره أحد الموظفين في تصريح ل “الشعب”، أن المديرية تستقبل ملفات الشباب الذين لديهم رغبة في العمل واكتساب الخبرة المهنية، حيث تتكفل اللجنة بدراسة الملف ليتم متابعتهم خطوة بخطوة وتوجيهه الى مؤسسة معينة على حسب الشهادة المتحصل عليها وحاجة المؤسسة للعمال، مضيفا في سياق حديثه معنا، أن الشاب الراغب في العمل، يجب أن يكون متحصل، إما على شهادة جامعية أو ثانوية أو شهادة من معهد التكوين المهني. ويبقى العديد من الشباب ممن أودعوا ملفاتهم بمديرية النشاط الاجتماعي ينتظرون قبول أو رفض ملفاتهم الإدارية وانتشالهم من شبح البطالة على أحر من الجمر.