تشهد مقرات الوكالات الوطنية لدعم التشغيل طوابير من الشباب الجامعيين وأصحاب الشهادات المهنية، للاستفسار عن الوثائق المطلوبة في الملفات والمؤهلات التي تمكّنهم من الحصول على قروض الوكالة للاستفادة من مشاريع مصغرة. أعادت الإجراءات الأخيرة المتعلّقة بدعم مشاريع تشغيل الروح لدى الشباب الجزائري، خاصة الجامعيين منهم والحائزين على شهادات مهنية، حيث ستسهّل عليهم عملية إنشاء مؤسساتهم، وهو ما لمسناه خلال جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا إلى مختلف وكالات دعم التشغيل بالعاصمة. وأكد في هذه الإطار أحد المسؤولين بالصندوق الوطني للتأمين عن البطالة الواقعة بشارع عبان رمضان في تصريح ل «الشعب»، أن الوكالة تسعى من خلال إنجازها لهذه المشاريع التقرب أكثر من الشباب بغية مساعدتهم على إنشاء مؤسساتهم المصغرة، لا سيما الشباب الذين لهم طموحات كبيرة، إذ بفضل هذه الملحقات يمكن لهم إظهارها، الأمر الذي سيسمح لهم بتجسيد مشاريعهم وأحلامهم، وتمنح لهم قروض بنكية وفقا لتسهيلات إدارية، كاشفا عن استلام الوكالة مابين 200 و250 ملف يوميا. وأوضح المسؤول ذاته أن الوكالة تستقبل ملفات الشباب الذين لديهم رغبة في إنشاء مؤسسة مصغرة، حيث تتكفل لجنة محلية بدراسة الملف والمشروع، ليتم متابعتهم خطوة بخطوة، سعيا إلى ضمان تجسيد مؤسساتهم في الميدان، طالما أن ذلك من شأنه أن يساهم في تنمية الاقتصاد الوطني وتحقيق الرفاهية للمجتمع والاقتصاد الوطني في شتى المجالات. ومن بين أهم مستلزمات الملف الخاص بالالتحاق بالجهاز، قال ذات المتحدث أنها تشمل كل من شهادة ميلاد أصلية مسلمة من طرف البلدية التي ولد بها المعني، ونسخة طبق الأصل من بطاقة التعريف الوطنية مصادق عليها أو شهادة الجنسية، صورة شمسية، وشهادة تسجيل لدى الوكالة الوطنية للتشغيل بالنسبة للمستفيدين من نظام التعويض الخاص بالصندوق الوطني للتأمين عن البطالة، حيث تقدم لهم شهادة تعويض من طرف الوكالة الولائية التابع إليها، وتصريح شرفي يثبت أن البطال «نموذج خاص» بالصندوق الوطني للتأمين عن البطالة، ولا يمارس أيّة مهنة تعود عليه بمدخول آخر، وعدم انتمائه إلى أيّ من صناديق الضمان الاجتماعي، ولا يمارس أيّة مهنة لحسابه الخاص عند تقديمه لطلب الإعانة، ولم يتحصل على أيّة مساعدة فيما يخص نشاطات أخرى، وأن يكون قادرا على المساهمة في تمويل المشروع، ونسخة طبق الأصل للشهادة التي تثبت كفاءة البطال في مجال المشروع المتحصل عليه من أيّ مؤسسة عمومية أو خاصة، واستمارة المعلومات . واستنادا إلى ذات المسؤول، فإن البطالين ذوي المشاريع المصرّحين باكتسابهم معارف وكفاءات خاصة بالنشاطات المراد القيام به، والذين ليس بحوزتهم شهادات أو دليل لإثبات هذه المعرفة، يتم توجيههم إلى مراكز التكوين المتعاقدة مع الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة لإثبات كفاءتهم من تنظيم وتمويل الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة. وحول شروط الالتحاق بالجهاز، ذكر أن جهاز توفير وتوسيع النشاطات من طرف البطالين ذوي المشاريع، تكون للبالغين من العمر ما بين 30 و50 سنة، وأن يتمتع بالجنسية الجزائرية ولا يشغل أي منصب عمل مأجور عند تقديمه لطلب الإعانة، وأن يكون مسجل لدى مصالح الوكالة الوطنية للتشغيل أو قيد الاستفادة من نظام تعويضات الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة. وأضاف في ذات الإطار، أن الشاب الراغب في الاستفادة من أي مشروع يرغب في تجسيده، يجب أن يتمتع بمؤهلات مهنية أو معارف أدائية ذات صلة بالنشاط المراد القيام به، وأن يكون قادرا على تجنيد مساهمة شخصية نقدية أو عينة في شكل مساهمة في التركيب المالي لمشروعه، وأن لا يكون قد مارس نشاطه لحسابه الخاص عند تقديمه لطلب الإعانة، ولم يستفد من قبل من إعانة من طرف الدولة في إطار إحداث النشاط. التقينا بمختلف الوكالات الوطنية لدعم التشغيل التي تنقلنا إليها بالعاصمة، بخياطات وصانعات حلويات وحتى ماكثات بالبيوت والعديد من الشباب. وقد لاحظنا أن أغلب الشباب كانوا يرغبون في الحصول على شاحنات أو سيارات نفعية، وحتى سيارات النقل الجماعي. وأعرب ''محمد'' البالغ من العمر 36 سنة عن امتنانه للخطوة التي بادرت بها الدولة في إنقاذ الشباب من الضياع، بتبنّيها هذه الخطوة الجبّارة التي ستعود بالفائدة عليه بصفة خاصة والمجتمع والوطن بصفة عامة، وعن المشروع الذي يفكر فيه ''محمد''، قال أنه يودّ الاستفادة من شاحنة لنقل البضائع التجارية. بدوره أكد ''نور الدين'' البالغ من العمر 35 سنة، أن الدولة تمكنت من التقرب من الشباب أكثر بعد الإجراءات الأخيرة المتعلقة بدعم مشاريع تشغيل، وامتصاص غضبهم الذي بات واضحا خاصة في الفترة الأخيرة، مؤكدا في السياق ذاته أنه في حال الموافقة على ملفه سيكون بمثابة بداية لعهد جديد في حياته، التي كانت تعرف العديد من المشاكل بسبب حالة البطالة التي كان يعرفها منذ تخر]جه من الجامعة. أما السيدة ''كهينة'' المسؤولة عن عائلة من 5 أفراد، والتي استحسنت هي الآخرة الخطوة الجبّارة التي اتخذتها الدولة لصالحهم، قالت أنها تطمح في فتح ورشة خياطة تستفيد منه العديد من النساء الماكثات في البيت. ويبقى العديد من الشباب ممّن أودعوا ملفاتهم ينتظرون قبول أو رفض ملفاتهم الإدارية.