دخل أمس سائقو القطارات بالعاصمة في إضراب بسبب تعرض احد رفاقهم في العمل إلى اعتداء من طرف شخص مجهول الهوية مطالبين بضرورة توفير الأمن داخل محطات السكك الحديدية وتزويدها بحراس يوفرون الحماية للعمال والمسافرين في ان واحد. وفي تصريح ل «الشعب» أوضح جلال وهو أحد أعوان الحراسة بمحطة الأغا الواقعة بأول ماي ان سائق القطار اعتدي عليه بمحطة السمار ببلدية جسر قسنطينة من طرف أحد الشبان الذي كان يحمل معه سلاحا أبيضا إذ تقرب هذا الأخير إلى السائق فحدثت مناوشات كلامية بين الطرفين انتهت باستخدام المعتدي سلاحه وإصابة الضحية بجروح بالغة الخطورة على مستوى الوجه ما استدعي تنقله على جناح السرعة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية. وأضاف نفس المتحدث ان سائقي القطارات قرروا الإضراب بهدف مطالبة السلطات المعنية بتوفير الأمن المنعدم تماما بمحطات السكك الحديدية مؤكدا بأنه في كل مرة يتعرض العمال والمسافرون على حد السواء إلى اعتداءات من شباب طائش في ظل غياب أعوان الأمن والحماية اللازمة مضيفا بأن ما حصل لزميلهم ماهو إلا إحدى الحالات. من جهة أخرى شهدت محطة الأغا بأول ماي اكتظاظا كبيرا من المسافرين رجالا ونساءا وجدناهم بعين المكان طوابير طويلة ينتظرون الإفراج عن القطارات للذهاب إلى الولاية المتجهين إليها موجهين استفسارات كثيرة لأعوان الأمن والحراسة عن المدة التي سيقضونها في الانتظار. وعبر لنا بعض المسافرين المتجهين إلى برج بوعريريج ووهران والثنية وبجاية وقسنطينة بنفس المحطة عن امتعاضهم واستيائهم الشديد لهذا الوضع المزري الذي عاشوه داخل المحطة بعد الانتظار منذ الساعات الأولى من الصباح الباكر والى غاية المساء دون جدوى متسائلين عن سبب توقف القطارات عن العمل في هذا اليوم بالذات عكس الأيام الماضية. وما أثار استغراب حنان التي كانت متوجهة إلى الثنية هو ان إضراب السائقين جاء مفاجئا قائلة: «إني ضد هذا التوقف المفاجئ عن العمل، إذ كان من المفروض ان يقوموا بإشعار المواطنين بذلك.. لأن كل فرد يملك ظروفا خاصة يجب أن تراعى لا بضربها عرض الحائط». من جهته أفاد محمد الذي كان متوجها إلى ولاية برج بوعريريج برفقة والدته المسنة قائلا: «منذ الساعة الثامنة صباحا ونحن ننتظر انطلاق القطار والآن الساعة تشير إلى الثانية زوالا دون تحرك من الجهات المعنية لإيجاد حل لنا وأضاف أيضا ما يقلقني هو ان والدتي تعاني من أمراض عديدة ولا تقوى على الانتظار لوقت طويل.