فقدت الجزائر، أمس، أحد رجالاتها الراحل نائب الفريق أحمد ڤايد صالح، الذي ارتقى بالمؤسسة العسكرية من خلال إستراتيجية تطوير وعصرنة قواتها، حيث وضع العنصر البشري في صلب الإهتمام ما أكسب جيشنا تمرسا وكفاءة، ولعل ما أكسبه ثقة الشعب هو مرافقته للحراك الشعبي وتجنب إراقة أية قطرة دم، لاسيما الضمانات التي قدمها لسير العملية الإنتخابية في شفافية إلى غاية انتخاب الرئيس الجديد. إن العدالة الإلهية جاءت منصفة فقد أراد الله عز وجل لهذا الشعب والوطن أن يعيش في أمان واستقرار بعدما عاناه من ويلات الإستعمار والعشرية الدموية، فبعد قرابة أسبوع من انتخاب رئيس الجمهورية يرحل عنا الفريق أحمد ڤايد صالح الذي وقف في وجه المتربصين بهذا الوطن من أعداء الداخل والخارج، الذين تواطؤا مع جهات معروفة بحقدها على الجزائر للتدخل في شؤوننا الداخلية، وحاولوا تحويل الحراك الشعبي السلمي عن أهدافه الحقيقية. وهذا ما عبر عنه المرحوم بقوله:» إن الشعب الجزائري المسنود بجيشه الذي رافقه مرافقة صادقة وثابتة في هيبته السلمية، لتحقيق تطلعاته المشروعة، قطع أشواطا كبيرة في مسار تجسيد الإرادة الشعبية التي ستتحقق بحول الله تعالى وقوته في الإستحقاق الرئاسي المقبل يوم 12 ديسمبر واختيار الرئيس القادم للجزائر بكل حرية ونزاهة». في هذا الصدد، عبر كل من استجوبتهم «الشعب» عن حزنهم العميق وتأثرهم لرحيل هذا المجاهد، وأن الخبر نزل عليهم كالصاعقة، ويصف الحاج الطاهر بولنوار رئيس جمعية التجار والحرفيين الجزائريين الفقيد بأنه أحد رجالات الجزائر ومناضليها الكبار، كان في شبابه مجاهدا يحارب الإستعمار من أجل إسترجاع السيادة الوطنية وحرية الشعب الجزائري. وأضاف أنه بعد الإستقلال قضى حياته في السهر على أمن واستقرار الجزائر وبناء جيش قوي وعصري، وختم حياته بمرافقة الشعب الجزائري في توفير شروط الإستقرار السياسي من أجل جزائر جديدة وهو ما أكده عدة مرات منذ بداية الحراك، بأنه سيعمل على توفير شروط انتخابات رئاسية نزيهة وفتح المجال للرئيس المنتخب من أجل مباشرة التغيير وتحقيق مطالب الشعب. وأبرز بولنوار أن ما يخلده التاريخ هو أن الفريق ڤايد صالح، تعهد في بداية الحراك بكلمة صريحة بأنه سيعمل على أن لا تسيل قطرة دم جزائري وجزائرية، رغم صعوبة المرحلة ومحاولات وسائل الإعلام الأجنبية لتشجيع الفوضى والفتن، قائلا:» هذا ما يخلده التاريخ وربما الله أراد أن يكمل مهمته في المحافظة على استقرار الوطن، بتنظيم انتخابات، رحمه الله وعظم أجر ذويه والجزائريين». «كسب ثقة الشعب» من جهتها، قالت المكلفة بالإعلام على مستوى البنك الخارجي الجزائري جميلة اقنتيل إن الفقيد نجح في كسب ثقة الشعب الجزائري عندما صان الدم وأتذكر مقولته:» لن أوجه سلاحي وقواتي ضد الشعب»، مضيفة أن الفريق أحمد ڤايد صالح قام بحماية الحراك الشعبي السلمي من الإختراقات وأعطى سمعة جيدة للجزائر في الداخل والخارج، كما سهر على حماية حدودنا في ظل التهديدات المتربصة ببلادنا، مشيرة أن خبر وفاته نزل كالصاعقة على معرض الإنتاح الجزائري. وأكدت في هذا السياق أن المرحوم يستحق وسام إستحقاق «الصدر» الذي سلمه له رئيس الجمهورية، قائلة: «الربيع العربي سالت فيه دماء الشعوب العربية، ما عدا الجزائر لم تسل قطرة دم بفضل قيادته الرشيدة وتوفير الحماية للمواطنين، معطيا صورة جيدة عن الحراك». وأضافت المكلفة بالإعلام على مستوى البنك الخارجي الجزائري، أنه رغم الإنتقادات والشائعات التي طالت الفقيد إلا أنها وفق بالتصدي للعصابة وأذنابها من أبناء الحركى وقطع أواصر التواجد الإستعماري في الجزائر، وارتقى بالمؤسسة العسكرية من خلال إعادة إحياء مدرسة أشبال الأمة المشروع الذي أنشأه الراحل هواري بومدين، لتصبح مدرسة يقتدى بها في تخريج إطارات عسكرية ذات كفاءة وجاهزية».