أعاد رياض محرز اكتشاف نفسه مع المنتخب الوطني بعد أن ظهر بمستوى أكثر من رائع في الطبعة الماضية لكأس إفريقيا، وكان القائد الملهم والمثالي والذي يستطيع إيجاد الثغرة المناسبة للخروج بانتصار في كل مباراة، وهو ما سمح للمنتخب بالتقدم في المنافسة الى غاية بلوغ النهائي والتتويج بالكأس. سيبقى الهدف الذي سجله محرز أمام نيجيريا راسخا في اذهان كل الجزائريين، خاصة أنه سمح للمنتخب بتحقيق هدف عجز عن تحقيقه منذ 1990، وهو تنشيط المباراة النهائية وكان هذا بفضل المخالفة الرائعة التي سجّلها محرز أمام نيجيريا في نصف النهائي. ربما تكون بطولة كأس الأمم الإفريقية 2019 التي جرت في مصر هي بطولة تألق النجم الجزائري رياض محرز، لاسيما مع قيادته «الخضر» لتحقيق اللقب أمام السنغال بعد الفوز بهدف قاتل سجّله بونجاح. وبعد موسم صعب بألوان مانشستر سيتي رغم تسجيله 12 هدفا، وتقديمه 12 تمريرة حاسمة في كل المنافسات التي لعبها، إلا أن محرز نجح في البروز في المنافسة القارية بأحسن الأحوال بعد تسجيله لثلاثة أهداف من بينهم الهدف المسجل أمام نيجيريا، والذي سمح للمنتخب الوطني بالتأهل الى الدور النهائي. وبحمله لشارة القائد منذ انطلاق فعاليات العرس الافريقي، تمكّن ابن بني سنوس بضواحي تلمسان من تحمل مسؤولياته رغم الانتقادات التي طالت الناخب الوطني جمال بلماضي قبل بدء المنافسة القارية بسبب قرار تعيينه كقائد للمنتخب بحجة أنّه غير قادر على تسيير المجموعة. لكن مع مرور المنافسة القارية، أكّد محرز حسن اختيار الناخب الوطني بتعيينه كقائد، إضافة الى كونه لاعب مؤثّر من خلال المساهمة في النتائج الايجابية التي حقّقها المنتخب في المنافسة القارية. وساهم محرز في فوز الجزائر بنهائي أمم إفريقيا للمرة الأولى منذ 29 عاما، حين توّج «الخضر» بلقبهم الوحيد في نسخة 1990 معزّزا حظوظه في المنافسة على لقب أفضل لاعب في القارة السمراء. وحقّق صاحب 28 عاما عدّة أرقام شخصية مميزة تلخّص تألقه الكبير في هذه النسخة من كأس إفريقيا، حيث أعاد اكتشاف نفسه في هذه المنافسة رغم أ كان قد تعرض لانتقادات كبيرة بسبب تراجع مستواه مع المنتخب. عادل محرز الإنجاز الذي كان يحتفظ به لخضر بلومي على رأس هدّافي المنتخب الجزائري في نهائيات كأس أمم إفريقيا، الذي يمتلك ستة أهداف في رصيده سجلها خلال مشاركاته في أربع نسخ من المسابقة. وسجّل محرز هدفا في نسخة 2015 بغينيا الاستوائية وهدفين في نسخة 2017 بالغابون قبل أن يسجّل ثلاثة أهداف في النسخة السابقة أمام كل من كينيا وغينيا، وهدف تاريخي أمام نيجيريا سيبقى راسخا في الأذهان. وسمح تألق محرز مع المنتخب الوطني وقيادته لتحقيق اللقب القاري تواجده في دائرة المنافسة على جائزة أفضل لاعب افريقي لسنة 2019، حيث يتنافس رفقة المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو ماني على لقب الأفضل في القارة. ويتطلّع محرز لتحقيق إنجاز تاريخي من خلال الفوز بجائزة أفضل لاعب إفريقي لمرتين في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الكرة الجزائرية.