32 حالة وفاة منذ جانفي الجاري دقّ مختصون ناقوس الخطر حول ارتفاع عدد الوفيات بسبب الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكاربون إذ تم تسجيل خلال السنة الماضية 145 حالة وفاة على المستوى الوطني، و32 وفاة من 1 إلى 20 جانفي الجاري، في حين ساهم أعوان الحماية المدنية في إنقاذ 363 شخص، بالإضافة إلى أن المؤسسات الصحية تستقبل من 3000 إلى 4000 حالة تسمم بغاز أحادي الكاربون سنويا. أكد الدكتور حاج معطي خليل رضا مكلف بالبرنامج الوطني ضد الحوادث المنزلية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، خلال ندوة صحفية حول مخاطر التسمم بغاز أحادي الكاربون، أمس، نظمت بالتنسيق مع الحماية المدنية، أن الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون ليس داء يصيب المواطنين وإنما ينتج عن حادث يتسبب فيه الأشخاص بالرغم من إمكانية تفاديه، مشيرا إلى أنه القاتل الصامت الذي لا رائحة له ولا يشعر به أحد، حيث يتم استنشاقه بسهولة، وقد يؤدي إلى الوفاة في بضعة دقائق. وشدد الدكتور حاج معطي على أهمية إتباع الاحتياطات والإرشادات للوقاية من اختراقات غاز أحادي الكاربون وإعلام عامة الناس حول مخاطر الغاز السام الذي يتسبب في وفاة عائلات بأكملها موجها نداء للمهنيين ورجال الإعلام بإبلاغ الرسالة من أجل تحسيس المواطنين باتخاذ الحيطة والحذر من غاز أكسيد الكاربون، خاصة ما تعلق بتهوئة المنزل على الأقل 10 دقائق يوميا والتأكد من سلامة أجهزة التدفئة. وفيما يخص أعراض الإصابة بالتسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون، أشار إلى أن علاماته تكمن في نقص الأكسجين في الجسم الذي يجعل الإنسان يشعر بتعب شديد وصداع في الرأس وغثيان والقيء وهو ما يؤكد أن الشخص قد يكون عرضة لاختناق غازي أكسيد الكاربون، محذرا من استعمال أجهزة تقليدية كالطابونة التي لا تستخدم للتدفئة عكس ما تقوم به كثير من العائلات. وأضاف ممثل وزارة الصحة أن المرضى المصابين بأمراض مزمنة كالربو والسكري وارتفاع الضغط الدموي والأشخاص المسنين، هم أكثر عرضة للاختناق والموت ولكن الخطر قد يواجه الجميع بدون استثناء كما يؤثر غاز أحادي الكاربون أكثر على المرأة الحامل وجنينها. من جهته، أكد مدير الإعلام والإحصائيات في المديرية العامة للحماية المدنية، أن حوادث الغاز الخطيرة يمكن تفاديها في حال اتخاذ إجراءات وقائية بسيطة من خلال مراقبة أجهزة التدفئة والاختيار الجيد للجهاز، بما يتماشى مع التوصيات الأمنية وتهوئة المنزل بصفة يومية، وكذا تفادي استعمال بعض أجهزة الطبخ التقليدية كالطابونة التي تتسبب في العديد من الحوادث المميتة.