قدم عبد الرحمان بلعياط العضو القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني أمس مقاربة عن الشباب والمرأة، وأي موقع لهما في مسارالتغيير والاصلاح. وحرص بلعياط في تنشيطه لندوة نقاش بمركز «الشعب» للدراسات الاستراتيجية بعنوان «الشباب والمرأة في الخطاب السياسي» رهان حقيقي أم شعار انتخابي» التأكيد في مقاربته للموضوع من زاوية سياسية بعيدة عن الحزبية. وأكد أن فضل الغوص في هذا الموضوع الحساس الذي تتناوله التيارات السياسية من زوايا مختلفة حسب اللون والمشرب، وتضعه في خانة تفرضها الحسابات السياسية، أن مقاربته وقراءته لم تتوقف عند المشكل الذي توجد فيه فئتا الشباب والمرأة، لكن اقتراح حلول لوضع متأزم يطرح نفسه، لا تقع فيه المسؤولية على جهة دون أخرى. وذكر بهذا أكثر من مرة في رده على تساؤلات الحضور في نقاش ساخن كشف مدى الاهتمام بهذه الشريحة التي تتناولها الكتابات الصحفية، والمواقف السياسية من موقع.. وتراها مهمشة من اشراكها في القرار والمشروع. وقال بلعياط بلغة هادئة موزونة تكتشف تجربة الرجل في تقلد مناصب عديدة، وتوليه مسؤوليات كثيرة، أنه رفض في علاجه لملف الشباب، الاكتفاء بوضع الإصبع على الجرح، والنزيف لكن إعطاء مقاربة بنائية تكتمل بها الصورة وتستقيم المعادلة السياسية، ولا تنهار تحت الرؤية الذاتية المحضة. وجدد على هذا الطرح مرات ومرات، مؤكدا أنه اختار المنهجية الأخرى التي لا ترى في الشباب مشكلة قائمة بذاتها، لكن مقترح حل ومخرج الطوارىء والأزمة المعقدة المتراكمة. وتساءل أكثر في تشريح وضع الشباب، كيف لهذه الفئة التي كانت «دينامو» النضال السياسي الطويل، ومفخرة الثورة التحريرية، قبل قيادة الجزائر المستقلة، ان تسقط في متاهات التشكيك في الانجاز ولا تتخذ من موارد البلاد الخصبة والثروات المتوفرة قوة انطلاق للعمل والتحول دون الإبقاء أسر المرثيات وترديد مقولة ميؤوسة «بائسة كل ليس على مايرام». كيف لهذه الفئة التي ترى بأم عينيها مجالات مفتوحة في الفلاحة والصناعة والخدمات، ان تهجر هذا الواقع الثابت والمتغير، وتسكن موجة الاحباط، والتفكير في ركوب البحر المضطرب في الذهاب «حارقة» الى الضفة الأخرى وهي ضفة احاطت أقاليمها بسياج من الممنوعات، والمحظورات، في استقبال الآخر من الجهة النقيضة، فارضة العمل بسياسة المكيالين وتطبيق مبدأ الهجرة الانتقائية تختار بها ما تشاء وترفض ما تريد! عن الحل المقترح للخروج من الكابوس، يرى بلعباط ضرورة معالجة الوضع، الملف في اطار السياسات العمومية، والمنظومة السياسية.. ومعناه، دراسة آمنة مؤمنة، تضع في الحسبان قواعد أساسية تحصل على التوافق في ضبط الأولويات وتحديد التراتيب.. وبهذه المنظومة السياسية تحدث النقلة النوعية في التكفل بالشباب، واسناد لهم زمام المسؤولية، دون تركهم وشأنهم عرضة لخطاب تشاؤمي. بهذه المنظومة السيايسة التي تحدد الأهداف بدقة وتضبط الرؤى، يحدث الانتقال الى مرحلة أخرى يكون فيها الشباب مصدر قرار وتحول وبناء وليس مشكلا قائما.