اشتكى سكان قرية »جعونة« الواقعة ببلدية يسر ببومرداس من غياب أدنى ضروريات العيش الكريم على مستوى المنطقة التي يقطنون بها مطالبين السلطات المعنية بضرورة التدخل العاجل لإيجاد حل لمعاناة دامت سنوات دون التفاتة من أحد. وأكد بعض العائلات في تصريحات ل »الشعب« بعد تنقلنا الى عين المكان اثر تلقينا شكاوي عديدة أن معاناتهم في هذه المنطقة عمرها سنوات باعتبارها تفتقد لأدنى شروط الحياة الكريمة في مقدمتها انعدام الماء الشروب وتوفر منبع واحد بعيد المسافة يستعمله جميع سكان القرية وهو الأمر الذي جعل الأطفال يتولون مهمة جلب المياه وملء القارورات يوميا في ظل المخاطر والأضرار التي يمكن أن تعترضهم بسبب قطعهم أمتارا طويلة للوصول إلى المنبع الوحيد بالمنطقة، ما اثر سلبا على تحصيلهم العلمي. وحسب سكان القرية فان العائلات التي ضاقت ذرعا من انتظار التكفل بانشغالاتهم العالقة رفعت مطالبها إلى البلدية والمتمثلة في إعادة تهيئة القرية التي تعرف حالة مزرية من مختلف النواحي إلا أنها لم تتلقى أية استجابة في ظل توقيف الأشغال فجأة بالمنطقة بعد أن شرعت فيها قبل بضعة أشهر ما أثار تساؤلات المشتكين عن سبب تماطل السلطات المعنية في الاستجابة لمطالب السكان رغم التدهور والفوضى الكبيرتين اللتان تعم القرية. وأضافت العائلات أن معاناتهم في الحياة لا تنحصر في انعدام الماء الشروب فقط بل يعانون غياب أدنى الضروريات بها كاهتراء الطريق ومشكل النقل، وتدهور المحيط وانتشار القذارة والأوساخ، ما اثر بشكل كبير على صحة أفراد العائلات بفعل الرطوبة والروائح الكريهة والبيئة المتعفنة التي تغزوها الحشرات والجرذان وحتى القطط والكلاب الضالة. وقالت بعض القاطنات بالمنطقة أن سكان القرية ضاقوا ذرعا من استمرار هذه الوضعية التي وصفوها بالكارثية وجحيم لا يوصف على الرغم من سعيهم الدائم لدى الجهات المعنية من اجل لفت انتباههم إلى واقعهم المعيشي واتخاذ الإجراءات اللازمة لتخليصهم من معاناتهم لكن دون جدوى في ظل غلقها لأبواب الحوار مع هؤلاء سكان. وفي نفس الصدد أكدت جميلة وهي قاطنة بالقرية مستنكرة الوضع قائلة: »سئمنا من هذه الوضعية المزرية التي نعيشها كما أن الظروف القاسية التي نتخبط فيها يفترض أن تكون سببا كافيا لاستجابة السلطات المحلية لمختلف انشغالاتنا المطروحة«. وعبر مواطنو القرية عن آمالهم الكبيرة في أن تلقى رسالتهم هذه المرة عبر جريدة »الشعب« اهتماما وآدانا صاغية من السلطات المحلية من اجل التوصل إلى حل نهائي لهذا الوضع.