حذّر البروفيسور عبد الوهاب بن قونية باحث ومختص في طب الأوبئة بمستشفى مصطفى باشا من عدم عزل الأشخاص القادمين من المناطق التي ينتشر فيها فيروس كورونا الجديد على الأقل لمدة تزيد عن 14 يوما، داعيا إلى الاستعجال في اعتماد سياسة وقائية فعالة ومعهد وطني لليقظة الصحية. في ندوة نقاش نشّطها أمس بمنتدى جريدة «المجاهد»، أكّد البروفيسور بن قونية، أنّ فيروس كورونا الجديد قاتل، ولكنه أقل خطورة من فيروسات أخرى ظهرت في سنوات ماضية كالسارس والايبولا، موضّحا أنّ قلة المعلومات المتوفرة لحد الآن حول تركيبته الحقيقية زادت الأمر تعقيدا، وتسبّبت في عدم اكتشاف لقاح وعلاج فعّال لهذا الفيروس الذي ينتمي إلى فصائل الفيروسات التاجية. واعتبر البروفيسور بن قونية أنّ عدم عزل القادمين من المناطق التي ينتشر فيها الفيروس في مراكز عزل مهيأة بوسائل التشخيص والعلاج سيجعل المواطنين في خطر، خاصة وأنّ فترة حضانة كورونا الجديد تدوم من 7 أيام إلى 14 يوما، وهو ما يجعل إمكانية نقل العدوى من قبل حامل الفيروس واردة قبل ظهور الأعراض. أكّد المختص في طب الأوبئة أنّ كورونا فيروس لا يختلف عن الأنفلونزا من حيث العلامات والأعراض، إلا أن مدة الحضانة تبدأ من 7 أيام إلى 14 يوما قبل ظهور أعراض المرض على شكل حمى وسعال وصداع وآلام في الحلق، مشيرا إلى أن الأشخاص الأكثر عرضة لخطر مضاعفات فيروس كورونا الجديد هم الفئات الهشة وكبار السن والأطفال والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة كالقصور الكلوي والسكري. وانتقد البروفيسور بن قونية السياسة الوطنية للصحة وغياب إمكانيات التوجيه واليقظة الصحية لتعزيز الوقاية من مختلف الأمراض والأوبئة، مشيرا إلى أنّه دعا إلى إنشاء معهد وطني لليقظة الصحية منذ عشرين سنة إلا أن طلبه لم يجسّد في الميدان، وهو ما يجعل الجزائر غير مستعدة لمواجهة الطوارئ في ظل ضعف المنظومة الصحية. وقال إنّ الإجراءات التنظيمية والتدابير الاحترازية والوقائية التي اتّخذتها وزارة الصحة يتم العمل بمقتضاها في جميع دول العالم لتجنب حدوث إصابات والحد من انتشار الفيروس، معتبرا غياب نظام يقظة صحي سببا في ضعف المنظومة الصحية الوقائية، داعيا السلطات المعنية إلى التكفل الجدي بالصحة العمومية والقيام بعمل وقائي فعال على المدى البعيد من شأنه أن يساهم في التصدي للمخاطر الأمراض. وأضاف البروفيسور بن قونية أنّه من المفروض أن يتم عزل الأشخاص القادمين من المناطق المشكوك فيها في مصالح لمدة تزيد عن 14 يوما، للتأكد من حقيقة عدم إصابتهم بالمرض لأن العدوى تنتقل من شخص إلى آخر قبل ظهور أعراضه، مؤكّدا أنّه لم يتم تحديد التركيبة الحقيقية للفيروس، ولكن جميع المعلومات تؤكّد أن مصدر الفيروس الخفافيش أو الثعابين التي تباع في أسواق الصين، داعيا إلى احترام قواعد النظافة من خلال غسل الأيدي عدة مرات في اليوم، واستعمال الأقنعة لتجنب الإصابة.