نشرت : المصدر موقع جريدة "الشروق" الجزائرية الثلاثاء 28 أغسطس 2018 10:58 قصف البروفسور عبد الوهاب بن قونية رئيس مصلحة علم الأوبئة بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، الإثنين، وزارة الصحة بالثقيل متهما إياها بما أسماه" تغبية المعلومة"، وقال متأسفا "إن الجزائر معجزة لأن ما يحدث فيها من إهمال للوقاية الصحية، كفيل بأن يصيب سكانها ب 70 وباء". وأكد ذات المتحدث أن الصحة الجزائرية في خطر، وأن وباء الكوليرا يهدد 48 ولاية، نافيا تصريح وزارة الصحة الذي يعتبر المنابع المائية وعددها 38 منبعا مصدرا رئيسيا لوباء الكوليرا، وقال في السياق إن الوباء يهدد بالوفاة مما يجعله خطيرا، وهاجسا لا يمكن التنبؤ بالقضاء عليه نهائيا والتحكم في عدد الإصابة به. وحمَل البروفسور عبد الوهاب بن قونية، وزارة الصحة مسؤولية ما قد يلحق بالصحة العمومية في حال عدم اتخاذ إجراءات ردعية، من شأنها تفعيل المصالح الصحية ومكاتب الصحة عبر البلديات، وكذا تنصيب لجنة اليقظة الصحية، وتفادي الكذب على الجزائريين في الوقت الذي يتواجد الوباء في بلادنا. ودعا بن قونية، خلال ندوة صحفية بمقر جريدة"لوكوريي" بدار الصحافة بالقبة، إلى ضرورة تأمين الحدود الجزائرية، ومراقبة الأجانب بما فيهم الأفارقة والأوربيين، وإخضاع المشتبه في إصابتهم بأي فيروس إلى الفحص الصحي، حيث أوضح أن مشكل وباء الكوليرا يكمن في الأشخاص الذين يحملون الفيروس دون ظهور الأعراض عليهم، وفي الأماكن التي يمر عليها المرضى، أين يمكن أن تنتشر بكتيريا الكوليرا سريعا، متعجبا من عدم اتخاذ الوقاية المسبقة رغم العلم بوجود الكوليرا في بلدان مجاورة. وعلّق المختص قائلا"ليست الخضر ولا الفواكه المتهمة بعدوى الكوليرا.. إن الخلل في غياب السلطة، والأمن الصحي وتقاعس المسؤولين.. لماذا الكوليرا في جزائر 2018؟.. بكل بساطة لأن المنظومة الصحية غير فعالة.. غير ناجحة"، مضيفا أن 28 وزيرا للصحة تعاقب منذ 1962، ولا يوجد سياسة صحية في الجزائر، حيث بقيت الوزارة الوصية تائهة بين هل الصحة وقائية أو علاجية أو كلتا الحالتين، لكن حسبه، لم توفق في الوقاية والعلاج معا. وفي سياق تصريحاته، نفى رئيس مصلحة علم الأوبئة بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا نفيا قاطعا القضاء نهائيا على الوباء خلال 3 أيام فقط، حسبما أكده وزير الصحة مختار حسبلاوي، موضحا أن الوباء مثل الحرب تعرف بدايته ولا يمكن الجزم بالقضاء عليه في مدة معينة، كما أنّ الكوليرا حسب البروفسور بن قونية يختفي ويعود في الجزائر، حيث بعد ظهوره أول مرة سنة 1971، عاد بعد 4 سنوات وبعدها ظهر لآخر مرة سنة 1996، ليعود سنة 2018، بعد 22 سنة. وتوقع بن قونية، وبصفته باحثا في الصحة وفي اختصاص علم الأوبئة، انتشارا للعديد من الأمراض والأوبئة، جراء الأوساخ والنفايات التي تغرق فيها مدننا، وتلوث التجمعات المائية بالمياه القذرة، مطالبا وزارة الصحة بالإسراع في تنصيب مؤسسة وطنية اليقظة الصحية، يشارك فيها جميع الفاعلين، كما قال إن وزارة الموارد المائية، هي الأخرى مسؤولة على المراقبة الدورية لمياه الحنفيات والمنابع والآبار. ونصح المختص المواطنين الجزائريين بتفادي أماكن انتشار وباء الكوليرا، والخضوع للفحص الطبي في حال إصابة أحد الأقارب أو الجيران بهذا المرض، مع تحاشي لمس كل ما يتعلق بالمريض، وحتى بعد وفاته، وتحاشي التجمع في جنازته وخلال دفنه، على أن يحفر قبره عميقا ورش الجثة بالجبس.