كما كان متوقعا، توجت أشغال المؤتمر التأسيسي لجبهة التغيير المختتمة فجر أمس بتزكية عبد المجيد مناصرة رئيسا وأحمد الدان ودحمان خير الدين نائبين له مكرسة بذلك تقليدا جديدا، فيما أسندت رئاسة مجلس الشورى المكون من 150 عضو إلى بشير طويل حسبما علمت »الشعب« على أن يودع ملف الحصول على اعتماد لدى المصالح المعنية على مستوى وزارة الداخلية والجماعات المحلية، بمجرد استكمال ملفات القياديين. غاب عنصر المفاجأة عن أشغال المؤتمر التأسيسي لجبهة التغيير بعد تزكية المندوبين مناصرة على رأس التشكيلة الجديدة، رغم الحديث عن تنافس بينه وبين زميله في »حمس« في وقت سابق أحمد الدان الذي كان من نصيبه منصب نائب رئيس الجبهة إلى جانب دحمان خير الدين، وقد أرسى الحزب الإسلامي الذي لا يريد أن يكون رقما يضاف إلى الطبقة السياسية الناشطة تقليدا جديدا يرجح أنه من باب الحرص على وضع حد لاحتكار المنصب الأول الذي كان سببا ليس في انقسام »حمس« وحسب وإنما معظم التشكيلات المحسوبة على التيار الإسلامي. وتأكد بتقلد الأسماء المذكورة المناصب القيادية في الحزب الجديد، بأن جبهة التغيير اسم جديد لتشكيلة قديمة ممثلة في حركة مجتمع السلم التي كان يقودها المرحوم الشيخ محفوظ نحناح بعد أن أخفق خليفته وتلميذه الشيخ أبو جرة سلطاني في الحفاظ على وحدتها، يحدث هذا في وقت يؤكد فيه مناصرة الذي يحاول التقدم والسير بخطوات ثابتة وهادئة على خطى نحناح، بأن الجبهة ليست استنساخا للحركة. وعلى الأرجح، فان التشكيلة التي يقودها مناصرة ستشارك في الانتخابات التشريعية المقررة في العاشر ماي المقبل لاسيما وأنها تسعى جاهدة في ظل منافسة كبيرة من أحزاب أخرى أبرزها حزب العدالة والتنمية الجديد بقيادة عبد الله جاب الله الذي يعول هو الآخر على افتكاك اعتماد يرسم نشاطه السياسي، إلى قيادة قاطرة الأحزاب الإسلامية، التي أجمعت على أنها ستحوز على الجزء الأكبر من الوعاء الانتخابي في حال شارك الناخبون في الاستحقاقات الوشيكة باعتبارهم يقدمون البديل عن الأحزاب الحالية التي لم تكتف بالفشل، وإنما تسببت برأيهم في فقدان الثقة في الأداء الانتخابي. ولعل ما يؤكد هذا الطرح الدعوة التي وجهها مناصرة بمناسبة المؤتمر التأسيسي إلى الإسلاميين من أجل التوحد على البرامج وليس على المراكز، تعبيرا عن موقفه من الدعوة إلى إقامة تحالف يجمع أحزاب التيار بعينه تحت لواء واحد المؤيد للفكرة والرافض أن تكون مجرد حدث إعلامي أكثر منه سياسي ويكون مصيرها في نهاية المطاف نفس مصير »التحالف الرئاسي« حسبما أكده مناصرة في آخر ندوة صحفية له.