دعا عبد المجيد مناصرة أمس التيار الإسلامي إلى استغلال كافة الإمكانيات للتوحد على أساس البرامج وليس المناصب، وقال بأن الرسالة والأهداف واحدة ويجب النظر إلى المستقبل، ولمح من جهته الهاشمي سحنوني أحد قياديي الفيس المحل عن توجيه نداء لقاعدة الجبهة الإسلامية المحظورة قريبا بغرض تأييد هذه التشكيلة في التشريعيات القادمة. وأكد مناصرة بأن جبهة التغيير التي يعد أحد قيادييها تقوم على مبدأ التغيير، وبأنها إضافة إيجابية وليست مجرد زيادة في عدد الأحزاب، وقد امتزجت مشاعر الفرحة بالدموع التي ألزمت المتحدث على التوقف لبضع ثوان عن إلقاء كلمته أمام أزيد من 7000 مندوب ومشارك حضروا بالقاعة البيضوية التي احتضنت المؤتمر التأسيسي لجبهة التغيير، حينما قال بأنه عاد بعد أربع سنوات إلى القاعة ذاتها لإعادة البناء، في تلميح إلى مؤتمر حركة حمس المنعقد سنة 2008 بالقاعة البيضاوية والذي انشق على إثره مؤسسو جبهة التغيير، وقال مناصرة: "لقد جئنا لطي صفحة شاحبة ومحو كابوس مفزع"، موضحا بأن شعاره التغيير، لأن الجزائر في نظره بحاجة إلى تغيير، وإلى حرية الفكر والتعبير والإعلام والعمل السياسي والاجتماعي، مصرا على أن الحرية يجب أن تكون لجميع الجزائريين وليس للبعض فقط . وعرض مناصرة المحاور الأساسية لبرنامج حزبه القائم على الحكم الراشد وتأسيس جمهورية ثانية بعد 50 عاما من الاستقلال، وإلى دستور جديد توافقي وإصلاحي يضمن التوازن بين المجتمع والدولة، وإصلاح الواقع الديني لينسجم مع الفهم الصحيح للإسلام واستقلال العدالة وترقية حقوق الإسلام، وتبنى المتحدث الذي دخل القاعة تحت هتافات وتصفيقات الحضور بما أوحى أنه الرئيس الرسمي لجبهة التغيير قبل أن يفصل المؤتمر في ذلك، خطابا وسطيا يقوم على التسامح، وظهر ذلك في تثمينه لجهود الأمن والجيش في مكافحة الإرهاب، مؤيدا ميثاق المصالحة، مذكرا بالجهود التي بذلت لإيقاف العمل المسلح بالتنسيق مع قياديين في الفيس من بينهم الهاشمي سحنوني، رافضا ممارسة أي تمييز في حق الذين وضعوا السلاح، ودعا لتمكينهم من كل حقوقهم. وتميز المؤتمر بحضور ضيوف أجانب من بينهم فتحي أرسلان الأمين العام لجماعة العدل والإحسان المغربي، وأسماء معروفة في التيار السلفي يتقدمهم عز الدين بوغانم، كما حضر القيادي في الفيس المحل الهاشمي سحنوني الذي قال بأنه يزكي كل مشروع إسلامي، وبأنه سيوجه نداء لقاعدة الفيس للتصويت لصالح تيار سياسي محدد، ولوحظ غياب زعماء الأحزاب السياسية الأخرى باستثناء الأمين العام لحركة النهضة فاتح ربيعي، وجمال بن عبد السلام رئيس جبهة الجزائرالجديدة قيد التأسيس، واكتفى التحالف بإرسال ممثلين عنه، كما حضرت عائلتا المرحوم الشيخ محفوظ نحناح والشيخ بوسليماني. وتعمد رئيس لجنة تحضير المؤتمر أحمد الدان توجيه انتقادات لاذعة لعبد العزيز بلخادم، على خلفية اعتراضه على تسمية جبهة التغيير الوطني بحجة تشابهها مع جبهة التحرير الوطني، قائلا: "من ضاقت بهم الحروف ستضيق بهم الجزائر، والذي خاصمنا من أجل حرف لا ننتظر منه أن يفسح لنا المجال في المجالس والمقاعد"، معلنا بأن جبهة التغيير التي غيرت تسميتها عدة مرات وقعت تحت سطوة التعسف القانوني، وقال بأن الجبهة تعتمد على التمويل الذاتي المستقل ولا تتلقى المساعدات من أي جهة، وقد لقيت كلمته تجاوبا كبيرا من الحاضرين.