تنطلق اليوم بالجزائر الدورة ال20 لمؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي تحت عنوان «الآثار والسياحة الثقافية»، بمشاركة 16 دولة عربية، بهدف تبادل السياسات المتعلقة بهذا القطاع والتنسيق فيما بينها وتعزيز العمل العربي المشترك في مجال الآثار والتراث الحضاري وبناء القدرات العربية لصونه. وقد أكد مدير التراث بوزارة الثقافة الجزائرية، على هامش الندوة الصحفية التي عقدت أمس بفندق الهيلتون حول مؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي، الذي تنظمه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الأليكسو بالتنسيق مع وزارة الثقافة، على الدور الذي يلعبه هذا المؤتمر مند تأسيسه في 1947، والذي كان من المفترض انعقاده هذا العام بليبيا، ونظرا للظروف التي يعيشها هذا البلد احتضنته الجزائر، حيث حاولت الأليكسو التطرق إلى كل المواضيع المهمة التي من شأنها نشر الوعي وحماية والترويج للتراث العربي الغني داخل العالم العربي وخارجه. وقد بين ذات المتحدث أن هذا المؤتمر علمي وتقني، يخرج فيه المشاركون والخبراء من مختلف الدول المشاركة بتوصيات تتحول إلى القرارات لتنفيذها على ارض الواقع، خاصة وان هناك العديد من الأحداث التي يجب الأخذ بها بعين الاعتبار، حسبه، على رأسها انضمام فلسطين كدولة لليونسكو، الشيء الذي يستدعي من أهل التراث التعريف ونفض الغبار عن التراث والآثار الفلسطينية. وقد انفردت الدورة ال20 من المؤتمر بخروجها عن الطريقة والمنهجية التي كانت معتمدة في الدورات السابقة، حيث بني برنامجها على محورين رئيسين، إضافة إلى ورشات تسمح في اختتام الفعالية بالخروج بتوصيات وقرارات مهمة من شأنها الترويج والتعريف بالتراث العربي الزاخر. وتأسفت من جهتها حياة قطات ممثلة الأليكسو من تونس عن عدم تمكن ليبيا من احتضان هذه الدورة بسبب الأحداث والتحولات التي تعيشها، مثمنة النتائج التي خرجت بها الدورات السابقة، حيث كانت الدورة ال 19 بالمملكة العربية السعودية، مؤكدة أن المنظمة أرادت أن تكون هذه الدورة قريبة أكثر من مشاغل المهنيين. وقد تطرقت ذات المسؤولة في كلمتها إلى مشروع جدول الأعمال اليومي للمؤتمر، الذي يضم محاور رئيسة مبينة على عنوان المؤتمر، إضافة إلى ورشات وجلسات، مؤكدة في هذا الصدد إلى ضرورة «تسويق» المنتوج الثقافي العربي الذي يكون من خلال النهوض بالسياحة الثقافية في بلدانها، مضيفة أن العالم العربي له رصيد ثري من الآثار والتراث بشقيه المادي واللامادي. والجديد في هذه الدورة، كما قالت ذات المتحدثة هو القيام بزيارات افتراضية للمدن الأثرية والتاريخية في العالم العربي، والذي استخدمت فيه تقنيات متطورة، تجعل المستعمل للواب يحس وكأنه يتجول فعلا في هذه المناطق وفي مدنها القديمة وأسواقها أيضا التي تحتوي منتوجات تراثية وأثرية في طريق الاندثار. كما أطلقت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الأليكسو في هذه الدورة من المؤتمر جائزة «الأليكسو للتراث» والتي تهدف إلى تشجيع الشباب، المهنيين وكل المهتمين بالتراث والآثار، وهي الأولى من نوعها، حيث تقدر قيمتها ب50 ألف دولار.