تصوير:حفيظ بوفدش بدا خليفة المنجي بوسنينة على أتم الاستعداد وهو يقدم الرؤية الجديدة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في ظل رهانات وصفها ب "الصعبة" وتسعى إلى تنميط الثقافة العربية والمغاربية. محمد العزيز بن عاشور، المدير العام للأليكسو، أشاد أيضا، في حوار مع "الشروق"، بجهود الجزائر وثمن احتضانها للثقافة العربية منذ سنتين والإفريقية هذه الأيام. * *أعلنتم عن رؤية جديدة في تسيير منظمة الأليكسو التي أصبحتم على رأسها خلفا لمواطنكم المنجي بوسنينة.. هل يعني هذا تسجيلكم لبعض التحفظات على العهدة السابقة؟ * -الأليكسو منظمة تحتاج ككل المنظمات إلى التجديد، خاصة وأننا نعيش عصر تحديات العولمة. هذه الأخيرة تسعى إلى مواجهة خطر التنميط الثقافي لأن مجتمعاتنا بحاجة إلى توضيح صورة المرجعيات الثقافية ومن ثمة المعرفة الصحيحة لتاريخنا. وأنا انتخبت بالإجماع وهذا أمر عادي لأن التداول على المسؤوليات إيجابي، ومؤتمر المنظمة هو خطوة مهمة لأنه يضمن المواكبة والنظام. * * * أين وصل مشروع المنظمة الذي طالما نادت به والمتمثل في تعريب التعليم العالي؟ * -المنظمة تفتخر بكونها حصن اليقظة واهتمامها بمشروع التعريب أمر بديهي. وهذا المشروع مهم لوزارتي التربية والتعليم العالي على حد سواء. فقد بات من المهم اليوم تواجد اللغة العربية في المجالات العلمية والمخابر ولا نقصد بذلك الانغلاق على أنفسنا وإنما ضرورة إتقان أكثر من لغة مع المحافظة على العربية وإتقانها والتمكن من أبجدياتها لأنها اللغة الأم. ونحن بصدد تنفيذ برنامج إدخال اللغة العربية عالم المعرفة. * * * إذا زحف لغة موليير على حساب اللغة العربية لا يخيفكم؟ وتبدون جد متفائلين بمستقبل لغة الضاد في المغرب العربي؟ * - فعلا نحن متفائلين وراضين على مستوى انتشار اللغة العربية في دول المغرب العربي لأننا نسجل تراجعا في نسبة الأمية وارتفاعا كبيرا في عدد المدارس ونسبة التعليم وحتى وسائل الإعلام المكتوبة أو الناطقة بالعربية. نلاحظ ثورة إعلامية تكرس لجهودنا في هذا الشأن. ولكن كما سبق وأن أشرت إتقان لغة موليير أو أي لغة أخرى مهم لتحقيق معادلة الانفتاح والإنصات للآخر لتحقيق التوازن الثقافي. * * * أعلن منذ أيام من الجزائر عن ميلاد الذخيرة العربية تحت مظلة الجامعة العربية عوضا عن مظلة الأليكسو هل من تفسير؟ * - بالمناسبة نهنئ الجزائر والدول العربية جميعا على هذا المشروع وأؤكد أن الأليكسو كانت حاضرة بقوة. أما وأن المشروع كان تحت مظلة بيت العرب أي الجامعة العربية فهذا أمر عادي وهو اختيار لتحقيق الغاية المنشودة. بالنسبة لنا نسعى في إطار الوصول إلى التوزيع العادل للنشاطات إلى تنظيم كل مبادراتنا في دولة المقر أي تونس. * * * سمعنا عن لقاء مطول جمعكم بوزير التربية بن بوزيد، ماهي أهم محاور النقاش؟ وهل من جديد فيما يخص إصلاحات المنظومة التربوية العربية؟ * - فعلا جمعني لقاء مع وزير التربية بن بوزيد وسعى كل منا إلى توضيح معالم الرؤية الجديدة للتعليم في ظل التحديات المعاصرة التي تفرض تمسكا أكبر باللغة العربية وأعربت له بالمناسبة عن سعادتي بجملة الإصلاحات والاختيارات الإستراتيجية التي وضعها لمجابهة الأخطار المعرفية والثقافية أيضا. فقد اتهمنا كثيرا بانفتاحنا على الغرب، وهنا أغتنم الفرصة لأرد على من يرفض الحوار في هذا الشأن، ويلقي بالمسؤولية على دعاة الانفتاح من المسؤولين أن مصطلح الانفتاح ليس شعارا أجوفا وإنما هو الخيار الوحيد الذي يمكن العرب من السير قدما والأمثلة كثيرة فيما يخص تلك الدول التي فضلت الانكماش ولم تحصد غير التخلف. * * * كيف هي العلاقة مع منظمتي الإسيسكو واليونسكو؟ وهل من تنسيق للجهود، خاصة وأن أهدافا مشتركة تجمعكم؟ * - تحتفل تونس بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية وفي هذه التظاهرة شاركت الأليكسو في عديد الورشات والملتقيات التي نظمتها منظمة الإسيسكو أي هناك جهود مبذولة وتنسيق كبير مع مديرها طويجري. أما اليونسكو فالعلاقات متينة ولازلنا عند وعد المساندة الكاملة لترشح وزير الثقافة المصري فاروق حسني لمنصب اليونسكو. * * * على ذكر فاروق حسني، أين هو التراث الفلسطيني من خريطة طريقكم في إطار سياسة حماية التراث وفي ظل تهديدات إسرائيل وأمريكا للموروث الحضاري "القدس"؟ * - التراث سيحظى بمنزلة جد خاصة وسنذود من أجل حماية هوية التراث الفلسطيني والتصدي لأي محاولة إسرائيلية وأمريكية لتهويده. * * * لماذا عجزت الأليكسو على مر السنوات عن خلق تواصل متين مع الإعلام العربي وظلت تنشط في الظلام -إن صح التعبير-؟ * -للأسف، النقص الكبير الذي تعاني منه المنظمة منذ نشأتها هو العجز على إبراز نشاطاتها لدى الرأي العام ووسائل الإعلام، فرغم الجهود إلا أن دور الألكسو لا يزال غامضا. وسعيا لتغيير هذا الواقع فقد بادرت المنظمة إلى ضبط كراس شروط سيعرض على مكاتب دراسات متخصصة لإعداد خطة إعلامية متطورة للمنظمة، إضافة إلى تنظيم تظاهرات دولية دورية فكرية وثقافية وتربوية تكون ثابتة لتصبح مواعيد هامة في الأجندة الثقافية العالمية.