أمضت أمس الجزائر والاتحاد الأوروبي على اتفاق في مجال البحث العلمي والتكنولوجي سيسمح للجزائر بالاستفادة من التجارب والخبرات الأوروبية واستغلالها في تطوير مختلف المجالات والتكيف مع التحولات العالمية في مجال العلوم التكنولوجية في انتظار الإمضاء على اتفاقات أخرى تخص التعاون الطاقوي والمالي. أكد وزير الخارجية مراد مدلسي عن دعم ومساندة الاتحاد الأوربي للإصلاحات التي باشرتها الجزائر، موضحا بان زيارة ستيفان فلو المحافظ الأوروبي لتوسيع سياسة الجوار قد أزالت كل أنواع الغموض عن محتوى القوانين وخاصة تلك المتعلقة بالجمعيات. وكان اللقاء الذي جمع المبعوث الأوروبي مع فعاليات المجتمع المدني مثمرا خاصة بعد أن اطلع على مرونة القانون الجديد وحرصه الشديد على ضرورة الالتزام بالقانون بعيدا عن الضغوطات والتضييق. وأضاف مدلسي في الندوة الصحفية التي عقدها مع المحافظ الأوروبي لتوسيع سياسة الجوار أن المباحثات أفضت إلى ارتياح الطرفين حول الخطوات التي قطعتها الجزائر للاندماج في سياسة الجوار الأوروبي، وهذا بعد شهرين من الانطلاقة الفعلية لهذه العملية وصرح مدلسي ».. يمكن أن نقول أننا تقدما جيدا«. وعاود رئيس الدبلوماسية الجزائرية تجديد قلق الجزائر من اختلال العلاقات الاقتصادية في إطار اتفاق الشراكة وتقصير أوروبا في تصدير الاستثمار المنتج وهو الأمر الذي لم ينكره المبعوث الأوروبي ووعد بتداركه مستقبلا من خلال استغلال ما توفره الجزائر من إمكانيات وتحفيزات.
وفي سياق متصل كشف مدلسي من الجانب الجزائري بمقر وزارة الخارجية عن قرب الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي حول التفكيك الجمركي والاتفاق الطاقوي. من جهته نوه ستيفان فلو الذي يزور الجزائر لثالث مرة التقدم الكبير الذي حققته الجزائر في مجال الإصلاحات التي تستجيب لتطلعات الشعب مجددا حرص الاتحاد الأوروبي على مساعدة ودعمها في هذا المجال بما يخدم المصالح المشتركة ورغبة الجزائريين في التطور وتوسيع التنمية المستدامة وترقية ممارسة الحريات. وأشار ستيفان فلو إلى مباشرة برنامج عمل مع الجزائر في إطار تفعيل سياسة الجوار مع الأخذ بعين الاعتبار الطابع الجهوي لسياسة الاتحاد الأوروبي التي تعتبرا إستراتيجية مع جميع دول المنطقة لبناء تعاون مع بلدان جنوب المتوسط. ونقل نفس المصدر ثقة الاتحاد الأوروبي في الإصلاحات التي تشهدها الجزائر وقال أنه هنا لتأكيد إمضاء اتفاق ودي يقضي بإرسال مراقبين للانتخابات التشريعية التي ستجرى في العاشر ماي المقبل. وختم فلو حديثه بمواصلة الاتحاد الأوربي سياسة الدعم لدول الجوار رغم الأزمة الاقتصادية موضحا بأنه تم تخصيص 1 مليار أورو السنة المنصرمة لعديد دول جنوب المتوسط. الجزائر تصر على اتحاد متوازن متكامل في القمة المغاربية بتونس
رد وزير الخارجية مراد مدلسي على تصريحات الوزير الأول المغربي الذي تحدث عن عدم صدور أية إشارة من الجانب الجزائري حول القمة المغاربية التي ستنعقد في السداسي الثاني من السنة الجارية بتونس. وقال مدلسي »إن بناء الاتحاد المغاربي يحتاج إلى إشارات وليس إشارة واحدة، والاشارت واضحة وقابلة للتدقيق«، وأضاف »لقد قررنا في اجتماع الرباط وانطلاقا من توجيهات رؤساء الدول فقد تم الاتفاق على التحضير لقمة وزراء الخارجية الثاني الذي سيكون قبل القمة.« وأشار وزير الدبلوماسية أمس في ندوة صحفية عقدها بمقر وزارة الخارجية أن »كل دولة ستعمل على مستواها للتعرف على طموحات وأهداف كل دولة في لقاء وزراء الخارجية، وبالتالي فالاجتماع الثاني سيكون أوضح ومنه سنقدم جدول الأعمال لأشغال القمة«. ووجه مدلسي رسالة واضحة حول موقف الجزائر من الاتحاد المغاربي مؤكدا »إن الطموح ليس نظريا ومبني على تجربتنا وخبرتنا وارداتنا السياسية وهذا من أجل قفزة نوعية ومتدرجة حتى يشارك كل واحد منا ويستفيد«. وتعتبر هذه رسالة واضحة لكل من يحاول بناء الاتحاد المغاربي لتحقيق مصالحه الشخصية لأن زمن العواطف قد ولى والبراغماتية ستكون محور الاجتماعات لتحقيق علاقات متوازنة ومتكاملة. وأكد ستيفان فلو محافظ الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار عن دعم الاتحاد الأوروبي للتقارب المغاربي وإعادة بعث الاتحاد المغاربي بما يخدم تنمية شمال افريقيا.