وصف المفوض الأوروبي المكلف بالتوسيع وسياسة الجوار الأوروبية ستيفان فول، أمس، الجزائر بالشريك الجد الهام بالنسبة للاتحاد الأوروبي والإفريقي، قائلا أن زيارته جاءت لإعادة النظر معا في مستقبل العلاقات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي. وقال المسؤول الأوروبي الذي استقبل من طرف وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي عند وصوله إلى الجزائر في زيارة تدوم يومين إلى أن الجزائر تعد شريكا جد هام بالنسبة للاتحاد الأوروبي سواء في مجال الطاقة أو في مجالات أخرى. من جهة أخرى، أكد فول أن الجزائر تلعب دورا جوهريا ليس فقط على مستوى إفريقيا وإنما في المنطقة المغاربية أيضا، قائلا إن زيارته إلى الجزائر جاءت بالنظر إلى التطورات التي عرفها البلد على هذا المستوى، للتحادث سويا بشان كل هذه المسائل وتعزيز علاقات الجوار الوطيدة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر. كما أشار إلى أنه أجرى محادثات جد مثمرة مع مدلسي، مضيفا انه التزام بالقدوم إلى الجزائر فور بداية عهدته الجديدة كمفوض لإعادة النظر معا في مستقبل العلاقات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، وسيوقع الطرفان على مذكرة تفاهم حول البرنامج المالي 2011-2013 بقيمة 172 مليون أورو يغطي 6 مشاريع تعاون تخص التنمية المستدامة والثقافة والنمو الاقتصادي والشغل، كما سيتحادث فول مع مسؤولين سياسيين سامين بحيث سيتم التطرق خلال هذه المحادثات إلى واقع وآفاق التعاون بين الجزائر والاتحاد الأوروبي. وكان قد أشار الاتحاد الأوروبي في بيان له، إلى أن ستيفن فوول سيقود وفدا هاما من مديرية العلاقات الخارجية في الهيئة الأوروبية، ورتب للقاء عدد من المسؤولين الجزائريين قبل التوقيع على برنامج توجيهي لسنتي 2011 و2013، ويتضمن دعما ملموسا لعدد من المشاريع المشتركة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في مجال تمويل البرامج ذات الأولوية الوطنية في الجزائر، حيث ينتظر أن توقع اتفاقية لدعم قطاع التعليم العالي مع وزيري الخارجية مراد مدلسي ووزير التعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية. وتأتي زيارة محافظ السياسة الأوروبية للجوار قبل أسبوع عن انعقاد اجتماع مجلس الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي يوم 15 جوان المقبل، الموعد الذي يراهن عليه الطرف الأوروبي من أجل تعزيز مسار الشراكة بين الطرفين، وسيقود المفوض الأوروبي المسؤول عن التوسع والسياسة الأوروبية للجوار ستيفان فول، محادثات مع مسؤولين جزائريين لتجاوز الخلافات وطرح فكرة الانضمام لسياسة الجوار الأوروبية مجددا، كما ستكون هذه الزيارة والتي تأتي عشية الدورة ال 5 لمجلس الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي المقررة يوم 15 جويلية المقبل بلوكسمبورغ، فرصة للتحضير أحسن لهذا الموعد الهام وتعزيز علاقات التعاون والحوار. وإن كان موضوع الزيارة يخص التوقيع على الاتفاقيات المذكورة إلا أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي يراهنون على الزيارة من أجل إعادة إثارة ملف سياسة الجوار مع الجزائر في وقت تؤكد الهيئة الأوروبية أن الجزائر ما تزال غير مقتنعة بالسياسة الأوروبية للجوار، وتتفاوض حاليا من موقع قوة مع الاتحاد الأوروبي، باعتبارها دولة مصدرة للنفط.