في ظلّ وضع يتّسم بتعثّر مفاوضات الانضمام إلى منظّمة التجارة العالمية، انطلقت أمس أشغال مجلس الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي التي تدوم يومين باللكسمبورغ، في دورته السادسة تحت رئاسة وزير الشؤون الخارجية السيّد مراد مدلسي ونظيره المجري السيّد جانوس مارتوني الذي يضمن بلده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، حسب ما علم لدى وزارة الشؤون الخارجية· وينظر متتبّعون بعين التفاؤل إلى الشراكة الجزائرية الأوروبية، ويرون فيها أفضل بديل للانضمام إلى منظّمة التجارة العالمية ويعتبرون أن تكثيف المبادلات التجارية والاستثمارات مع بلدان الاتحاد الأوروبي هو أفضل (علاج) لتعثّر المفاوضات مع أكبر هيئة تجارية دولية· وأشار النّاطق باسم وزارة الشؤون الخارجية السيّد بلاني عمّار إلى أنه سيشارك في هذا الموعد على أعلى هيئة للحوار السياسي بين الجزائر والاتحاد الأوروبي المفوّض الأوروبي لشؤون التوسيع وسياسة الجوار السيّد ستيفان فول· وسيتمّ خلال الاجتماع إنشاء لجنة فرعية ل (الحوار السياسي والأمن وحقوق الإنسان) كإطار هيكلي للتشاور الذي يأتي لتكملة البنية المؤسساتية لمتابعة تطبيق اتّفاق الشراكة· كما سيتطرّق مجلس الشراكة إلى تكثيف وتنويع العلاقات الثنائية منذ دخول اتّفاق الشراكة حيّز التنفيذ في الفاتح سبتمبر 2005، وسيتمّ تحقيق هذا الهدف من خلال عقد بشكل منتظم لاجتماعات أجهزة متابعة تطبيق اتّفاق الشراكة والتوجيه العملي الذي قدّم لهم والتعاون المالي الذي ما فتئ يتحسّن بفضل المصادقة على مقاربة دعم الميزانية واستكمال اتّفاق التعاون العلمي والتكنولوجي والإبتكار الذي من المرتقب التوقيع عليه في سبتمبر القادم والشروع في المناقشات بغية إبرام مذكّرة التفاهم حول الشراكة الاستراتيجية في المجال الطاقوي· وعلى الصعيد الإقليمي ستسمح هذه الدورة للطرفين بإجراء تبادل لوجهات النّظر حول التغييرات الجارية في المنطقة، لا سيّما الوضع في ليبيا، وستكون أيضا فرصة للتطرّق إلى سياسة الجوار الأوروبية· وأضاف السيّد بلاني أن السيّد مدلسي سيغتنم هذه الفرصة لإطلاع المسؤولين الأوروبيين على برنامج الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي بادر بها رئيس الجمهورية· وفي ختام الأشغال سينشّط السيّد مدلسي لقاء صحفيا مشتركا مع نظيره المجري، كما سيجري سلسلة من الاتّصالات مع البرلمانيين الأوروبيين والبلجيكيين· وقال السيّد بلاني إن هذه الدورة ستسمح للطرفين بتقييم مشترك للتعاون الثنائي وآفاقه، لا سيّما فيما يخصّ تنفيذ اتّفاق الشراكة· وستكون سانحة للاطّلاع المشترك على آخر المستجدّات في الجزائر وعلى مستوى الاتحاد الأوروبي والمنطقة، وستسمح أيضا بتقييم مسار المشاورات التي تمّت مباشرتها منذ أكتوبر 2010 بشأن الجانبين الصناعي والفلاحي، وكذا تحسيس الشريك الأوروبي حول المسعى الجزائري الرّامي إلى ترقية تنويع اقتصادها وتنفيذ منسجم ومتوازن لمختلف أبواب التعاون الواردة في الاتّفاق· وتنعقد الدورة السادسة غداة الجولة الخامسة للمشاورات حول مراجعة التفكيك الجمركي المنعقدة في بروكسيل يومي 15 و16 جوان 2011·