شدد المجاهد أحمد محساس، أمس، على ضرورة وضع الثقة في الشباب، وتمكين المختصين في التاريخ، من مناصب عليا بالجامعات لتدريس تاريخ الثورة التحريرية، وكتابته وفق قواعد علمية. وقال محساس، في تصريح ل«الشعب» على هامش ندوة تاريخية حول الذكرى ال50 لعيد النصر، نظمها مركز «الشعب» للدراسات الإستراتيجية، وحضرها باحثون وأساتذة جامعيين، إننا نملك الإمكانيات البشرية التي بإمكانها أن تكتب تاريخ الثورة، فلدينا «شباب ناشط ومتعلم يجب تدعيمه لتدريس التاريخ على مستوى الجامعات والمؤسسات التربوية»، معيبا جلب أساتذة من الخارج لتدريس تاريخ ثورتنا. وبخصوص الدعوة إلى إنشاء مجلس أعلى للذاكرة، أو مدرسة تهتم بكتابة التاريخ، شاطر محساس الداعين إلى إيجاد هذا الهيكل، داعيا إلى إشراك الإطارات الشابة في تسييره «ليكون لنا في فترة قصيرة تاريخ كما الدول الأخرى». وأكد محساس، على ضرورة توحيد الجهود، لكتابة تاريخ الثورة، وعدم الاكتفاء بشرحه أو الحديث عنه وقت المناسبات لأنه «ليس حكايات» تقال، أو تروى، مطالبا بإيلاء الاهتمام أكثر بهذا الجانب، لأن «التاريخ يستطيع أن ينفع البلاد كالدواء، ويضرها كالمرض». وفي هذا السياق، أشار إلى محاولات اختطاف تاريخ الشعب الجزائري من طرف الدولة المستعمرة، التي تستعمل كل وسيلة لتحطيمه وتحطيم الهيئة الجزائرية. وفي رده على سؤال يتعلق بالأشياء التي تحققت بعد الاستقلال، أشار ذات المتحدث إلى وجود أمور تتعلق بالتاريخ لم تحل بعد الاستقلال، لكنه رفض مشاطرة الذين يقولون أنه لم يتم إنجاز أي شيء، «حيث يوجد الكثير من الشهداء والمناضلين الذين فقدناهم في سبيل تحرير الشعب والوطن». وحذر محساس، من محاولات بعض الأحزاب السياسية الرامية إلى اصطياد شبابنا وتلقينه أفكار خاطئة لا تمت بصلة لتاريخنا، في وقت تقف عاجزة عن منحه حلول جدية للبلاد. وبخصوص إمكانية استرجاع أرشيف الثورة المتواجد لدى فرنسا، أوضح محساس أن الأرشيف هو أمر سري وبمثابة سلاح، لهذا نجد البلدان المتقدمة تسلح نفسها جيدا في كل الميادين للحفاظ على الأرشيف الذي يستخدم كوسيلة للعمل الثقافي أو القيام بالضغط به.