أبدى المناضل أحمد محساس تحفظه على مؤتمر الصومام، معلنا رفضه الشديد لاتفاقية الصداقة بين الجزائرفرنسا، قائلا "كيف يمكن أن نفكر في الصداقة مع فرنسا بعد كل الجرائم التي ارتكبتها في الجزائر؟"، وأضاف "إ ننا إذا قبلنا هذه الصداقة فمعنى ذلك أننا نقول إن الشهداء كانوا مخطئين أو أغبياء".. لكنه في المقابل لم يطالب فرنسا بالاعتذار عن تلك الجرائم التي تحدث عنها رغم الأسئلة الكثيرة التي ألحت عليه في ذلك قائلا "إننا لا نريد شيئا من فرنسا بعد التخلف الذي تركتنا فيه غداة رحيلها من الجزائر". سعيد جاب الخير وصرح محساس لبرنامج "في الواجهة" الذي تبثه القناة الإذاعية الأولى على الهواء، أن كل ما فعلناه إلى اليوم في موضوع كتابة تاريخ الثورة التحريرية لا يعدو أن يكون محاولات فردية تنقصها الموضوعية العلمية، أما الكتابة الرسمية للتاريخ، يضيف محساس، فلا بد أن تكون ملتزمة وموضوعية. وقال محساس إن المدرسة الفرنسية في كتابة التاريخ تخدم الأهداف الكولونيالية من خلال ممارسة الدعاية المغرضة ضد كل ما هو إيجابي في تاريخنا وثورتنا. وفي هذا الإطار، دعا محساس إلى تأسيس "مدارسنا الخاصة لقراءة وكتابة تاريخ الحركة الوطنية والثورة التحريرية". وفي معرض الحديث عن مخلفات الإستعمار وقضية التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية التي مايزال الجزائريون يعانون مضاعفاتها إلى اليوم، قال محساس إنه لا بد للدبلوماسية الجزائرية من تحريك عديد القضايا المتعلقة بمخلفات الاستعمار، ومن ذلك موضوع التجارب النووية، مشيرا إلى أن السياسة الجزائرية ماتزال تتعامل بتسامح مخل مع ملفات خطيرة من هذا النوع، خاصة وأنه توجد اليوم جمعيات فرنسية تطالب بتعويض الجنود الفرنسيين الذين تعرضوا للإشعاع النووي في الجزائر على عهد الاحتلال. واعتبر محساس ضمنيا أن قانون 23 فيفري يعتبر إهانه للشعب الجزائري الذي عانى ويلات الاستعمار وجرائمه، مبديا اعتراضه الشديد على توظيف (معركة الجزائر) كدرس في موضوع محاربة الإرهاب في الجيش الأمريكي، وعلى إطلاق مصطلح (إرهابيين) للذين التحقوا بالجبال في التسعينيات، مؤكدا أن ذلك يعطي المبرر لكل من يريد إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام في المعركة الدائرة اليوم ضد الإرهاب في العالم. وقال محساس إنه مايزال لديه الكثير مما يريد قوله عن الثورة، لكنه لا يمكنه لاعتبارات تتعلق بالدولة، رافضا الحديث عن أكثر من موضوع مثل قضية رد الاعتبار للحركى التي ثارت مؤخرا في فرنسا، والقضية التي يدعو لها البعض عندنا والمتعلقة بقلب الصفحة نهائيا مع فرنسا، وقضية المجاهدين الذين رفضوا نتائج مؤتمر الصومام وانضموا بعده إلى صفوف الحركى ومطالبتهم اليوم برد الاعتبار، وقضية إعادة النظر في مفهوم مصطلح (الإستعمار) في الطبعة الأخيرة لقاموس (روبير) الفرنسي، حيث منح هذا المصطلح مضمونا حضاريا في جانب النظر إلى مهمة الإستعمار في البلاد المستعمرة..