السباحة الجزائرية عادت بقوة بفضل مجهودات المسؤولين بالنظر لأهمية التحضيرات بالنسبة للرياضيين من أجل الحفاظ على لياقتهم البدنية خلال فترة الحجر المنزلي على خلفية تفشي وباء كورونا الخطير، اختلفت الأراء حول هذا الجانب بالنسبة للمختصين، حيث أكد مدرب المنتخب الوطني للسباحة مولود بوشندوقة، في حوار خاص لجريدة «الشعب»، أن عناصره يواصلون العمل بشكل عادي، لأنه من غير المعقول التوقف التام عن التدريبات، خاصة بالنسبة للمعنيين بالمشاركة في المواعيد القارية والألعاب الأولمبية حتى يتمكنوا من استعادة مستواهم الحقيقي بسرعة عندما تعود الأمور لطبيعتها. «الشعب»: ما هي الاستراتيجية التي تتبعونها مع السباحين خلال فترة الحجر المنزلي؟ «مولود بوشندوقة»: بما أننا لا نعرف متى سينتهي الحجر المنزلي الإلزامي الذي أقرته الدولة الجزائرية بهدف تطويق انتشار فيروس كورونا للقضاء عليه نهائيا قمنا بتسطير برنامج خاص يدوم لثلاثة اشهر كاملة، يتلاءم مع الوضع الراهن بعدما تم غلق كل المنشآت الرياضية لحماية الرياضيين لأن صحتهم أولى من ممارسة الرياضة، وكل السباحين الجزائريين يتدربون بصفة عادية وفق برنامج مضبوط من خلال استعمال أجهزة ومعدات قمنا باقتنائها رفقة الأولياء خصيصا لهذا الظرف الحساس حتى يحافظوا على لياقتهم البدنية لكي يكونوا في أفضل مستوى لهم بعد العودة للحياة العادية بحول الله، لأنه من غير المعقول أن يكون ابتعاد تام عن أجواء العمل بالنظر للانعكاسات السلبية التي ستنجم فيما بعد. كيف تتابعون تدريبات السباحين لضمان تطبيق البرنامج؟ سطرنا برنامجا متكاملا ومتوازنا من كل النواحي لمدة ساعة ونصف يوميا حتى نضمن نجاحه بنسبة كاملة من خلال الاعتماد على التمارين البدنية بصفة منتظمة ومتداولة حتى يكون العمل شامل لكل عضلات الجسم في أوقات مختلفة لتفادي التعرض للإصابة نتيجة الإرهاق أو التعب، يأتي ذلك وفقا للارشادات التي يمدنا بها المحضر البدني إضافة لطاقم طبي يعرف جيدا التعامل مع هذه الوضعيات والمتابعة تكون عن طريق استغلال التكنولوجيا من خلال مشاهدة مقاطع فيديو عن كل عنصر، وتكون التمارين عن طريق المطاط لانه يساعد كثيرا على العمل البدني ولا يوجد فرق كبير على ما هو معتاد في المسبح من خلال تنويع الحركات بصفة دورية هذه الطريقة يتجنب السباحين فقدان مستواهم، وبعد العودة للتدريبات العادية شهرين فقط تكون كافية لكي نتدارك بسرعة خاصة بالنسبة للرياضيين التي تنتظره مواعيد على الصعيد القاري واولمبي على غرار كل من سحنون، عرجون، سيود. كيف تعاملتم مع قرار توقيف كل النشاطات الرياضية؟ أحيي المسؤولين في الدولة الجزائرية ووزارة الشباب والرياضة على الإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها في وقت مبكر جدا من خلال توقيف كل النشاطات والتجمعات الرياضية لتجنيب الرياضيين من خطر الإصابة بفيروس كوفيد.19.. للإشارة فإن رئيس الاتحادية الجزائرية للسباحة كان قد قام بخطوة ثمينة لأنه أوقف المنافسة التي كانت مقررة في عنابة قبل صدور أي قرار رسمي.. بالرغم من أن الوضع كان مازال عاديا في تلك الفترة وهذا يحسب لبوغادو وهو مشكور، كما أننا رفضنا السماح لسباحي النخبة بالتدريب فرديا في مسبح أول ماي الذي وضع تحت تصرفنا وبالتالي فإن كل الإجراءات والقرارات كانت صائبة ودقيقة. ما هو تقييمك لمستوى السباحة الجزائرية في الفترة الأخيرة؟ السباحة الجزائرية عرفت عودة قوية خلال الفترة الحالية بعدما عاشت مرحلة فراغ كبيرة منذ سنة 2008 بعد اعتزال ايلاس وبالرغم من بروز سحنون الا ان هذا الاخير لم يستغل امكانياته كما يجب حيث كان لدينا عنصر واحد فقط، لكن حاليا الحمد لله لدينا مجموعة كبيرة من الأسماء الشابة الصاعدة لدى الصنفين بالنظر للتحفيزات والمتابعة التي نسجلها على مستوى الأندية وخير دليل النتائج التي أصبحنا نحصدها خلال المواعيد القارية سواء في الألعاب الأفريقية آخرها بالمغرب الصيف الماضي أو في البطولة الأفريقية مثلما كان عليه الحال في الجزائر سنة 2018 وهي المعيار الحقيقي للمقارنة بين الماضي واليوم، والفضل كله يعود للعمل الكبير الذي يقوم به رئيس الاتحادية بوغادو الذي ضخ دماء جديدة لأنه كان رياضي ويعرف جيدا الأمور التي يحتاجها السباح للوصول للمستوى العالي رفقة المكتب التنفيذي الذي يعمل في ظل للاستقرار ويتابع كل صغيرة وكبيرة عن قرب وبصفة دائمة، كما أننا أصبحنا نتلقى مستحقاتنا في أوقاتها وهناك منح خاصة للسباحين كل واحد حسب النتائج التي يقدمها وهذا ما سهل علينا المهمة مؤخرا لاقتناء العتاد للعمل في البيت. هل حددتم البرنامج الذي ستتبعونه ما بعد كورونا؟ أكيد سيكون برنامجا من نوع آخر بعد العودة للتدريبات العادية حيث سنحدد رزنامة تتعلق بالدرجة الأولى بالسباحين المعنيين بالبطولة الأفريقية التي ستكون في جنوب افريقيا، لانها محطة هامة للنخبة الوطنية لتحقيق الحد الأدنى لكسب تأشيرة التأهل للألعاب الأولمبية بطوكيو التي تم تأجيلها لسنة 2021، لهذا فإننا سنعمل بمعدل 6 حصص في الأسبوع مع إعطاء بعض الراحة للرياضيين لتفادي الإرهاق والتعب، حيث سنركز على الاسترجاع ونقلل من العمل البدني لأنهم اشتغلوا على هذا الجانب كثيرا في فترة الحجر حتى لا ينعكس على قدرة تحمل الجسم، لأننا على دراية أن المأمورية لن تكون سهلة خلال الموعد القاري بما أن كل الفرق ستحضر بأفضل العناصر من أجل بلوغ الأولمبياد على غرار كل من تونس، مصر، وكذا البلد المنظم، ونحن لدينا بعض الأسماء التي تتواجد في الصنف (ب) والأمر يتعلق بكل من عبد الله عرجون وجود سيود هذا الثنائي قادر على التتويج بالذهب للالتحاق بسحنون الذي ضمن التأهل منذ فترة طويلة. ماذا عن قرار تأجيل الأولمبياد بالنسبة للسباحين الجزائريين؟ تأجيل الألعاب الأولمبية بطوكيو إلى غاية سنة 2021 قرار قد لا يخدم الرياضيين الذين كانوا في أتم جاهزيتهم وكانوا قادرين على التألق وتحقيق نتائج إيجابية، وهو جيد بالنسبة للذين لم يحضروا جيدا ونحن يخدمنا التأجيل لكل الرياضات وليس السباحة فقط لأنها ستكون أمامنا فترة إضافية للعمل أكثر على تحسين المستوى لكي نتمكن من تحقيق نتائج مشرفة، وبالنسبة للسباحة نرغب في بلوغ أحد النهائيات بما انه كل شيء ممكن بالجدية والتركيز، خاصة بالنسبة لسحنون الذي استفاد من فرصة ثمينة للتدارك بعدما تراجع مستواه كثيرا في الفترة الأخيرة بدليل الأرقام التي تحصل عليها وعليه بالعمل أكثر حتى يكون في الموعد لأنه بكل صراحة قادر على تحقيق نتائج مشرفة لأنه يملك الإمكانيات التي تؤهله لذلك. ما هي الرسالة التي توجهها للجزائريين خلال فترة الحجر المنزلي؟ أوجه رسالة تقدير وعرفان لكل القطاعات التي عملت خلال فترة انتشار الوباء الخطير والقاتل خاصة الأطباء والممرضين، أسلاك الأمن، الحماية المدنية، عمال النظافة، الإعلام الذي كان حاضرا من خلال التوعية، واترحم على ارواح كل رحلوا عنا بسبب المرض، هم شهداء ويكون مثواهم الجنة، وأطالب كل الجزائريين بضرورة التحلي بروح المسؤولية والوعي وعدم الخروج من المنزل دون سبب حتى نتفادى انتشار الفيروس لأن الوقاية خير من العلاج.