توصف ولاية ميلة بأنها عاصمة المياه وذلك بفضل سد بني هارون العملاق الذي يعتبر أكبر وأضخم مشاريع الري بالولاية، بل في الجزائر ويعتبر من أكبر 7 سدود في إفريقيا، إذ تقدر طاقة استيعابه ب 960 مليون م3. يعد هذا السد مصدرا مهما لتزويد أكثر من 5 ملايين نسمة بالماء الشروب موزعة على 6 ولايات وهي ميلة، قسنطينة، جيجل، أم البواقي، باتنة وخنشلة وجزء من سطيف. وفي اتصال مع مدير ديوان الوالي، أكد لنا أن احتياطي السد بلغ سقفا قياسيا ب 1 مليار متر مكعب، كما تملك الولاية سدين آخرين وهما سد قروز ذو سعة 42 هكتمتر 3 وكذا سد أولاد القايم بسعة 33.6 هكتمتر3، إضافة إلى ما توفره الموارد الطبيعية عن طريق الآبار والتنقيبات والينابيع بحجم إجمالي يقدر ب 6 هكتمتر3. أما في ما يخص تزويد السكان بالمياه الشروب، فإن 15 مركزا تتزود من سد بني هارون، كما أن هناك دراسة جارية لتزويد بلدية سيدي خليفة من هذا الأخير، ومن جهة أخرى تم تسجيل عملية ضمن برنامج 2012 لدراسة تزويد 16 بلدية التي لم تكن مزودة بالمياه الشروب من السد، هذه البلديات تضاف إلى البلديات التي تستفيد منه في الوقت الحاضر، وبعد الانتهاء من الدراسة وانجاز القنوات الصالحة للشرب لهذه البلديات محل الدراسة، ستغطى حاجيات جميع بلديات الولاية والبالغ عددها 32 مع تجمعاتها السكانية الكبرى وبعض مداشرها وهذا في غضون سنة 2012، والعمل جار من أجل إعادة تهيئة وتجديد شبكات الماء الشروب التي تعرف بعض الإهتراءات وذلك للحد من التسربات المائية وضمان وصول المياه بشكل منتظم ودائم إلى جميع المواطنين. الفلاحة والسياحة في انتظار المستثمرين ولا يقتصر دور السد على تزويد السكان بالمياه الشروب فقط بل يستعمل في سقي الأراضي الفلاحية إذ استفادت الولاية من حصة تقدر ب 38 هكتمتر 3 لسقي محيط التلاغمة المقدرة ب 8000 هكتار، وانطلقت العملية في شطرها الأول المتمثل في انجاز شبكة لإيصال المياه لسقي 4447 هكتار من أصل 8000 هكتار، حيث بلغت نسبة تقدم الإشغال في هذه العملية 80٪، وتجسيد هذا المشروع سيسمح بدون شك بزيادة مساحة الأراضي الفلاحية وهكذا، فبالإضافة إلى الموروث الثقافي الذي تسخر به الولاية ستصبح بفضل هذه المنشأة الضخمة (سد بني هارون) قطبا سياحيا مهما، فالموقع الجغرافي للسد الذي يتربع على مساحة طولها 35 كلم وعمق يمتد من 60 إلى 100م سيجعل من هذه الولاية مقصدا للسياحة كذلك بكل ما ينجر عنه من نتائج سوسيو اقتصادية مثل توفير مناصب العمل وتحريك التنمية المندمجة. وفي هذا الإطار يعتبر سد بني هارون كذلك قاعدة أساسية للصيد حيث يتوفر على كمية هائلة من الأسماك، إذ أصبح هذا السد ميناءً صغيرا للصيد لما يتوفر عليه من ثروة سمكية معتبرة ومن أجل استغلال هذه الثروة السمكية الهائلة تم تنظيم الصيد ومنحت 8 رخص لشباب الولاية لممارسة الصيد بصفة شرعية ومنتظمة، أما في ما يخص حمايته من التلوث تمت برمجة 6 محطات تصفية اثنتان في الخدمة، أما الأخرى ستنجز فيها لاحقا، ومن شأن هذه المنشآت التمكين بتصفية 20 هكتلتر 3 سنويا من المياه لتتجمع ويعاد استعمالها بعد التصفية طبعا كمورد مهم وأساسي موجه لأغراض فلاحية، بالإضافة إلى هذا كله سيلعب هذا السد دورا آخرا يتمثل في سقي بعض الأراضي الفلاحية بالنسبة للولايات التي تقع بالجهة الجنوبية مثل باتنة. وهناك كذلك برنامج طموح يخص بعث الاستثمار السياحي حول حوض السد كانجاز ميناء للنزهة ومرافق ترفيهية وإقامة فنادق في حافة السد. ولتحقيق الطموحات الخاصة بجعل من هذا السد موردا اقتصاديا و سياحيا نظمت الولاية مهرجانا للماء يوم الخميس 22 مارس الجاري وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للماء ومن أجل التعريف بالإمكانيات الواعدة التي يتوفر عليها السد من أجل بعث الاستثمار حول ضفافه وتحسيس المهتمين بالاستثمار خاصة في السياحة والفلاحة.