نظمت أول أمس بقاعة ابن زيدون برياض الفتح احتفالية خاصة على شرف احد أعمدة الأغنية الجزائرية الشيخ رابح درياسة، حيث جاءت هذه الوقفة اعترافا لما بذله من مجهودات في سبيل الرقي بفننا بمختلف طبوعه وأنواعه سيما الطابع البدوي الذي أمتع من خلاله الحاج الجمهور الجزائري العريض. حضر الحفل إلى جانب وزيرة الثقافة خليدة تومي ووالي ولاية البليدة أوشان محمد، وشخصيات تاريخية، إضافة إلى ثلة من كبار الفنانين الذين رافقوا الحاج رابح درياسة خلال مسيرته الفنية، المليئة بالخدمات الجليلة لهذا الفنان الكبير خدمة للأغنية الجزائرية. وتأتي هذه التظاهرة الثقافية في إطار البرنامج الفني والثقافي الذي سطره ديوان رياض الفتح في هذا الشهر، الذي ضم مجموعة من النشاطات المختلفة والمتنوعة بين العروض السينمائية والحفلات الفنية، كما سبق وان شهد الديوان تكريم خاص على شرف الفنانة القديرة نورة. وفي هذا الصدد تقدم الفنان الكبير رابح درياسة إلى وزارة الثقافة بالشكر، حيث كرمت من قبل أسماء فنية كبيرة اعتبرها درياسة بمثابة الركائز التي استند اليها وتعلم منها. كما عبر الحاج بعد تسلمه للتكريم من وزيرة الثقافة خليدة تومي على فرحته الكبيرة لهذه الالتفاتة، التي جاءت، كما قال، «بعد انتظار طويل»، ومتفائلا على حال الأغنية الجزائرية الأصيلة والكلمة الهادفة، مبديا في هذا الجانب اطمئنانه بحكم المشعل الذي تحمله الأجيال المتعاقبة، حيث قال هنا «الحمد لله الجزائر اليوم تملك طاقات شبانية تهتم بالفن الأصيل الهادف وتحمل المشعل بعدنا». وقد بين رابح درياسة اشتياقه لجمهوره، حيث غاب عن الساحة الفنية لمدة طويلة، داعيا الشباب إلى ضرورة إكمال المجهودات التي بذلها الفنانون الكبار في مسيرتهم الفنية للحفاظ على التراث الوطني، الذي يبقى هو المرآة الحقيقية التي تعكس هوية الفرد وانتمائه. ولم يفوت درياسة الفرصة للحديث عن الخسارة الكبيرة التي عرفتها قبل أسبوع الساحة الفنية الجزائرية بفقدان عميد الأغنية الصحراوية خليفي احمد رحمه اللّه. وقد نشط السهرة الفنية مجموعة من الفنانين، أمثال نادية بن يوسف، عبدو درياسة، سمير تومي وغيرها من الأسماء البارزة، حيث قدموا للجمهور باقة من الأغاني التي علت في السماء الفنية الجزائرية للفنان القدير رابح درياسة. ليعود في ختام السهرة الشيخ درياسة إلى المنصة ويمتع الجمهور بصوته العذب، ويؤدي وصلات غنائية ماهي الا جزء من رصيده الفني الزاخر، منها «يا الحوتة» و«يحياو أولاد بلادي» التي تجاوب معها الجمهور الكبير الذي حضر الاحتفالية، حيث اهتزت القاعة بصوت واحد امتزج فيها أداء درياسة والحاضرين.