توقع الدكاترة المتدخلون في اللقاء الذي نظم أمس بقاعة الاجتماعات لمقر المجلس الشعبي لولاية الجزائر الذي حمل شعار'' صحة جيدة من أجل شيخوخة أفضل''، أن ترتفع نسبة المصابين بالأمراض المزمنة، خاصة مرض ارتفاع الضغط الشرياني لدى الأشخاص المسنين خلال السنوات القادمة، وبالمقابل تعاني هذه الشريحة من المجتمع من غياب تكفل طبي مختص، وهذا ما يستدعي حسب المتدخلين التفكير في وضع استراتيجة وقائية لتعطيل مسار الشيخوخة، الذي بلغ مؤشر 0،2 بالمائة في الجزائر، و هي نسبة مرشحة للارتفاع في غضون العشرية المقبلة. أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات جمال ولد عباس، أن اللقاء الذي تزامن وإحياء اليوم العالمي للصحة، على تحسين المستوى المعيشي للمواطنين، وهو الذي سمح بارتفاع المعدل العمري في الجزائر إلى (75 سنة)، الذي يقترب من المعدل العمري الأوروبي (أكثر من 80 سنة). وأبرز في سياق متصل، أن السياسة الصحية التي اعتمدتها وزارة الصحة تركز على استفادة كل المواطنين من جميع الفئات العمرية، وفي مختلف ولايات الوطن بدون تمييز من الخدمات الصحة، ويعتبر أن ''الصحة'' لها مسؤولية الحفاظ على حياة الإنسان منذ تخصيب البويضة في رحم المرأة إلى غاية بلوغ سن الشيخوخة. ويتجلى اهتمام الدولة بالجانب الصحي للمواطن كما ذكر الوزير، من خلال الميزانية التي تخصصها لهذا القطاع الحيوي ، والتي تضاعفت ست مرات منذ سنة 2006 ، حيث بلغت السنة الجارية 404 مليار دج، كما قدم وعودا باتخاذ الإجراءات اللازمة لحل الإشكاليات المطروحة. ما الذي جعل مؤشر الشيخوخة يرتفع منذ عشرية تقريبا؟ سؤال أجابت عليه الدكتورة كداد من خلال مداخلتها تحت عنوان ''الحركية الديمغرافية'' وعلاقتها بالارتفاع المرتقب لعدد الأشخاص المسنين في آفاق 2050، مشيرة إلى أن هناك ''نظرة ضعيفة للديمغرافية بالجزائر'' والتي تؤثر على منحنى الولادات والوفيات، الذي يتحدد على أساسه المعدل العمري . ومن جهتها كشفت الدكتورة ندير من خلال مداخلتها ''الشيخوخة ظاهرة حتمية''، أن ارتفاع الضغط الشرياني يعد من أهم الأمراض التي تصيب هذه الفئة من المجتمع بنسبة 50 بالمائة. وأفادت المتحدثة في هذا الصدد، بأن نصف الفئة السكانية التي تجاوزت 60 سنة مصابة بارتفاع الضغط الشرياني، وتتوقع أن يتضاعف عدد المصابين من هذه الشريحة خلال السنوات القادمة، وتؤكد بأن الوقاية أساسية لتعطيل مسار الشيخوخة، من خلال تغذية متوازنة، وتشجيع النشاطات الحركية. وتعد التغذية المتوازنة التي يتناولها الشخص منذ الصغر من أهم العوامل التي تقي من الأمراض المزمنة التي تصيب الأشخاص المسنين، وعلى رأسها السكري وارتفاع الضغط الشرياني، و هما الأبيضين الذي حذر منهما الرسول صلى اللّه عليه و سلم والذي أكد الدكتور حاج لكحل مختص في التغذية على ضرورة تناولهما بقدر دون إفراط أو تفريط، وذلك منذ سن الشباب لضمان بلوغ مرحلة الشيخوخة بدون مشاكل صحية معقدة. بالرغم من حساسية سن الشيخوخة، بالنظر إلى الأمراض المصاحبة له و تعقيداتها، و كذا الحالة النفسية التي يكون عليها الأشخاص المسنين، إلا أن التكفل المختص في المجال الطبي والنفسي ما يزال ناقصا، حسب ما أكده المتدخلون في هذا اللقاء الذي غلب عليه الطابع التقني .